لا شك أن سائر الناس قادرون على التحدث، غير أن أولئك الذين يتقنون التحدث يتميزون كثيراً عن غيرهم لأن معرفة ما ينبغي قوله وتوقيت الحديث والتعبير المناسب وطبيعة المتلقي تساعد كثيراً على تحقيق الأهداف. على أن التواصل Communication لا يشمل الكلام والأصوات فحسب إنما يتضمن أموراً أخرى مثل الإصغاء ولغة الجسد والوعي الثقافي والمهارات الإجتماعية العامة.
استراتيجيات التواصل
تعتبر استراتيجيات التواصل communication strategies من الأمور المألوفة في عالم الأعمال لأنها تشكل جزءا من خطة العمل التي تقدم تفاصيل عن أساليب التواصل مع مختلف الجماعات. وربما يتبنى أي عمل استراتيجيات عديدة موجهة لفئات مختلفة من الناس مثل الزبائن أو المستثمرين أو المتنافسين أو العاملين. ولبعض الشركات استراتيجية تواصل داخلية هدفها التواصل مع مكونات العمل ذاته. وتستخدم مثل تلك الاستراتيجيات لتقرير أمور مثل طبيعة المعلومات التي يتم تداولها مع الزبائن أو المستثمرين وكذلك كيفية تقديمها.
فوائد استراتيجيات التواصل
يؤمن الكثير من الناس أن التحدث يحصل بشكل طبيعي وأن سائر الأمور تتقرر تلقائياً وهذه طريقة تعامل تفاعلية مع المشاكل علماً أن رد الفعل الغريزي ليس أفضل الخيارات. وتتسم استراتيجيات التواصل من جانب آخر بكونها إستباقية Proactive وهذا يعني أنها تقدم حلا لمشكلة ما قبل أن تبرز القضية ذاتها. ثم أن مثل هذه الاستراتيجية تحفز على التخطيط الدقيق المسبّق الذي يجعل رد الفعل منطقياً ومفيداً لمجمل أهداف الشركة وليس غريزياً أو متسرعاً.
التواصل غير اللفظي
في قصة (حورية البحر الصغيرة) للمؤلف ديزني تقول أرسولا: (لا تقلل من شأن لغة الجسد أبداً). هنا لا بد أن نورد أن نحو 90% من عملية التواصل ليست لفظية فنبرة الصوت المستخدمة ووضع الجسم أثناء التحدث وما يصاحب ذلك من حركات لليدين تساعد على تغيير معاني الكلمات المنطوقة بشكل جذري. ولأن لغة الجسد تشكل أهمية بارزة أثناء عملية التواصل هذه فإنه لا بد من تضمينها في أية استراتيجية تواصل. ولا بد أن نضع في البال ونحن نعيش في ظل الحقبة الزمنية الرقمية الحالية أن الوسيلة التي نختارها لنقل الرسالة يمكن اعتبارها جزءاً من التواصل غير اللفظي.
أهم جوانب التواصل
يتحدث بعض الناس بلا انقطاع تقريباً دون التوقف لغرض الإصغاء. ولا يمكن اعتبار مثل هؤلاء الناس متحدثين متميزين لعدم إدراكهم وجود طرفين في أية عملية تواصل. إذن لابد أن نعي أن أهم جزء في عملية التواصل هو الإصغاء وليس التحدث. ثم أن أية عملية تواصل فعالة لابد أن ترتبط بشكل وثيق بالتغذية المرتجعة Feedback من الشخص الذي توجه إليه الرسالة وأن تتضمن استراتيجية التواصل مجموعة من النصائح والأساليب الخاصة بالإصغاء الصحيح مع العمل على تشجيع سلوكيات مثل الإصغاء الفعال.
الجمهور
إن معرفة المتلقي الذي توجه إليه الرسالة يمثل جانباً مهماً فأثناء وضع استراتيجية للتواصل لا بد أن نهتم بطبيعة الجمهور الذي نتحدث إليه فأصحاب الأسهم لا يهتمون بتفاصيل حملات التسويق كما أن الزبائن لا يهتمون في الواقع بالتقارير الفصلية. ومثلما يتعين مخاطبة المجموعتين وفق أساليب مختلفة تماماً فإن الأفراد الذين ينتمون إلى خلفيات ثقافية مختلفة ينبغي أن لا يتلقون الرسالة ذاتها. ولما كانت الثقافة تؤثر كثيراً على التفاعل الإجتماعي فإن استراتيجيات التفاعل لا بد أن تأخذ مثل ذلك الأمر بعين الإعتبار.
إن التواصل يتسم بالأهمية في كل جانب من جوانب الحياة وعليه فإن مثل تلك الاستراتيجيات يمكن أن تكون ذات أثر إيجابي في أوجه مختلفة فهي هامة للأعمال التي ترمي إلى نقل الرسالة الصحيحة إلى زبائنها أو لأصحاب الأسهم المساهمين فيها. كما أن استراتيجية التواصل الفعال يجب أن تتيقن من أن الرسالة الصحيحة تصل إلى الطرف الاخر بأفضل صيغة متاحة.
المصدر: www.communicationstrategies.net
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.