أرحب مجدداً بقراء المنال الغراء وأرجو أن يكون مقالي مفيدا لهم ومحفزا على مزيد من البحث وأن يكون سببا فى إهتمام أكبر بالتوحد.
عشرة أسباب لمشاهدة التليفزيون والفيديو للشخص الذي لديه توحد، رغم أن الشائع لدى المتخصصين والآباء هو رفض ذلك لأن المشاهدة عمل سلبي قائم على التلقي وليس فيه تفاعلية:
- التعلم بالنموذج، مثل فيديو لغسل الأسنان أو ربط الحذاء.
- معرفة النجوم المشهورين فى المجتمع وقادة البلاد توفر فرصة للتواصل مع الأقران.
- إيجاد لغة مشتركة مع الوالدين.
- الإطلاع على العالم وما يحبه بعض الأشخاص الذين لديهم توحد مثل الحيوانات والقطارات.
- إنشاء علاقة بين البيئة الداخلية والخارجية، فإذا شاهد المرافق العامة والمباني المشهورة بالمدينة على التلفزيون ثم ذهب لرؤيتها على الطبيعة يتعرف عليها بسهولة.
- فترة راحة ضرورية للآباء بينما الإبن يشاهد الفيديو.
- وجود الآباء مع الطفل أمام التلفاز متجاورين لمشاهدة أي عمل يساعد على بناء علاقة حميمية.
- المشاهدة تثير خيال الآباء بصور وأفكار وسيناريوهات جديدة.
- الأطفال يتعلقون بالبضائع والألعاب التى يشاهدونها ومن ثم نستخدمها فى الألعاب العلاجية.
- المصاب بالتوحد يتعلم من متابعة الصور وكذلك المتابعة بالأذن، لدرجة أن هذه القدرة متفوقة عند بعضهم فيستطيع البعض إعادة رسم لوحة بعد مشاهدتها أو إعادة عزف مقطوعة موسيقية بعد سماعها.
دليل آخر جديد على الإختلاف الكبير بين الأنثى والذكر من البشر في قدرة ومهارة (الإعتطاف) empathy، وهي ذات أبعاد كثيرة، منها توقع ما يفكر فيه الآخرون وشعورهم الحقيقي، أو بالإختصار كأننا في وضعيتهم ونشعر بشعورهم. وتعلمون جميعا أن من أعراض التوحد الأساسية ضعف هذه المهارة. وتعلمون أيضاً أن التوحد أكثر إنتشاراً بين الذكور عن الإناث.
البحث الجديد فى مجلة (علم الشيخوخة) يقول أن الإناث أفضل فى هذه المهارة من الذكور، وبالتالي قد يفسر لنا ذلك ـ ضمن دلائل أخرى ـ لماذا تقل نسبة التوحد بين الإناث.
بحث أجرى على الأطفال فى ملاوى أحد أفقر دول أفريقيا، أثبت وجود دور لمجموع الميكروبات الموجودة فى الجهاز الهضمي والمسمى علميا microbiome، وذلك فى إحداث حالة سوء التغذية الشهيرة كواشيوركر.
ما الذي دعاني لتضمين هذا في هذه الإطلالة؟
يقولون في البحث أن الإستمرار لفترة زمنية طويلة على وجبات سيئة التكوين صحياً يؤدي إلى تحولات فى المجموع الميكروبي للجهاز الهضمي، ومن ثم تشارك هي بدورها فى إحداث المزيد من أعراض سوء التغذية. وتتذكرون إخواني أننا ناقشنا فى الإطلالة مرارا وتكرارا مشاكل سوء التغذية والمجموع الميكروبى لدى الأشخاص الذين لديهم توحد، ولهذا أشرت إلى البحث الجديد الذي يناقش تلك الأدوار المتشابكة في علاقة سوء التغذية بعوامل عديدة يجب مراعاتها فى البرامج العلاجية.
وفي سياق حديثنا نفسه فقد أجري في المجتمع نفسه تجريب لإستخدام المضادات الحيوية ضمن برنامج علاج الأطفال الذين عانوا من سوء التغذية، وثبتت فعالية ذلك بشكل أكبر من علاجهم بنظام غذائي صحي فقط دون إضافة مضاد حيوي.
هذا دليل جديد على ضرورة مراعاة وجود عامل ميكروبي فى علاج حالات سوء التغذية بشكل عام.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية