إعداد : سارة عدلي عبد الملك تدرس
إذا كنت تشك في أن طفلك قد يكون من الأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، فإننا ننصحُ أن تبدأ البحث عن أفضل الحلول أثناء استمرار عملية التشخيص، فكلما كان التدخل مبكراً، كانت آفاق طفلك أفضل.
أظهرت الدراسات على مدى العقود القليلة الماضية أن “العلاج باللعب” هو أحد أفضل الطرق لنقل المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد. وهنا، نورد مقدمة سريعة للعلاج باللعب للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد وكيف يمكن أن يفيد الطفل.
فهم التوحد:
يشير اضطراب طيف التوحد (ASD) إلى مجموعة من اضطرابات النمو العصبي التي تؤثر على القدرات الاجتماعية والسلوكية والتواصلية. وهو اضطراب نمائي منتشر (PDD) يؤثر على نمو الدماغ ويمكن أن يتراوح من خفيف إلى شديد في أعراضه.
يواجه الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد صعوبة في فهم العواطف والتعبير عن الاحتياجات والتواصل مع الآخرين، ولا يوجد علاج لهذه الحالة، لكن التدخل المبكر يمكن أن يساعد الطفل على اكتساب المهارات الاجتماعية والسلوكية اللازمة للعمل بفعالية ضمن بيئات مختلفة.
أهمية العلاج باللعب للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد:
بما أن الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد قد يلعبون بشكل مختلف، فإن اللعب هو وسيلة رئيسية يعبرون من خلالها عن أنفسهم. وبالتالي، فإن العلاج باللعب هو وسيلة شائعة لتعليم الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد كيفية التواصل بشكل أفضل مع الأطفال والبالغين الآخرين.
يمكن أن تظهر لهم طرقاً جديدة للعب بألعابهم، وتعليمهم مهارات حل المشكلات، وزيادة رصيدهم اللغوي والتواصل الاجتماعي والعاطفي.
بالنظر إلى أن التوحد هو إلى حد كبير “اضطراب التواصل الاجتماعي”، فإن الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد يميلون إلى أن يصبحوا ممتصين ذاتياً بغض النظر عن النشاط الذي يشاركون فيه.
يتيح العلاج باللعب للأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد استكشاف مشاعرهم واحتياجاتهم أثناء تعلم كيفية التواصل بشكل أفضل مع الأصدقاء والأشقاء وأولياء الأمور. كما أنه يسمح للوالدين القيام بدور نشط أكثر في التعامل مع طفلهما، وربما تولّي منصب معالج اللعب في وقت لاحق، مما يساعد على تشكيل رابطة أقوى بين الوالدين والطفل.
التقنيات الأساسية للعلاج باللعب بسيطة للغاية. في الأساس، يقدم معالج اللعب للطفل مجموعة متنوعة من الألعاب لمعرفة ما يثير اهتمامه. إذا التقط الطفل لعبة، فقد يسمح له المعالج باللعب بها لفترة من الوقت قبل تقديم لعبة جديدة لمعرفة كيفية تفاعله. يمكن أن تكون الألعاب بسيطة مثل الدمى والقطارات أو أكثر جاذبية، مثل صرير الألعاب أو نفخ الفقاعات. سيختار المعالجون الألعاب بناءً على ما يستجيب الطفل إليه بشكل أفضل. مع استمرار عملية العلاج ، يقدم المعالج أنشطة جديدة لمساعدة الطفل على بناء مهارات متبادلة وخيالية ومهارات حل المشكلات. ومع ذلك، في جوهره، تم تصميم العلاج باللعب ليكون وسيلة ممتعة للأطفال بهدف التفاعل مع الآخرين.
أنواع العلاج باللعب بالنسبة لاضطراب طيف التوحد:
في حين أن كل طفل يستجيب لأشياء مختلفة، هناك بعض التقنيات القياسية للعلاج باللعب التي ثبت مراراً وتكراراً أنها تعزز مهارات الأطفال الاجتماعية والعاطفية بمرور الوقت. هنا، نناقش بعض تقنيات العلاج باللعب الشائعة.
