سيظل البحث جاريا في مختلف أنحاء العالم عن الأسباب المحتملة للإصابة بالتوحد. من ذلك الوراثة العائلية ودورها، سواء بشكل مباشر في صورة نسبة مئوية أكبر من المصابين بين أطفال الأسرة التي لديها طفل أول من ذوي التوحد، أو بشكل غير مباشر بأن يكون الشخص في خطر وخاصة إذا صادف في حياته عوامل أخرى بيئية من المعروف أن لها آثاراً صحية سلبية.
كذلك توسعت كثيراً البحوث عن الجينات المحتمل دورها في الإصابة بالتوحد، وترعى منظمة أوتيزم سبيكس مشروعا عالميا ضخما لجمع وتحليل كل المعلومات الجينية في هذا الإطار.
ولكن الجديد في 6 يونيو 2014، أن مجلة أبحاث الطب النفسي Psychiatry Research نشرت بحثا شيقا من كندا، وهو ضمن مجموعة كبيرة من الدراسات تحت مسمى Project Ice Storm، فقد تعرضت كندا في العام 1998 لعاصفة ثلجية كبيرة وطويلة وخطيرة تسببت في حالة من الهلع والذعر والشدة النفسية. ومن ثم نشأت فكرة هذا المشروع بجوانبه العديدة، وما نعرض له اليوم أحد تلك الجوانب، وهو محاولة للإجابة عن هذا السؤال:
هل الأم التى كانت حاملاً في أثناء تلك العاصفة الثلجية وتعرضت لشدة نفسية مسجلة، قد تعرض جنينها لخطر ظهر أثره وهو في عمر ست سنوات ونصف كما في هذه الدراسة؟
بالفعل، وجد الباحثون علاقة بين كثرة الإصابة بالأزمات الربوية، أى حساسية الصدر، وكذلك سمات التوحد، وليس اضطراب التوحد، وبين التعرض للشدة النفسية أثناء الحمل في ذاك الوقت.
أتمنى أن نجد من البحوث في مختلف البلاد التى تعرضت فيها النساء الحوامل لشدة وترويع ما يثبت أو ينفي تلك العلاقة.
وأتمنى أن ألتقيكم في العدد القادم من المنال على خير.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية