بقلم أ . د .زيد بن محمد الرماني
المستشار الاقتصادي وعضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ثمة أشخاص لا قدرة لديهم على تركيز تفكيرهم، فهم يشرعون في تعلم هذا الشيء، ثم ذاك، ثم شيئاً ثالثاً، ولكنهم لا يتمون تعلم شيءٍ من كل هذا أبداً رغم شدة رغبتهم في العلم، لعدم قدرتهم على استيعاب المعلومات اللازمة، وبذلك يستقر في أذهانهم أنهم محرومون من الاستعداد العقلي الذي يتمتع به الآخرون.
على أن غالباً ما يكون سبب فشل هؤلاء كونهم يتمتعون بقدرة عقلية أو استعداد ذهني أكبر مما يحتاجونه للنجاح.. فيكون مثل أحدهم كمثل سيارة قوية أدار سائقها محركها وفراملها المحكمة مقفلة، فيهدر كمية كبيرة من الوقود دون أن يتقدم في طريقه خطوة واحدة.
وقد جاءني يوماً أحد الطلاب شاكياً نقص قدرته على تركيز ذهنه، فهو يقضي الساعات تلو الساعات في الدرس، ولكنه لا يستطيع حصر ذهنه في الموضوع الذي يستذكره، أو يبحثه، وقد أثبتت الوقائع أنه أكره على اختيار تلك الدراسة من قبل أبيه، ثم ثار عقله الباطن على ذلك الوضع التحكمي وقام بعمل الفرامل لتعطيل المضي في ذلك السبيل. فأصبح مقيد النشاط، مهما بذل من الجهد العقلي، بسبب المقاومة السلبية السرية التي لجأ إليها من حيث لا يشعر لعدم شجاعته في مصارحة نفسه ومصارحة أبيه.
فإذا كان العجز عن التركيز أو حصر الذهن هو السبب في فشلك شخصياً، فإني أنصحك بأن تواجه ما في نفسك من انقسام وما في سريرتك من معارضة مكتومة مواجهة صريحة، ثم العمل على حل ذلك بعقل وتدبر، وثق بأن عقلك لا يقل في قدرته عن أي عقل، وبأن استعدادك على أحسن ما يكون، وإنما عليك أن تواجه الواقع، ولا تتردد في إجراء التعديلات اللازمة ولو أدى ذلك إلى إغضاب من تريد إرضاءهم. ولسوف تشعر بعدئذ بسعادة كبيرة تشيع في نفسك وفي حياتك، وتجد لديك قدرة على تركيز ذهنك.
جاء في كتاب ( كيف تكسب الثروة والنجاح ) : هناك نوع ثان من الفشل يرجع إلى شعور صاحبه بأن هناك من يراقبه ليضع عمله وكفاءته في الميزان. فإذا كان ذلك حالك، فيجب أن تبحث عن الأسباب التي تشل جهودك. فقد تكون إنساناً ضميره غاية في الحساسية شديدة العناية والاهتمام واللهفة كي تبذل خير ما في استطاعتك ضمن عملك، وتخشى أن تقصر عن الغاية العظمى من النجاح في نظر ممتحنيك، فتضطرب وتتعثر. ولهذا عليك أن تتعقب آثار تلك الرقابة إلى عهد طفولتك، وحاول أن تعرف من الذي كان يترصد هفواتك كي ينحي عليك باللوم والتعنيف في غير عطف أو رفق، ومن الذي كان يتهددك عن أدنى تقصير ويتوعدك بالعقاب والتشهير، ويتركك نهباً للخوف والمذلة والقهر.

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
مكان الميلاد: الرياض
تاريخ الميلاد: 1385هـ
المؤهلات العلمية:
الماجستير: ماجستير اقتصاد إسلامي عام 1413هـ.
الدبلوم العالي: دبلوم عالي اقتصاد اسلامي عام 1414هـ.
الدكتوراه: دكتوراة اقتصاد اسلامي عام 1419هـ.
التاريخ الوظيفي:
مدرس مواد تجارية: الثانوية التجارية بالرياض 1/2/1408هـ.
معيد: كلية الشريعة بالرياض 30/6/1408هـ.
محاضر: كلية الشريعة بالرياض 29/12/1413هـ.<
محاضر: عمادة البحث العلمي بالرياض 1/4/1416هـ.
محاضر: كلية العلوم الاجتماعية بالرياض 1/6/1418هـ.
عضو هيئة التدريس: عمادة المركز الجامعي لخدمة المجتمع بالرياض 1/11/1421هـ.
مستشار اقتصادي: معهد البحوث والخدمات الاستشارية بالرياض 15/7/1423هـ.
شارك في العديد من المؤتمرات والندوات والملتقيات وورش العمل
عضو في عدد من الجمعيات العلمية العربية والأجنبية
عضو في عدد من اللجان العلمية
أشرف على عدد من الرسائل العلمية
كاتب متطوع في مجلة المنال
صدر له كتابان في سلسلة كتاب المنال، العاشر؛ مشكلات العصر والإعاقة والسادس عشر؛ رؤى فكرية لقضايا عصرية.