- وقت اللعب على الأرض: من خيارات العلاج باللعب الأكثر شعبية ويمكن القيام به في مكتب المعالج أو داخل المنزل. في الأساس، يجلس المعالج أو مقدم الرعاية على الأرض للعب مع الطفل وفقاً لشروط الطفل الخاصة. يبدأ الشخص البالغ باللعب بالطريقة التي يريدها الطفل ثم يدخل في عملية اللعب عنصراً جديداً، مثل بعض الكلمات أو لعبة أخرى.
- بهذه الطريقة، يمكن أن تبدأ محادثة بين الطفل والشخص البالغ بهدف نهائي هو المساعدة على تركيز التفكير وتحسين المهارات العاطفية. الهدف هو البناء على اهتمامات الطفل الخاصة لتشكيل علاقات أثناء اللعب. تظهر الأبحاث أن الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد الذين يمضون 25 ساعة من وقت اللعب على الأرض كل أسبوع لمدة عامين على الأقل، يظهرون تطوراً عاماً بشكل ملموس.
- الاهتمام المشترك بالمشاركة الرمزية في اللعب وتنظيمه (:(JASPER هذا برنامج علاجي يساعد الطفل على التركيز بشكل أفضل على شخص آخر ولعبة في نفس الوقت. من خلال تحسين قدرته على الانتباه المشترك، يمكن للأطفال اللعب مع أقرانهم بشكل أكثر فعالية. يمكن للأطفال الذين يذهبون إلى العلاج باللعب JASPER مقابلة معالجهم بشكل فردي لمدة تصل إلى 25 ساعة في الأسبوع. تقدم بعض رياض الأطفال أيضاً هذا النوع من العلاج. بمرور الوقت، يتعلم الأطفال كيفية اللعب، والتحدث أكثر مع أقرانهم، وكيفية توسيع نطاق لعبهم بألعابهم.
- مجموعات اللعب المتكاملة : IPGs يتضمن هذا النوع من العلاج باللعب الأطفال العصبيين والأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد حيث يلعبون معاً كي يتمكن الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد من تعلم مهارات اجتماعية أفضل.
عادة، يقسم البالغون الأطفال إلى مجموعات من ثلاثة إلى خمسة أشخاص ثم يحددون الأسس الأولية للعب قبل السماح للأطفال بتولي المسؤولية. قد تجتمع IPGs لمدة تصل إلى ثلاث ساعات كل أسبوع. تشير الدراسات إلى أن الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد الذين خضعوا لجلستي IPG لمدة 30 دقيقة في الأسبوع مدة أربعة شهور حسنوا قدرتهم على التظاهر باللعب، وتفاعلوا بشكل أفضل مع أقرانهم، وتعلموا استخدام ألعابهم بطريقة أكثر نموذجية.
عند اختيار العلاج باللعب بالنسبة لاضطراب طيف التوحد، تأكد من اختيار معالج لديه خبرة في ذلك. قد ترغب حتى في البحث عن المعالجين المعتمدين رسمياً. بالإضافة إلى ذلك، قم بإجراء أبحاثك الخاصة حول أنشطة التوحد في العلاج باللعب كي تتمكن من الاستمرار في إشراك طفلك في المنزل.
يتبع في العدد القادم عن خيارات علاج أخرى بالنسبة لاضطراب طيف التوحد
المرجع :
Autism and Play Therapy: An Overview | Plexus (plexusnc.com)
02038330792
الامارات العربية المتحدة – الشارقة
العمل كمعلمة صف للطلاب من ذوي اضطراب طيف التوحد بمركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة من سنة 2011 حتى تاريخهالعمل كمعلمة دمج بحضانة منتسوري الكندية من 2009حتى 2010، الامارات العربية المتحدة – الشارقةالعمل مع أطفال سن الحضانة وبعض الأطفال من ذوي الإعاقة (داون ساندروم واضطراب طيف التوحد).العمل كأخصائية نفسية للطلاب من ذوي الإعاقة (كف البصر-الصم والبكم –الإعاقة العقلية – الدون ساندروم واضطراب طيف التوحد) بجمعية شمس البر من 2002 حتى 2008 بجمهورية مصر العربية – القاهرةالعمل كمشرفة تربوية بجمعية شمس البر.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام منهاج منتسوري.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام العلاج بالموسيقي