بقلم:
الدكتورة ولاء أحمد، اختصاصية نفسية | مدرسة الوفاء لتنمية القدرات – فرع الرملة
الحسين الجميل، اختصاصي اجتماعي | مدرسة الوفاء لتنمية القدرات – فرع الرملة
تمثل الإجازة الصيفية فرصة رائعة لاكتساب العديد من المهارات وحصد خبرات جديدة تفيدك على المدى الطويل وتصقل شخصيتك وتميزك بين زملائك. الإجازة الصيفية هي أطول مدة إجازة سنوية تمر على الطلاب وعلى أولياء الأمور أيضاً، ونحن على أبوابها الآن وجب علينا الاستعداد لاستقبالها وإسعاد أبنائنا وبناتنا وتعويضهم عن تلقي برامج وأنشطة الخدمة المدرسية والتي تتبع أسلوباً علمياً ممنهجاً لفائدتهم وتنمية قدراتهم ، خاصةً وأننا ندرك جميعاً أن الإجازة الصيفية تعتبر فترة هامة لتعزيز تجربة أبنائنا وتطويرهم في مجالات مختلفة قد لا تتوفر ضمن البيئة المدرسية ، ونحن معكم لدينا القدرة على تحقيق التغيير الإيجابي وتوفير بيئة محفزة ، ويمكننا أن نصنع فرقاً كبيراً في حياة أبنائنا وبناتنا (فلذات أكبادنا) .
اقرا ايضا: إجازة ….. بلا أجهزة
تلعب الإجازة دورًا مهمّا في تحسين نفسية الأشخاص، إذ أكّد العديد من الموظفين المعتادين على أخذ إجازة لقضاء العطلة الصيفية بانتظام أنّهم يعودون إلى وظائفهم بنفسيّة أحسن وقدرات إبداعية أكبر، ويتمكّنون في غالب الأحيان من إيجاد حلول سريعة لمشاكل كانت تبدو لهم عويصة من قبل.
كيف يمكننا الاستعداد لاستقبال الإجازة؟
لنستعد للإجازة يجب علينا أن نتخذ بعض الإجراءات، نبدأ أولاً بتحديد وحصر الأهداف المرجوة من الإجازة وكتابتها ولكل منا أهداف وأولويات مختلفة تتناسب مع الطالب والأسرة، ثم حصر الاحتياجات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف التي تتناسب مع الطالب، ثم نقوم بتوفير أو شراء الأدوات والخامات اللازمة للتنفيذ ، ثم نقوم بتهيئة الطالب أو الطالبة عن طريق التحفيز من توقعاتنا للمخرجات المنتظرة وتكون جميع الخطوات من خلال المشاركة معهم كي تزداد ثقتهم وحماسهم ، ثم نقوم بإعداد جدول منظم للعمل على أن يلتزم به جميع أفراد الأسرة ، ويجب أن تشتمل أهدافنا على مجالات عدة:
على المستوى العملي:
يبدأ الاستمتاع بالإجازة من تنظيم وقت النوم والاستيقاظ واستثمار كل دقيقة والاستفادة منها مع توضيح أهميتها. وفي حال قمت بتنظيم وقتك واستطعت تقسيمه بين النشاطات، وخصصت وقتًا إضافيًا للراحة والاستجمام والاستمتاع بوقتك، فسوف تقضي عطلة مميزة مليئة بالفائدة ولن تكون مجرّد أيام روتينية تهدر فيها وقتك دون أيّ نفع، تذكّر دومًا أن الوقت هو أحد أثمن الأشياء في العالم، واللحظات التي تمضي لا يمكن استرجاعها، لذا احرص على أن تنفقها فيما يفيد ويعود عليك وعلى غيرك بالنفع مستقبلاً.
لكل منا مهارات حياتية معينة يتمنى لو كان يتقنها، تُمثل الإجازة فرصة لاكتساب هذه المهارات المختلفة، فكّر في مهارات مثل: (التفكير الإبداعي، الثقة بالنفس، التخطيط، القيادة، إدارة الوقت، إدارة المال، الإقناع، التواصل، الطبخ، الإسعافات الأولية) واختر المهارات التي تنقصك واصقلها بمساعدة وسائل مختلفة كالبحث عبر الإنترنت أو الاشتراك في ورشة عمل تتعلم من خلالها مهارة جديدة حتى لا تقع فريسة للمحتوى الترفيهي أو التليفزيوني غير الهادف ، وشاهد أنواعاً أخرى من المحتوى كي تنمي معارفك وتوسع آفاقك كالأفلام الوثائقية والتاريخ وتعلم اللغات ، حتى تستطيع أن تنمي معلوماتك لتفيد أسرتك وأبناءك .
