كثيراً ما نسمع أولياء أمور يشكون من صعوبة تأقلمهم مع فكرة متابعة كل شؤون أبنائهم التعليمية في زمن التعليم الهجين، وأن التعلم عن بعد يحملهم مسؤوليات أكبر وأعباء إضافية من حيث استكمال دور المعلمين في المنزل وضبط إيقاع الأبناء، خصوصاً صغار السن، لحثّهم على التركيز خلال حصص الـ «أونلاين»، وأثناء العمل على الواجبات والاختبارات.. لكن هل فكرنا وسط هذه الأحوال التي فرضتها علينا جائحة كورونا، كيف يكون حال أبنائنا من أصحاب الهمم والأطفال من ذوي متلازمة داون الذين يضطرون مثل كل الأطفال إلى البقاء في المنزل طويلاً؟ وكيف يقدر أهاليهم على الإلمام بكل أمورهم بعيداً عن المراكز وإرشادات المتخصصين؟
هناك بعض الحالات التي تحتاج إلى دعم مستمر كي يعرف الآباء والأمهات كيفية التصرف مع أبنائهم، وفهم كل احتياجاتهم، والأهم فهم ما يفكرون ويشعرون به، وكيف يجب مساعدتهم للتطور إيجابياً واستخراج أجمل وأفضل ما يملكونه من طاقات وقدرات. يمكن للأهل أن يشعروا بشيء من العجز، لكن وجود الدعم المناسب يعتبر كمرساة نجاة، وما تفعله مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، يقدم الكثير من الدعم لأولياء الأمور، ولا يقف في وجهه تباعد أو وباء. من هنا جاء الملتقى الافتراضي الذي نظمته «المدينة»، بمثابة نقطة لقاء ودعم مهمة حول متلازمة داون، ونحن في شهر اكتوبر شهر التوعية بها.
وجود هذا التواصل بين أولياء الأمور والمتخصصين في مجالات التعليم التربوي والسلوكي والرياضي وفي مجال الطب وغيرها من المجالات، يساعد أولياء الأمور على اجتياز هذه المرحلة الصعبة في ظل وجود كورونا والإجراءات الاحترازية التي يفرضها، خصوصاً أن أطفالهم يتعرضون هم أيضاً لمشاكل صحية عدة، وقد يعانون من ضيق في التنفس، أو مشاكل في جهاز المناعة، أو القلب وغيرها..
ليس كل ولي أمر لطفل من ذوي متلازمة داون، يملك المعلومات الكافية والوافية لكيفية التصرف في كل الحالات التي قد تطرأ على طفله أو كل مرحلة من مراحل النمو والتطور.. والإحساس بالقلق يزيد مع تواجد الأبناء في المنزل، والخوف من تعرضهم لأي عدوى مثلاً. وجود مثل هذا اللقاء ولو كان افتراضياً، يشكل دعماً معنوياً للأهل ويمنحهم الإحساس بأن تلك العين التي عودتهم على السهر على راحتهم ورعاية أبنائهم، ما زالت هنا، ترافقهم وتفكر في كيفية مواصلة دعمهم ومرافقتهم خطوة خطوة، وأن مدينة الخدمات الإنسانية قريبة دائماً حتى في ظل التباعد وكورونا.
المدينة الساهرة على راحة وسلامة أبنائهم، تشكل خير حلقة وصل بين أولياء الأمور وأهل الاختصاص، كي يبقى القلب مطمئناً، ويبقى الأبناء من ذوي متلازمة داون في رعاية سليمة.
لبنانية مصرية
متزوجة من محمود حسونة
درست الإعلام – الجامعة اللبنانية بيروت
كاتبة صحافية وناقدة
تكتب أعمدة رأي أسبوعية في جريدة الخليج الإماراتية منها عين على الفضائيات.
صدر لها كتابان: (آسفين يا مصر) و (خربشات الحب).