حالة الشخص الذي يطلق عليه «مدمن» هي في الواقع مرض أولي مزمن يصيب منتصف الدماغ. ربما تزعج البعض هذه الحقيقة، ولكن هذا ما عليه الإدمان. وهنا أتحدث عن المدمنين «الحقيقيين». وهم الأفراد الذين نراهم في مراكز التأهيل والعلاج من الإدمان. والمثير في الأمر أن معظم الناس لا يفهمون أو يقدرون ذلك، وهو أن «الإدمان» مرض موجود قبل حدوث واقعة التعاطي الفعلي.
الإدمان يأتي أولاً، والمواد المخدرة تأتي في المرتبة الثانية، ظاهرياً قد يرى البعض أن هذا غير منطقي؟ ولكن في الواقع العلمي يوضح الباحثون أن إطلاق كلمة الإدمان على المرض غير صحيح، ففي الأصل أن هذا الفرد المدمن مصاب بخلل في مراكز المكافأة في الدماغ، والتي تعتمد على مادة «الدوبامين» حسب ما بينت الأبحاث الحديثة على الدماغ. فوجد أن الخلل في أن الشخص يولد ولديه نقص في الدوائر العصبية الخاصة بالمكافأة والثواب.
وهذه الحالة الوراثية تشمل عدم القدرة على الشعور بالمكافأة والسرور والنشوة بنفس المستوى الذي يشعر به الناس العاديون بعد القيام بأعمال أو سلوكيات طبيعية. وهذا نابع من طفرة جينية في مستقبلات الدوبامين لدى المصابين. فالدوبامين مادة كيميائية في الدماغ تتوافر ليس فقط مع السرور، ولكن أيضاً المعنى والهدف وراء تلك المتعة. فالخلل في دماغ المصاب يدفعه لتعويض الشعور بالنشوة والسرور باللجوء إلى التعاطي سواء الأفيونات أو الخمور وأنواع أخرى من المؤثرات العقلية. وترى أن المدمن لا يرى معنى للحياة إلا من خلال هذه المؤثرات العقلية.
ما ذكرناه من خلل في الدماغ الأوسط ومادة الدوبامين يشرح نصف الأسباب، فهناك البيئة السلبية والتعرض المبكر للإهمال والهجر، ونقص الثواب والمكافآت العاطفية والنفسية، كلها تفاقم الخلل في مراكز المكافأة في الدماغ لتجعل المصاب مدمناً حين توافر المؤثرات العقلية.
كل من هذه الأشياء (الجينات والبيئة) تخلق في النهاية السبب الحقيقي للإدمان. ويرى الكثيرون من المختصين أن الإدمان ينتشر بين المجتمعات وعبر مجموعات اجتماعية واقتصادية مختلفة. وهناك عدد كبير من المدمنين في الطبقة الوسطى والمجتمع الراقي، والفئات الأعلى دخلاً لديها الأفضلية في إخفاء الإدمان.
وهذا ينقلنا إلى محور العلاج من الإدمان الذي هو علاج طبي نفسي. وعلينا تغيير نظرة المجتمع وتفكير مؤسساته عن الإدمان والمدمنين واعتبارهم مرضى يعانون كما يعاني المصابون بالأمراض الأخرى والسعي لعلاجهم في مراكز متخصصة في علاج الإدمان، والتخلص من فكرة أن المدمن مجرم، فالإدمان على المواد المسموح بها قانونياً كالإدمان على الممنوعات.
معلومات شخصية:
الجنسية: من مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة.
محل الإقامة: إمارة الشارقة.
الدراسة:
حصل على بكالوريوس الطب والجراحة من الكلية الملكية للجراحين في دبلن / جمهورية أيرلندا. وتخصص في مجال الطب النفسي وحصل على ماجستير في العلوم الطبية / تخصص طب
نفس من جامعة ويلز، كارديف / المملكة المتحدة.
وبعدها التحق ببرنامج الزمالة البريطانية في الطب النفسي وحصل على الزمالة البريطانية من الكلية الملكية للأطباء النفسانيين بالمملكة المتحدة عام 2008.
المناصب:
تولى د. عادل رئاسة اتحاد الأطباء النفسانيين العرب في الفترة من ديسمبر 2012 إلى آخر نوفمبر 2014.
يشغل الدكتور عادل كراني حاليا منصب استشاري في قسم الطب النفسي مستشفى راشد في دبي / الإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى كونه المدير الطبي للمركز الأمريكي
النفسي والعصبي لفرعي الشارقة ودبي.
الأنشطة:
يقوم د.عادل بمتابعة الحالة النفسية لمرضاه مع استقبال المزيد من الحالات المصابة بالأمراض النفسية حديثاً ووصف العلاج المناسب مع تقديم شرح كامل لمنهجية العلاج
الواجب اتباعها. كما يقوم بتحرير العديد من التقارير الطبية ومتابعة الفحوص والتحاليل الطبية للمرضى وعمل التثقيف النفسي لهم وللوالدين إن تطلب الأمر. بالإضافة
إلى متابعة الشؤون الإدارية المتعلقة بالمركز الأمريكي النفسي والعصبي كونه المدير الطبي.
الاهتمامات:
تتمحور اهتمامات د.عادل حول نشر الوعي وثقافة الصحة النفسية والرقي بمستوى الطب النفسي في الإمارات والوطن العربي وذلك من خلال إلقاء العديد من المحاضرات
والندوات المتعلقة بالصحة النفسية والمشاركة بالمؤتمرات الخاصة بذلك. كما نشر العديد من المقالات المتعلقة بالصحة النفسية بالإضافة إلى ظهوره مرات عدة في مختلف
البرامج ليقدم نصائح متعلقة بالصحة النفسية.
الأهداف والطموحات:
يسعى د. كراني للارتقاء بمستوى الصحة النفسية والسعي لتوفير الخدمات الخاصة بهذا المجال في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي. آملاً أن يصبح الوطن
العربي رائداً لهذا المجال لما له من أهمية كبيرة على الفرد والمجتمع.