تلفحنا يومياً كلمات من مريدي الإسلام السياسي، وأرباب الحركات المتطرفة الإرهابية يرددون خلالها أحاديث تروى عن رسولنا الكريم، تحث على العنف وسفك الدماء البريئة، وهؤلاء يعلمون تماماً أنهم يشوهون قيم ديننا الحق، ويعلمون أنهم يمارسون كذباً عظيماً على رسولنا صلى الله عليه وسلم، ولكنهم وعلى الرغم من هذا يواصلون تجديفهم وافتراءاتهم، والسبب ببساطة متناهية هو الرغبة في التأثير على العقول وأن الجرائم التي تقترفها أيديهم لها سند شرعي من نبينا رسول الإنسانية والمحبة والسلام.
وغني عن القول إن تلك الأحاديث التي تنسب لرسولنا ويتم خلالها تمجيد القتل وسفك الدماء لا تتجاوز كونها أكاذيب تم اختراعها للتبرير ولتحقيق الأهداف الإجرامية المتطرفة لدى هؤلاء، لذا نحن أمام واجب يفرضه علينا هذا الدين العظيم دين التسامح والمحبة وهو توضيح زيف وأكاذيب هؤلاء الإرهابيين ونشر فسادهم، كذلك على العلماء وطلبة العلم الشرعي التصدي لهؤلاء بالتوضيح والإرشاد والتنبيه لزيف كل من يتقول على رسولنا.
وبحق فإن ما يتم سرده ثم تجييره على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم، يجب أن يوقف ويوضع حد له، لأنه يتنافى مع أحاديث كثيرة لرسولنا عليه الصلاة والسلام تحث على المحبة والسلام، وتتقاطع مع الكثير من الآيات القرآنية مثل قوله تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) (يونس 99)، وقول الله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) (سورة القلم، آية 4)، وقوله سبحانه وتعالى: وقوله تعالى: (والذين اتخذوا من دونه أولياء والله حفيظ عليهم وما أنت عليهم بوكيل) (سورة الشورى، آية 6)، وقوله في السورة ذاتها الآية 48: (فإن أعرضوا فما أرسلناك عليهم حفيظاً إن عليك إلا البلاغ).
وهناك العديد من الآيات القرآنية والأحداث المتواترة التي كان واضحاً فيها أن رسولنا كان نبياً للمحبة والتسامح لا القتل وسفك الدماء، فهل نسينا «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ولا نقول إلا حسبنا الله.