الأشخاص الصُم وضعاف السمع

فهم الفرق بين الأشخاص الصُم وضعاف السمع … دليل للتفاهم والتواصل الفعال.

إعداد: أميرة الزعبي ولية أمر طالبة من ضعاف السمع

يندرج تحت مفهوم “الإعاقة السمعية” أو “الاضطرابات السمعية” كلٌّ من الأشخاص الصم وضعاف السمع. ولكن غالباً ما يختلطُ على الناس فهم الفروق بين “الصَمَمْ” وضعف السمع، لذا يعتبر فهم الفروق بين الفئتين أمراً ضرورياً لتحقيق دمج كل منهما في المجتمع بطريقة فعالة وتعزيز مشاركتهما ومساهمتهما فيه بينما ندعم حقوقهما وإمكانية الوصول بالنسبةِ إليهما.

اقرأ ايضا: اعرف أكثر عن فقدان السمع-ج3

أولاً: من هو الأصم؟ وهل يصح إطلاق مصطلح “صم وبكم” على جميع الأشخاص الصم؟

يشير مصطلح الصُم إلى الأشخاص الذي يعانون من فقد السمع بشكل كلي، أو فقد السمع بدرجة شديدة. ويعتمدون بشكل أساسي على لغة الإشارة للتواصل. ولكن كثيراً ما نسمع مصطلح “الصم والبكم” عند وصف الأشخاص الصم وهذا يعتبر من الأخطاء الشائعة بين الناس. إذ ليس كل أصم “أبكم” وهناك فرق شاسع بين الكلمتين .

فالأصم هو الشخص الذي لديه مشاكل في الجهاز السمعي مما أدى إلى عدم قدرته على سماع الأصوات، في حين أن مصادر إنتاج الكلام عنده قد تكون سليمة.

ومن ناحية أخرى، الأبكم هو الذي لديه مشاكل في مصادر إنتاج الكلام أو الدماغ مما أدى الى عدم قدرته على النطق وإخراج الكلام بشكل سليم، وقد لا يكون لديه أي مشاكل في الجهاز السمعي.

من هنا أدركنا أن الشخص الأصم قد يكون قادراً على الكلام إذا تلقى الدعم المناسب.

مدرسة الامل للصم – مدينة الشارقة للخدمات الانسانية

ثانياً: من هم الأشخاص ضعيفو السمع؟ وهل يصح معاملتهم كالأشخاص الصم؟

إن الأشخاص ضعيفي السمع هم الذي يعانون من ضعف في السمع بدرجات متفاوتة، تتراوح بين الخفيف إلى الشديد. ويعتمدون بشكل أساسي على النسبة المتبقية من السمع بالإضافة الى الاستعانة بالمعينات السمعية باختلاف أشكالها.

وقد يكون فقدان السمع في أذن واحدة أو في الأذنين، ويمكن تصنيف درجات السمع إلى: خفيف، متوسط، شديد وعميق. وبالتالي وبعد فهم هذه الفروق المهمة، فلنستبدل مصطلح “الصم والبكم” ب “الصم وضعاف السمع”.

ومن الجدير بالذكر أن حالات ضعف السمع تختلف وأن مقارنة حالة بأخرى أمر غير عادل نظراً لاختلاف الظروف والعوامل التي يمر بها كل شخص والتي تسهم بتجربة فريدة ومختلفة. وإليكم بعض هذه الأسباب:

أسباب ضعف السمع، نوع ضعف السمع ودرجته، متى بدأ ضعف السمع؟ هل بدأ من الولادة أو في عمر الطفولة المبكرة أم في وقت لاحق؟ هل تلقى الشخص الدعم المناسب من علاج نطق ولغة؟ هل يعيش في بيئة داعمة ومحفزة للغة والتواصل الفعال وغيرها من العوامل التي تؤثر بشكل أساسي في تطور اللغة عند الشخص الذي يعاني من ضعف السمع؟

كل هذه الأسباب تجعل المقارنة غير عادلة. فبدلاً من التفكير الزائد والضغط النفسي الناتج عن مقارنة ضعيف السمع بشخص آخر ضعيف سمع أيضاً أو مقارنة أم لطفلها بطفل آخر يستخدم معينات سمعية أيضاً وفي نفس عمره، يمكننا تهيئة بيئة داعمة أكثر انصافاً وعدلاً.

إذاً، ما الذي يمكننا فعله لتجنب المقارنة، سواء كنت من الأشخاص ضعيفي السمع أو مربيّاً لطفل ضعيف السمع؟

تقبل ضعف السمع وثقف نفسك عن حالتك أو حالة طفلك.
تعرف على فرديتك وتميزك / فردية وتميز طفلك.
اخفض سقف توقعاتك تجاه تطور طفلك.
التركيز على نقاط القوة.
توفير الموارد والدعم المناسب.
احط نفسك ببيئة داعمة ومتفهمة.

إذن، من بعد فهم الفرق بين الأصم وضعيف السمع، لا بد من ذكر بعض النصائح الأساسية للأخذ بعين الاعتبار عند التواصل معهم:

أولاً: تأكد من وضوح وجهك عند التكلم مع الأشخاص الصم وضعاف السمع، فإن معظمهم يعتمد على قراءة الشفاه. حاول أن تكون في مكان مُضاء بعيداً عن الظل وأشعة الشمس القوية.

ثانياً: ابتعد عن الضوضاء والأماكن المزدحمة خاصة إن كان الشخص ضعيف السمع يعتمد على المعينات السمعية ولا يستخدم لغة الإشارة. ولكن في حال الإزعاج، حاول أن تكون قريب المسافة منه شرط أن تتكلم بوضوح وبطء.

ثالثاً: كرر كلامك أو أعد صياغته بطريقة مختلفة إذا لزم الأمر، فمن الممكن أن يصعب على الشخص ضعيف السمع فهم الكلمة أو السياق، ويمكنك أيضاً أن تستعين بالصور أو الكتابة.

رابعاً: تعلم لغة الإشارة، فإنها اللغة الأساسية للتواصل مع الأشخاص الصم.

خامساً: أضف خاصية الترجمة أو التعليقات ضمن الفيديوهات والفعاليات والاجتماعات أيضاً لسهولة الوصول إليهم. أما بالنسبة للأشخاص الصم فمن الأنسب معرفة ما إن كانوا يفضلون وجود مترجم لغة إشارة.

في الختام، لا بد أن نتذكر- بعيداً عن الألقاب والمسميات – أن الأشخاص الصم وضعاف السمع هم جزء لا يتجزأ من المجتمع. وتقع علينا مسؤولية التعرف عليهم ودمجهم بالطرق الصحيحة. وتذكر دائماً ألا تستسلم أو تسأم في محاولة التواصل معهم، فبدعم ووعي المجتمع، يمكننا جميعاً المساهمة في تمكينهم وتحقيق طموحاتهم.

المراجع: Marta Belsky and Brenda Cartwright, Thursday, July 7, 2022