مما لا شك فيه أن شبكة المعلومات العالمية (الانترنت) تمثل هي والحاسوب تقدماً علمياً وحضارياً هائلاً، ونقلة نوعية في مسيرة الإنسان الحضارية، وكأي وسيلة فإنها تعتبر سلاحاً ذا حدين، وكالعادة فإنه بالمحصلة يتغلب الوجه الأبيض الساطع على الوجه الأسود القاتم، ونبقى نحن من أنصار أي جديد أو حديث يؤدي لتقدم الإنسان.
إن الخدمات الهائلة التي يقوم بها الكمبيوتر، والكم الهائل من المعلومات التي تقدمها الشبكة المعلوماتية على طبق شهي والسرعة بهذا الإعطاء، والتخصصية الدقيقة بالإضافة إلى الشمولية التي لا يستهان بها هي الميزات الأبرز حالياً لهذه (الانترنت)، ويضاف لها ما يركب عليها من خدمات تعليمية واتصالية وخدمات بحث علمي وخدمات ترفيهية وصناديق بريد يحملها الإنسان معه إلى كل أرجاء المعمورة دون أي عناء.
إن أي اختراع بشري وبعد تداوله تتجاذبه الأيدي وتبني عليه الأفكار العديدة، وهذا هو حال الانترنت حالياً، فالعالم وجد فيها بعضاً من ضالته.. المؤلف أحب أن يستطلع ما وراء شاشة (العالم) والسياسي استطاع الحصول على بعض ما يريد، حتى البائع، لم يعدم وسيلة تجعل الانترنت سوقاً له تجذب المشترين عبر العالم، والإنسان العادي وجد فيها حديقة يتجول فيها حسبما يحلو له.
إن الإعاقة حقيقة واقعة، والمعاقون يمثلون شريحة ليست بالقليلة في أي مجتمع، والإعاقات البصرية تشكل ثلث حالات الإعاقات، وهؤلاء الأشخاص المعاقون ـ الذين فقدوا نعمة البصر أو ضعفت عندهم إلى درجة حرمتهم من التعامل البصري بشكل يسير ـ من حقهم التمتع بتقنيات الحضارة، لأنه من حقهم أيضاً أن يعطوا ويسهموا بالتطور الحضاري.
لقد أثبتت شريحة المعاقين وعلى مر التاريخ أنها جديرة بكل احترام، فقد قدمت لنا الكثير من العلماء والعباقرة والمبدعين والشعراء والأدباء والمفكرين الذين تفخر البشرية بهم، وكثير منهم أثبت جدارة فائقة في فهم تقنيات العصر واستثمارها بالشكل الصحيح وتقديم النافع والعصري في آن واحد وبشكل لا يخلو من لمسات الإبداع.
(الانترنت) هي شبكة معلومات تتطلب مجموعة من الوسائل تمكنك من الاتصال بالشبكة وعرض ما تريد وأخذ ما تشاء، كما يلزمها منظومة لإدخال المعلومات وإنشاء الواقع وأقصد بها من يضع المعلومات، والعامل الأساسي يبقى هو الذي يستخدم الشبكة ويحصل منها على المعلومة اللازمة والمقصود هو المستخدم والذي يمكن أن يتحول بأي لحظة إلى واضع معلومات، أما مجموعة الوسائل فإنها تتألف من: جهاز الحاسوب (الكمبيوتر) وله أنواع عديدة ويتطور في كل يوم، ولكن بالمحصلة هو جهاز له امكانات معينة، وشاشة العرض التي تختلف أيضاً، ولكنها بالنتيجة تخدم هدفاً معيناً، وجهاز اصدار الصوت، والميكروفون، والطابعة التي تسمح بتصوير الفكرة التي أعجبتك، ومجموعة المفاتيح وهي لوحة أزرار خاصة تتيح استخدامها بسهولة، بالإضافة إلى قطعة صغيرة أسموها بالفأرة ومعهم حق في ذلك وهي التي تمثل حركة يدك وأنت تفتح النوافذ والأبواب في الشبكة العملاقة.
إن الأمر يتطلب بعض التدريب والتمرين اليسير كي يستطيع الإنسان الإبحار دون خوف من الضياع أو الغرق ودون وجل من مجهول قد أصبح معلوماً بقليل من الجهد والمثابرة.
إن الشخص الأعمى باستطاعته استخدام الشبكة إلى حد كبير.. ولكن كيف..؟
لقد شغلت الإجابة على السؤال السابق بالي لفترة انتهت بوضع فكرة لتصميم تقنية شاملة تمكن الشخص الأعمى من استخدام الحاسوب، وقد حصلت على براءة اختراع عليها. وفي الحقيقة هناك أفكار ووسائل حلت المشكلة جزئياً وتدل على الاهتمام العالمي المشكور بهذا الموضوع.
إن فكرتي تعتمد على إنشاء جهاز مبتكر للفأرة وهنا النقطة الأساسية، بالإضافة إلى الاستعانة بأدوات وتقنيات موجودة فعلاً، ولا فضل لي بها وإنما اقترحت إضافتها ضمن منظومة متكاملة، فجهاز الكمبيوتر في التقنية الجديدة تجعل أزراره بارزة ومميزة باللمس مع إدخال برنامج تحويل الكلام المكتوب إلى كلام مسموع، أما لوحة المفاتيح فتصمم حسب طريقة برايل، والطابعة تكون عبارة عن جهاز تسجيل صوتي.
هذا باختصار، والغاية الأولى والأخيرة هي إرضاء وجه الله الكريم وتقديم خدمة ما لهذه الفئة الغالية على قلوبنا، إن بصرك للذي لا يبصر صدقة، وأرجو الله تعالى أن يدرج عملي ضمن هذا الباب، وأن تكون فكرتي حافزاً للعلماء والمخترعين والباحثين لمزيد من العمل في هذا المجال حتى يصبح الحلم حقيقة بإذن الله.
من مواليد صماخ ـ حماة في سورية عام .1965
حائز على شهادة الطب البشري MBBCH، وعلى شهادة الماجستير MA في طب الأطفال من جامعة دمشق، وعلى شهادة البورد العربي (الدكتوراه Ph) في طب الأطفال من المجلس العربي للإختصاصات الطبية، وعلى الزمالة البريطانية في طب الأطفال AMRCPCH من لندن.
يتمتع بعضوية العديد من الهيئات والجمعيات العلمية والطبية والمهنية والإنسانية العالمية.
حاضر في العشرات من المؤتمرات والندوات والمحاضرات العلمية والطبية والأدبية في العديد من البلدان، وساهم بتقديم دورات تدريبية للأطباء.
له العشرات من الكتب والأبحاث والدراسات والمؤلفات والقصص.
حاز على براءة اختراع لتصميمه تقنية جديدة تمكن الشخص الأعمى من استخدام الحاسوب (الكمبيوتر) وما يتبعه من نظم.
نال العديد (15) من الجوائز وشهادات التقدير والشكر والثناء من جهات رسمية ومهنية وعلمية وطبية عديدة.
له أكثر من (1200) مقالة منشورة في أكثر من ستين من المجلات والصحف والدوريات في الدول العربية والدول الأوروبية، بالإضافة إلى مئات المقالات على العشرات من مواقع الإنترنت.
له سبق في مجال إدخال خدمات الطب عبر الإنترنت إلى المنطقة العربية.
عمل سابقاً كمدير لأحد مراكز الأبحاث.
يعمل حالياً كاستشاري في طب الأطفال وحديثي الولادة وأمراض الوراثة عند الأطفال في مجمع الأسد الطبي في مدينة حماة.