عندما يقع أحدنا في مشكلة أو تعترض مسيرة حياته عقبة، فإن خير وسيلة للتغلب عليها هو شحن النفس بطاقة من التفاؤل والأمل وملء الروح بهذه المشاعر، لكن الذي يحدث في حياتنا اليوم مختلف تماماً عن هذا الجانب، فبنظرة سريعة لمواقع التواصل الاجتماعي أو ما يصلنا عبر التطبيقات الذكية في الهواتف، نجد أنها كلمات وأقوال تنم وتدل على حالة من البؤس والقنوط، وتأنيب النفس، كم هائل من الكلمات السوداوية تحيط بالكثير من الناس فتتلبس يومهم وتغذي أوقاتهم والسبب أنهم أخفقوا أو تعثروا.
وعندما تؤنبهم وتبلغهم بأنهم يسيئون لأنفسهم ولمستقبلهم يقولون: إنه لا شيء بأيديهم، وغني عن القول أن هذا التبرير غير صحيح إطلاقاً، والعلم الحديث يثبت افتقاره إلى الصحة، فقد ثبت علمياً بما لا يجعل مجالاً للشك أن الإنسان قادر أن يغذي نفسه بمشاعر الاطمئنان والتفاؤل حيث ذكرت منظمة الصحة النفسية في عام 2004 (أن التفاؤل عملية نفسية إرادية تولد أفكار ومشاعر الرضا والتحمل والأمل والثقة، وتبعد أفكار ومشاعر اليأس والانهزامية والعجز، فالمتفائل يفسر الأزمات تفسيراً حسناً، ويبعث في النفس الأمن والطمأنينة، كما أن التفائل ينشط أجهزة المناعة النفسية والجسدية، وهذا يجعل التفاؤل طريق الصحة والسعادة والسلامة والوقاية. في حين يعتبر التشاؤم مظهراً من مظاهر انخفاض الصحة النفسية لدى الفرد؛ لأن التشاؤم يستنزف طاقة الفرد، ويقلل من نشاطه، ويضعف من دوافعه، كما أن أسلوب التفسير التشاؤمي، هو أحد الأسباب المؤدية للإصابة بالأمراض الجسمية المختلفة، وانخفاض مستوى الأداء الأكاديمي والمهني).
هذه كلمات علمية بمنزلة دليل وشاهد على أن الإنسان هو الذي يستطيع أن يقرر مصيره أو مستقبله، وهذا يبيِّن لنا أن التشاؤم سبب في بقاء الشخص على حاله وعدم تقدمه أو تغيره للأفضل.. وأن التفكير الإيجابي هو الطريق لرسم نجاح أبدي.. وهذا يقودني إلى قصة حصلت مع أديب ألمانيا العظيم جوته الذي فوت على نفسه أن يقدم للعالم اختراعاً مذهلاً، وهو التحليق بالمنطاد وذلك بسبب تقاعسه وتردده والذي نتج عن تشاؤمه، حيث بدأت القصة عندما فكر الأخوان مونجولفييه باختراع أداة تجعل الإنسان قادراً على الطيران وتوصلا لفكرة المنطاد وباشرا العمل على صنعه.. وبالفعل تمكنا بعد عمل مضنٍ وعدة تجارب فاشلة أن يخترعا النموذج الصحيح لمنطادهما، وفي باريس عام 1783 اجتمع حشد غفير من الناس ليشهدوا أول صعود ناجح لمنطاد منذ تاريخ البشرية، وفي أثناء هذا النجاح الباهر الذي حققه منطاد الأخوين مونجلفييه كان هناك من يعمل على تطوير هذا الاختراع وهو الأستاذ شارل.. فقد صنع منطاداً آخراً يختلف عن منطادهما، فقد استعمل غاز الهيدروجين لرفع المنطاد ووضع الرمال لجعل المنطاد راسياً وغيرها من العمليات التطويرية وعندما أتى يوم إقلاع المنطاد واجتمع عدد هائل من الناس أتى رسول من ملك فرنسا يقول إنه منع عملية الإقلاع لخطورة استخدام غاز الهيدروجين كونه سريع الاشتعال، لكن شارل كان مصمماً على التحليق بمنطاده، فقال إنه سينتحر من فوره إذا تمسك الملك بقراره، وبالتالي فإن سر المنطاد سيذهب معه إلى القبر! ـ الإصرار على تحقيق الأهداف والثقة – فلم يجد الملك سبيلاً سوى أن يرفع المنع ويحلق المنطاد في سماء باريس في العام نفسه الذي أطلق فيه الأخوان مونجلفييه منطادهما! وعلى الرغم من أنه جاء بعدهما فإنه ظل مستخدماً قرناً كاملاً..
