يسود في هذه الأيام شعار (لا يجب تخلف أي طفل عن مواصلة الدراسة) وهو شعار يحظى بقبول واسع لكن التنفيذ يواجه مهمة صعبة. ويمكن لمثل هذا الشعار أن يتحقق إذا تمت تلبية احتياجات التعليم الفردية من خلال اعتبار كل طفل كياناً متفرداً قائماً بذاته، كما أن البرامج الفردية تزيد من فرص نجاح الطالب. الجدير بالذكر أن الأطفال يخضعون لأساليب تعليمية متنوعة ويتعلمون بمعدلات متفاوتة وينتمون إلى خلفيات اقتصادية واجتماعية متباينة فضلاً عن تباين قدراتهم الفكرية. ومثل هذا النمط من التعليم الفردي individual instruction يبدو فعالاً للغاية مع التلاميذ المعرضين للأخطار (Hamby, 1989). أما المظهران الرئيسيان لطريقة التعليم هذه فهما التعلم والدافعية وكلاهما يقران بتفرد كل طفل ويستندان على ذلك.
الحاجة للتعليم للفردي
يتطلب التعليم الخاص خططاً تربوية موجهة لتلميذ واحد على خلاف البرامج التعليمية التقليدية التي لا تستلزم مثل هذا الأمر. وتبين الإحصاءات الخاصة بتسرب الطلبة أن أعداداً كبيرة جداً من الطلبة من غير ذوي الإعاقة لا ينجحون في مسيرتهم الدراسية لأن المدارس لا تتعامل معهم بصفتهم أفراداً يتميز الواحد منهم عن الآخر (Stainback & Stainback, 1992)، وبذا لم تتح لهم الفرصة للإفصاح عن إمكانياتهم بسبب عدم إدراك احتياجاتهم التعليمية الفردية (Pugach & Warger, 1996). ومثل هؤلاء التلاميذ يعتبرون أنفسهم فاشلين وهي كذلك نظرة معلميهم إليهم لكونهم لا يتعلمون مثل الآخرين.
ماهية التعليم الفردي
لعل أفضل وسيلة لفهم التعليم الفردي هي في ملاحظة الكيفية التي يستخدم فيها مثل هذا التعليم في التربية الخاصة. ويوفر (برنامج التعليم الفردي) IEP الأساس لعملية التعليم الفردي حيث تم تطوير هذا البرنامج باعتباره يمثل جهداً تعاونياً للتلاميذ (عند الضرورة) والمعلمين وأولياء الأمور وإدارات المدارس وغيرهم من الأشخاص الآخرين الذين يرتبط عملهم بالتعليم الفردي.
وتستخدم الكثير من المدارس برامج التعليم الفردي للطلبة الذين يحصلون على درجات قليلة في الاختبارات المعيارية (Schargel & Smink, 2001). غير أن غالبية المعلمين النظاميين لا يوفرون مثل تلك البرامج لسائر طلبتهم لعدم تيسر الوقت المناسب.
ولأن أكثر الطرق فاعلية لتعلم أمر ما للمرة الأولى تتطلب ربطه بالمعرفة السابقة الأمر الذي يدفع المعلم لمعرفة كل طفل من خلال الاختبارات الأولية pre-testing وطرح الأسئلة والرصد والمراقبة. في هذا الصدد تشدد فلسفة البنائية التعليمية على قدرة المتعلمين على إعطاء معنى للتعليم الجديد استناداً إلى معرفتهم السابقة (Caine & Caine, 1991).
إن التعلم الفاعل والتجريبي أمر حيوي لبناء المعرفة الجديدة وهذا أمر يحتاج إلى استراتيجيات تعليمية تشجع على بناء المعرفة مثل:
- التعلم المستند إلى مشاكل معينة والتعليم المتبادل.
- التعليم الخصوصي للأنداد peer tutoring
- التعليم التعاوني cooperative learning
- التعليم الاستكشافي hands-on learning
- المساهمة في إصدار صحيفة أو مجلة
- المشاريع
- لعب الأدوار role play
- المحاكاة
- البحث والاستقصاء (Switzer, 2004, p. 196)
وتعتبر الدافعية عاملاً مهماً للغاية لدى التعامل مع الطلبة المعرضين للأخطار. وهناك ثلاثة عناصر لهذه الدافعية هي: القيمة الإيجابية والصلة الواضحة فيما بين السلوك والنتائج والإيمان بإمكانية تحقيق النجاح بوجود المهارات والموارد المتوفرة.
الفوائد المتوقعة
يتيح التعليم الفردي الفرصة أمام الطلبة للتعلم كل وفق سرعته وقدرته الخاصة وبالطريقة التي يراها مناسبة ليحققوا النجاح بعد ذلك، أما الطلبة المعرضون للأخطار والذين ربما يتركون الدراسة فإنهم سوف يواصلون دراستهم ويتخرجون بنجاح.
وعلى أثر ذلك حظي مثل هذا التعليم بتقدير مدارس بديلة فقد تمكن 65% من طلبة البرنامج الدراسي The City-as-School (CAS) في بافالو بولاية نيويورك من الحصول على شهادة الدبلوم فيما حصل (برنامج الاختيارات الحر) The Free Options Program في مدينة نيويورك أيضا على معدل تخرج بلغ 86%.
المصدر: http://dropoutprevention.org/effective-strategies/individualized-instruction/