إنّ مستقبل حضارتنا ـ التي ابتكرت الإنترنت ـ يقوم على قدرتنا على فهم هذه الأداة الرائعة والتحكم فيها. وثمة أخطار من نوع حجب الخدمة أو فقدان السرية يمكنها التسبب في تخريب اقتصادنا، وتبديد قدراتنا اللوجستية أو قدراتنا على تقديم العون والنجدة.
وهكذا فإنّ الحضارات الكبرى تقوم دائماً على أربع دعائم: اقتصاد مزدهر، ومهارات براقة، وبحث مبتكر، ودفاع قوي. وإذا تداعت إحدى هذه الدعائم، فإنّ مصير هذه الحضارة إلى زوال.
ومن ناحية ثانية، فإن الانقلاب الكبير الحادث في جيلنا يدعى الـ ((إنترنت)). وجميع حواسب الكرة الأرضية مرتبطة فيما بينها، ولا يحتاج الأمر إلى أكثر من نصف ثانية للاتصال بحاسوب يقع في أي مكان في هذا العالم، كما وأن الهجوم على حاسوبك لا يستغرق أكثر من نصف ثانية. والواقع أن معظم معلوماتنا الحيوية الخاصة باقتصاداتنا تخزّن الآن في حواسبنا وتنقل عن طريق الإنترنت.
وبالعودة إلى الدعائم الأربع، يمكن تمييز رهانات كبرى تبعاً لكل دعامة منها، فالاقتصاد أولاً يحتاج إلى إمداد وتموين قوي للمبادلات، وعلى الإنترنت أن يقدم للاقتصاد السيولة التي يحتاجها، وكل قرار وطني هادف إلى لجم هذه السيولة، سيحد من منافسة المشاريع الوطنية، وبالتالي يهدم الاقتصاد مع الأيام ويدمره.
ومن ناحية ثانية، فإنّ كل هجوم خارجي يهدف إلى حجز الإنترنت ـ وهذا ما يسمى بـ ((حجب الخدمة)) ـ قد يلحق الضرر باقتصاد الوطن، لاسيما القطاع المصرفي.
ويستهدف النوع الثاني من التهديدات، أعمالنا في ((البحث والتطوير)) فالعلماء جميعاً يستخدمون الإنترنت، وقد ابتكروا، من ناحية ثانية، طريقة خاصة بهم للاتصالات تدعى ((ميلنت)) و((آربانت)).
إن مبتكر طريقة ((الشبكة العالمية)) وهو تايم بيرنر لي مهندس في البحث النووي في جامعة سيرن في جنيف. واستخدام (http) أتاح له التواصل مع زملائه بشكل أكثر فاعلية. والواقع أن العلماء الذين يستهترون بأبحاثهم لا يعرّضون حضارتنا للخطر فحسب جراء إفشاء أسرارهم، بل هم يسيئون تقدير التهديدات الحقيقية على الإنترنت ويبخسونها قدرها، بل إنهم يبرهنون على سذاجتهم، لاسيما تفكيرهم الاقتصادي.
والتهديد الواقع في مجال ((البحث والتطوير)) يدعى فقدان السرية؛ حيث تتركز حول وظيفة جديدة للإنترنت، محركات البحث، وبتحديد أكثر ((غوغل)). فهذا المحرك يتيح، عبر أوامر يسيرة، جمع ملايين المعلومات ((دون فائدة)) للحصول منها على معلومة ((مفعمة بالفائدة)). وللصراع ضد سرقة معلوماتنا الخاصة بالبحث وشهادات المنشأ، علينا اتخاذ إجراءات حماية شفافة تماماً للعلماء.
كما يستهدف التهديد نفسه مبدعينا: ذلك أن حقائب مقلدة تباع عن طريق الإنترنت بأسعار تتحدى أي منافسة، وهذه الظاهرة موجودة طبعاً منذ زمن طويل، لكن للإنترنت دوراً يسّهل عملية البيع ويوسعها.
أخيراً، يستخدم خصومنا الإنترنت بكثافة كأداة اتصال، وفي الآن ذاته، كأداة دعاية.
ختاماً نقول: نحن نعيش أكبر أحداث مؤثرة في التاريخ البشري، حيث الخسائر المالية الناتجة عن مراوغة الدخلاء – المفترضين – واختلاساتهم عن طريق نظام المعلومات، فليس من المعقول لكل مشروع ولكل حكومة الاستمرار وكأن شيئاً لم يكن.
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مكان الميلاد: الرياض
تاريخ الميلاد: 1385هـ
المؤهلات العلمية:
الماجستير: ماجستير اقتصاد إسلامي عام 1413هـ.
الدبلوم العالي: دبلوم عالي اقتصاد اسلامي عام 1414هـ.
الدكتوراه: دكتوراة اقتصاد اسلامي عام 1419هـ.
التاريخ الوظيفي:
مدرس مواد تجارية: الثانوية التجارية بالرياض 1/2/1408هـ.
معيد: كلية الشريعة بالرياض 30/6/1408هـ.
محاضر: كلية الشريعة بالرياض 29/12/1413هـ.<
محاضر: عمادة البحث العلمي بالرياض 1/4/1416هـ.
محاضر: كلية العلوم الاجتماعية بالرياض 1/6/1418هـ.
عضو هيئة التدريس: عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع بالرياض 1/11/1421هـ.
مستشار اقتصادي: معهد البحوث والخدمات الاستشارية بالرياض 15/7/1423هـ.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات وورش العمل
عضو في عدد من الجمعيات العلمية العربية والأجنبية
عضو في عدد من اللجان العلمية
أشرف على عدد من الرسائل العلمية
كاتب متطوع في مجلة المنال
صدر له كتابان في سلسلة كتاب المنال، العاشر؛ مشكلات العصر والإعاقة والسادس عشر؛ رؤى فكرية لقضايا عصرية.