Human Genome Project
على مدى العشرة أعوام الأخيرة من القرن العشرين تقدم مشروع الخريطة الجينية البشرية الذي شاركت فيه معامل الأبحاث في سبعة عشر دولة على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية واليابان وانجلترا، والذي شمل تجميع كميات كبيرة جداً وعينات من المادة الوراثية من أعداد من البشر على طول الكرة الأرضية وعرضها.. وقد ظهرت صورة أولية للخريطة البشرية شملت 63% من عدد المورثات (الجينات)، وتم في العام 2003 الإعلان عن الصورة الكاملة.
فما هي الخريطة الجينية؟
نضرب مثلاً لتقريب الصورة: نفرض الكل الوراثي (الجيني) حياً به عمارات وشوارع وتحتها عمارة تتكون من حجارة بناء متراصة إلى جوار بعضها. هذا هو الوضع فهناك 23 زوجاً من الكروموسومات تكون الكل، وكل كروموسوم عبارة عن مجموعة من العمارات تسمى مورثات (جينات)، وكل عمارة أو جين عبارة عن حجارة بناء أو لبنات تسمى قواعد.
ولكي نعرف حجم المعلومات المطلوبة لتحديد الخريطة الوراثية، فإن عدد المورثات (الجينات) البشرية يقدر ما بين 60 ألفاً و120 ألفاً، بينما عدد اللبنات فيقدر بحوالي 3 بلايين قاعدة.
وهذه المورثات (الجينات) تسبب تكوين بروتينات تمثل تعليمات تركيب أجزاء الجسم المختلفة وتشغيل وظائفه وقابليته للأمراض أو المناعة ضدها.
وعن طريق معرفة تركيب كل كروموسوم من المورثات (الجينات) وترتيبه ووظائفه سيكون ممكناً معرفة مدى القابلية لحدوث مرض معين مثل الصرع وقصور الشريان التاجي وبعض أنواع السرطان.. وفي مرحلة تالية يمكن معرفة المشكلة في تركيب المورث (الجين)، وبعد ذلك محاولات تحديد نوع البروتين الذي ينتج عن الجين المريض والتعامل معه، ثم العلاج الوراثي (الجيني) كمرحلة متقدمة يتم العمل عليها.