تؤدي الانتكاسة في سن المراهقة لدى الأشخاص ذوي التوحد إلى العودة بهم إلى السلوك الطفولي الذي يشمل نوبات الغضب، والانفعال، والعنف، والعزلة الاجتماعية ورفض الكلام.
سنوات المراهقة تأتي معها التغيرات العاطفية والهرمونية التي تؤثر في المراهقين ذوي التوحد، وتؤثر على سلوكهم في محاولة التعامل مع الوضع المحيّر، ولذلك يمكنك أن تساعد المراهق من ذوي التوحد من خلال الشرح باستمرار عن التغييرات التي تطرأ على جسمه، مع التحلي بالصبر… وفيما يلي شرح لهذه التغيرات وبعض المسببات:
التغييرات العاطفية:
التغيرات العاطفية في سن المراهقة لدى الأشخاص ذوي التوحد قد تؤدي إلى العدوانية، ونوبات الانفعال المفاجئة، وسلوك إيذاء الذات، والصراخ أو تؤدي إلى الانهيار العاطفي.
وبتوقع حدوث هذه الانفعالات فإن ما يجب عليك فعله هو أخذ الطفل إلى مكان آمن لكي يبدأ بالهدوء تدريجياً والعودة إلى حالته الطبيعية، على سبيل المثال: غرفة النوم أو فناء المنزل. أثناء هذه الانفعالات أبعد الطفل من ذوي التوحد عن الأطفال الآخرين بالمنزل حيث أن الطفل قد يظهر السلوك العدواني تجاه الآخرين وإيذائهم.
النوبات الصرع:
غالباً ما يعاني بعض الأشخاص ذوي التوحد من النوبات الصرعية في سن البلوغ بينما لا يعاني البعض الآخر منهم من تلك النوبات وذلك وفق ما أشار إليه الدكتور ستيفن أيديلسون من مركز أبحاث التوحد.
ومن علامات النوبات المرضية التي تظهر على الأشخاص ذوي التوحد المشاكل السلوكية مثل العدوانية ونوبات الغضب والانفعال، وفقدان الحصيلة الإداركية المعرفية وعدم التطور الأكاديمي بعد ما كانوا يتمتعون بها قبل فترة البلوغ. لذلك يجب عليك استشارة الطبيب للحصول على التشخيص السليم لتلك الأعراض في سن المراهقة والحصول على العلاج المناسب وفقاً للحالة.
التواصل:
الانتكاسة أثناء فترة البلوغ قد تؤدي إلى فقدان مهارات التواصل، حيث تشير النتائج الأولية للدراسات بأن الأشخاص ذوي التوحد في سن المراهقة قد يفقدون مهارات اللغة والكلام، والتي تؤثر على المهارات الاجتماعية التابعة لها. وقد يلجأ الطفل إلى التواصل عن طريق الإيماءات واصدار الأصوات بدلاً من الكلام، لذلك شجع المراهق من ذوي التوحد على التحدث من خلال التفاعل المستمر واشراكه في المحادثات، بالإضافة إلى إدراج المراهق من ذوي التوحد في علاج النطق مما يسهم في منع الفقدان التام لمهارات التواصل التي تم دراستها سابقاً.
الاعتبارات:
تعتبر الانتكاسة في سن المراهقة لدى الأشخاص ذوي التوحد هو شائعة، ولكن ذلك لا يحدث في جميع الحالات. إن التغييرات المصاحبة للبلوغ في فترة المراهقة قد تؤثر على حياة الطفل إما سلباً أو إيجاباً. كما أن إدارة هذه التغييرات تتطلب مشاركة فريق متعدد التخصصات من المعلمين والإختصاصيين ومقدمي الرعاية والأشقاء. وتوقع التغييرات يساعدك على الاستعداد نفسياً والتعامل مع المراهق وفقاً لذلك.