في خضم هذا التسابق العلمي المبهر والذي نقل البشرية نقلة قوية وجعلها قادرة على الطيران، كان الشاعر جوته يراقب المناطيد تحلق وبحسرة شديدة، فالمفاجأة كانت تكمن في أن جوته خطرت له فكرة اختراع المنطاد قبل الأخوين مونجلفييه وشارل، لكنه تقاعس عن العمل بها ولم يؤمن بأهميتها.. وقد كتب بحسرة عبارته الشهيرة التي قال فيها: (لقد خرجت المناطيد للوجود، وما كنت إلا قاب قوسين أو أدنى من اختراعها، وهذا هو الأسى يتملكني لأن الحظ جانبني فلم أكن السباق لابتداعها).
التفاؤل ليس هبة أو خصلة في شخصية الإنسان إنما مهارة يتعلمها الفرد حتى يتقنها تتمثل بالصبر والتفكير بشكل إيجابي والاستمرار بالمحاولة وامتلاك إرادة حديدية وقناعة جازمة أن الهدف قابل للتحقيق.. أيضاً التشاؤم لا يتعلق بشخصية الإنسان أو أنه يولد متشائماً، بل هو ما نكتسبه من خلال تعرضنا لإحباطات وصعوبات مستمرة، وهذا ما ذهب له مؤسس علم النفس الإيجابي مارتن سليجمان في كتابه (تعلم التفاؤل) حيث قال: (إن التفاؤل يمكن تعلمه، فنحن لسنا متفائلين بالفطرة أو متشائمين بالفطرة).
لذا أعتقد اليوم أكثر من أي يوم مضى أن التفاؤل والتشاؤم معديان.. بمعنى آخر يمكن اكتسابهما من الاحتكاك بالآخرين.. فملازمة المتشائمين بكثرة تجعلك مثلهم ذا نظرة سوداوية للحياة ومتردد وغير مقدام.. ولكن صحبتك للمتفائلين تجعل الحياة بنظرك أبسط وأكثر إثارة ويمكنك مواجهة العثرات بشكل إيجابي، انظر حولك جيداً وأحسن اختيار الرفقة والأصدقاء أولاً، ثم غذِّ عقلك وروحك بالأفكار الجميلة، واغمر وجدانك بالصبر والتفاؤل، وستجد النتائج الإيجابية تنهال عليك تباعاً، فالحقيقة تقول لك وبوضوح: التفاؤل هو ما يقودك نحو مجدك.. والتشاؤم يبقيك حيث أنت.
مواليد أبوظبي ـ بكالوريس في التاريخ والآثار بتقدير امتياز من جامعة الإمارات.
أعمالها
- كتابة صفحة مقال في الاتحاد الثقافي عن الأدب والثقافة منذ منتصف شهر أبريل 2012 .
- كتابة مقال شهري اجتماعي في مجلة مرامي التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة بدءاً من شهر أغسطس 2012.
- كتابة مقال شهري اجتماعي في مجلة بنت الخليج من شهر يوليو 2012.
- كاتبة زاوية يومية في صحيفة الرؤية الإماراتية.
- كاتبة مقال أسبوعي في مجلة أرى.
- كاتبة عمود شهري في مجلة الإمارات الثقافية .
- كاتبة عمود شهري في مجلة التراث التابعة لنادي تراث الإمارات.
