في العدد الحالي رقم 82 للعام 2014 من مجلة Medical Hypotheses، نشر الباحثان Wendy and Shi Wu Wen مقالاً يحمل تنظيرا لسبب أو عامل خطر في إحداث التغيرات المصاحبة للتوحد في الجهاز العصبى، أو في ظهور أعراض التوحد، وهذا العامل المفترض لدى الباحثين هو (مستقبلات هرمونات الذكورة) أو Androgen Receptors .
تعلمون أعزائى أن للبروفيسور Simon Baron Cohen وفريقه البحثي نظرية منذ تسعينيات القرن الماضي تسمى Theory of Mind أو اختصارا ToM، ويمكن ترجمتها بالعربية (نظرية العقل)، مفادها أن لدى ذوي التوحد ضعف في الاعتطاف، أى عدم القدرة على فهم مشاعر وأفكار من يتعاملون معه، وبالتالي عدم القدرة على تكوين رد الفعل المناسب للفهم الصحيح لتلك المشاعر، وتقول النظرية بأن سبب انتشار التوحد بنسبة أكبر بين الذكور يعود لأن الإناث بالطبيعة يمتلكن قدرة اعتطاف أفضل من الذكور.
وبعد سنوات من اطلاقهم تلك النظرية، قام فريق البروفيسور سيمون بارون كوهين بتطوير الفكرة إلى أن التوحد هو ذهنية ذكورية متطرفة Extreme Male Brain، بناء على القاعدة نفسها تقريبا.
من هذه المنطلقات، قام الباحثان Wen، في مقالهما بطرح النظرية التي سيعملان على إثباتها بالمتابعة والتجريب، وهي عن دور النشاط الزائد لمستقبلات هرمونات الذكورة لدى ذوي التوحد، ومن ثم يقترحان التدخل العلاجي لتقليل هرمون التستوستيرون لدى ذوي التوحد كعلاج، ولكن لأن المخاطر المصاحبة للعلاج الهرموني لدى الذكور ليست محددة الآن، فاقتراحهم أن يتم ذلك لدى الإناث من ذوي التوحد جيدات القدرات، حيث أنه من المعلوم أن هرمون الذكورة، في الطبيعة أقل لدى الإناث من الذكور، فسيكون منطقيا تقليل مستواه لدى الإناث من ذوات التوحد كعلاج.
النظرية معقولة، وقد تحل مشكلة مجموعة من ذوي التوحد على أقل تقدير، ونحن نطرحها هنا لعل بعض باحثينا العرب يتحمسون لها من كليات العلوم الطبية والصيدلية، فهى لا تحتاج إلى تكنولوجيات معقدة للتجريب، أو تقنيات جديدة للابتكار، بل مرضى وإمكانيات معملية ودوائية متوفرة وبروتوكول بحثي جيد.
أشكركم وأحييكم وألتقيكم في العدد القادم من المنال.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية
){kind=link}