تقول الكاتبة اليابانية (ماري كوندو) (الغرفة الفوضوية تعني عقلًا فوضويًا) لذا لم يعدّ لديك عذر خلال الإجازة الصيفية لمظهر غرفتك الفوضوي. يمكنك إلقاء نظرة سريعة على أغراضك والتخلص من كل الأغراض التي لم تعد لها أهمية، وتخزين الأغراض التي لن تستخدمها خلال الإجازة، كالكتب المدرسية والقرطاسية مثلًا.
ويعد التعلم واكتساب مهارة جديدة مثل (التصوير – فنون الطهي – غناء وتسجيل – قراءة وحفظ القرآن الكريم – زراعة – أشغال يدوية – تصميم الأزياء والخياطة – إعادة تدوير – الاعتناء بحيوان أليف – إعداد حقيبة السفر) من أهم المكتسبات الإيجابية التي يمكن تحصيلها خلال فترة الإجازة ، أيضا أثناء جلوسك في البيت أنت والأهل, حاول أن تبتكر طريقة تغيير روتين العادة اليومية, حاول أن تقوم بعمل مسابقة شبه يومية تغير بها أجواء المنزل ، وتبعث عنــصر الحمـاس والنشاط لدى العائلة ككل ولكن لا تنـس الهدايا أيضاً فهي من أهم المحفزات والمعززات لأولادنا .
وعلى المستوى الترفيهي: وسّع من آفاقك واكتشف العالم من حولك بوسائل بسيطة وفي متناول الجميع، كزيارة المتاحف التي ستلهمك وتنمي معلوماتك التاريخية، أو الاستمتاع بالطبيعة وزيارة المحميات الطبيعية والمناطق الريفية والصحراوية والساحلية. أو اشترك في واحد من المعسكرات الصيفية التي ستمنحك شعورًا بالحرية والاستقلالية وتعزز من إحساسك بأبسط الإمكانيات من حولك والتي لم تكن تنتبه إليها كثيرًا في الماضي. (التنزه في الأماكن الآمنة – شراء الاحتياجات المنزلية – السفر لأماكن جديدة – إنشاء صداقات جديدة).
بالإضافة إلى المنافع السابقة، فالعطلة الصيفية على وجه الخصوص تعتبر فرصة مميزة لتحفيز الإبداع وبناء الذات وتطوير المهارات الشخصية. إنها ليست مجرّد وقت فراغ للتسلية وتضييع الوقت، بل هي في واقع الأمر فسحة لاكتشاف شغفك الحقيقي.
على المستوى الاجتماعي:
إذا أردت صقل خبراتك الإنسانية ومساعدة الفئات الأكثر احتياجًا في مجتمعك، اشترك في إحدى الأعمال التطوعية المنتشرة في بلدك، كمساعدة المسنين ورعاية الأيتام، وإطعام الفقراء، أو زُر أقسام الأطفال والحالات الحرجة في المستشفيات القريبة منك وقدم لهم ولأسرهم الدعم. لا شيء أفضل من أن تكون جزءًا من النشاطات الخيرية وأن تعطي دون انتظار مقابل.
يُعدّ هذا الأمر من أفضل الأشياء التي يمكنك استثمار الإجازة الصيفية في فعلها، وذلك لأن التطوع يجسد لك الفارق الذي يمكن أن تُحدِثه في حياة الآخرين مما يعود عليك بمردود نفسي إيجابي.
الإجازة فرصة لصنع ذكريات جميلة مع العائلة بعيدًا عن الانشغال الدراسي وتوتر المذاكرة والامتحانات، لذا اهتم بقضاء أوقات طيبة مع عائلتك الصغرى. وأيضًا تواصل مع أفراد عائلتك الكبرى التي قد لا تسنح الفرصة لزيارتهم والتواصل معهم إلا خلال الإجازة (زيارة الأهل والأصدقاء المقربين – لقاءات عائلية بسيطة – المشاركة والتهنئة بالمناسبات، تبادل خلالها الحديث معهم واصنع ذكريات لك ولأبنائك).
اعرف اكثر عن فعاليات المخيم الصيفي لوزارة الرياضة والشباب
مع أطيب تمنياتنا بإجازة سعيدة مثمرة