- كتبت مجموعة من القراءات النقدية (13 قراءة) وهي تمهيد لمشروع نقدي صدر بالتعاون مع دار جمال الشحي (كتاب)، ونشرت في جريدة الاتحاد في كتب إماراتية لكتاب مثل: سلطان العميمي، محمد الغفلي، موزة الدرعي، ابراهيم الهاشمي، سارة الجروان، خالد السويدي، وفاء العميمي ومريم الشحي… إلخ.
مؤلفاتها
- رواية كمائن العتمة ـ الطبعة الثانية ـ دار الفارابي (2013).
- أفكار بعد منتصف الليل ـ دار الهدهد (2013).
- مجموعة حطب ما ـ مجموعة شعرية – إتحاد كتاب وأدباء الإمارات (2013).
- رواية زاوية حادة طبعة جديدة ومنقحة من دار كتاب لجمال الشحي (2013).
- رواية (كمائن العتمة)عن دار الفارابي – بيروت طبعة أولى (2012).
- ترجمة مجموعة من النصوص في مجلة هانيبال الألمانية ونشرها باللغة الإنجليزية (2011).
- مسرحية حصة صادرة عن دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة (2010).
- ترجمة رواية زاوية حادة إلى الإنجليزية للمترجم عدنان محمد وصدرت عن دار المحاكاة في سوريا (2010).
- ديوان شعري (لا عزاء) صدر عن مشروع قلم عام 20، هيئة التراث والثقافة (2010).
- رواية بعنوان (زاوية حادة) صادرة عن دار العين للنشر والتوزيع، مصر (2009).
- مجموعة قصصية بعنوان (وجه أرملة فاتنة) صادرة عن هيئة التراث والثقافة، أبوظبي (2008).
- ترجمة (وجه أرملة فاتنة) إلى الألمانية وهي صادرة عن هيئة التراث والثقافة، مشروع قلم أبوظبي (2008).
- مجموعة قصصية بعنوان (ليلة العيد) صادرة عن دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة (2003).
جوائزها
- جائزة العويس لأفضل إبداع روائي عن رواية كمائن العتمة (2013).
- جائزة شمسة بنت سهيل للمبدعات في فرع الأدب والثقافة والإعلام (2012).
- جائزة لوفتسيال للمرأة العربية في فرع الأدب والثقافة (2012).
- المركز السادس في مسابقة التأليف المسرحي لمسرحية بقايا امرأة، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة (2012).
- المركز الثاني في مسابقة القصة القصيرة للأطفال ـ وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع ـ مذكرات علبة صفيح قديمة (2010).
- أفضل جائزة سيناريو لسيناريو كرووووك في مسابقة التأليف السيناريو في رابطة أديبات الإمارات، الشارقة (2010).
- المركز الثالث في مسابقة السيناريو لسيناريو (الاختباء) في مهرجان أبوظبي الدولي السينمائي (2010) .
- المركز الثاني في مسابقة التأليف المسرحي، دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عن مسرحية (حصة) (2009).
- المركز الثالث في مسابقة السيناريو، مهرجان الخليج بدبي عن سيناريو بعنوان (تفاحة نورة) (2009).
- الجائزة التشجيعية في مسابقة القصة القصيرة للأطفال، وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، أبوظبي عن مجموعة (ذاكرة الحكايا) (2009).
- المركز الأول في مسابقة التأليف المسرحي – جمعية المسرحيين عن مسرحية (طين وزجاج) (2007).
- جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون عن المجموعة الشعرية (ليتني كنت وردة) (2007).
- المركز الثالث على مستوى مدارس الحلقة الثانية ضمن مسابقة تحت شعار: وسيلتي مطيتي إلى العلا (2004 ـ 2005).
- المركز الثاني في القصة القصيرة جائزة المرأة الإماراتية في الآداب والفنون عن مجموعة (قرية قديمة في جبل) (2004).
- الجائزة التشجيعية في مسابقة غانم غباش عن قصة (أنفاس متعبة) (2004).
- جائزة أندية الفتيات بالشارقة، الجائزة التشجيعية في الأدب للكاتبة الإماراتية عن مجموعة (ليلة العيد) (2001).