إعداد / اختصاصية العلاج الوظيفي منار رشيد حواشين
الذاكرة هي إحدى قدرات الدماغ وتعد أمرًا حيويًا للتجارب وذات صلة بالجهاز النطاقي , وتعرف بعملية الاحتفاظ بالمعلومات لمدة من الزمن لغرض التأثيرعلى الأفعال المستقبلية. إذا كنا لا نستطيع تذكر الأحداث السابقة، لن نکون قادرین علی أن نطور اللغة، العلاقات. أو الهوية الشخصية.
غالبًا ما تفهم الذاكرة على أنها نظام معالجة معلومات لها وظائف صريحة وضمنية مكونة من معالجات حسية، ذاكرة قصيرة الأمد وذاكرة طويلة الأمد. من الممكن أن ترتبط الذاكرة بالخلايا العصبية. تساعد المعالجات الحسية على الشعور بالمعلومات من العالم الخارجي على شكل إيعازات فيزيائية وكيميائية، والتعامل معها على أساس مستويات مختلفة من التركيز والعزم.
تعمل الذاكرة قصيرة الأمد كمعالج ترميز واسترجاع. تشفر المعلومات التي تكون على هيئة إيعازات وفقًا للوظائف الصريحة والضمنية من قبل معالج الذاكرة قصيرة الأمد. تقوم الذاكرة قصيرة الأمد كذلك باسترجاع معلومات من مواد مخزونة سابقًا. وأخيرًا، وظيفة الذاكرة طويلة الأمد هي تخزين البيانات من خلال نماذج وأنظمة مختلفة.
تُعرف الأنظمة الصريحة والضمنية للذاكرة على أنها أنظمة تصريحية وغير تصريحية. تتضمن هذه الأنظمة نوايا ذات معنى لاسترجاع وخزن الذاكرة، أو ما إلى ذلك. الذاكرة الصريحة هي الخزين الإدراكي والبيانات المتعلقة بالذكريات. وتحت الذاكرة الصريحة تكمن الذاكرة الدلالية والعرضية. تشير الذاكرة الدلالية إلى الذاكرة التي ترمز بمعنى معين، في حين أن الذاكرة العرضية تشير إلى المعلومات التي يتم تشفيرها على طول المستوى الزماني والمكاني. الذاكرة الصريحة هي العملية الأساسية التي يشار إليها عند الإشارة إلى الذاكرة.
الذاكرة ليست معالجاً مثالياً، وتتأثر بالعديد من العوامل. الطريقة التي تُرمز وتحفظ فيها المعلومات من الممكن أن تتعرض للتلف. إن مقدار الاهتمام الذي يعطى إلى إيعاز جديد من الممكن أن يقلل مقدار المعلومات التي يتم ترميزها لغرض الحفظ. ومن الممكن أن تتلف عملية الحفظ بسبب الضرر المادي لمناطق الدماغ المرتبطة بحفظ الذاكرة مثل قرن آمون.
أنواع الذاكرة
الذاكرة القصيرة جداً
تعمل الإشارات الحسية الآتية من أحد الحواس على إثارة مواقع حسية محددة في الدماغ. ففي حالة الرؤية مثلاً تثير الإشارات الآتية من العين مواقعاً محددة في مكان لم يستطع الإنسان الوصول إليه.
فإذا كانت الذاكرة متعلقة بأحد حفلات الزواج، يكون محتوى الذاكرة القصيرة جداً ممثلاً بنفس الشدة. أي يمكن أن نتذكر العروسين وآباء العروسين والضيوف وأين يجلسون بالتفصيل.
الذاكرة القصيرة
بعد مرور أجزاء من الثانية تختفي معظم المعلومات من الدماغ، في الوقت الذي تخزن تلك المعلومات المرتبطة بالحدث «اليوم يوم زفاف» في جزء الدماغ الأمامي، خلف الجبهة مباشرة. كما ينقل الحصين (الهيبوكامبوس) بعض تلك المعلومات للتخزين في مركز الانفعال في الدماغ لمدة طويلة. تقتصر الذاكرة القصيرة في هذه الحالة على العروسين والأبوين وقلة من الحاضرين.
الذاكرة الطويلة
توجد انطباعات إشارات الرؤية مخزونة في عدة روابط عصبية، تلك الانطباعات هي بذات الأهمية والتي قاومت الضياع: صورة العروس ووجه الأب، كما نتذكر بعض زوار الحفل، دون أن نتذكر أين كانوا جالسين.
بينما السرد المفصل في ذاكرة المدى الطويل هو ربط معلومات جديدة إلى نفسك، فالنفس، بعبارة أخرى، قد يتم استعمالها كشيء مساعد للذاكرة. فأنت تربط المعلومات بما تعرفه في الوقت الحالي وتكون ارتباطات؛ فأنت تسهب في المعلومات الجديدة بتذكرك للمعلومات التي قد خزنتها ذاكرتك ذات المدى الطويل بالفعل.
فقدان الذاكرة
هو عدم تذكر المعلومات والمهارات والخبرات التي مر بها الفرد، والنسيان ظاهرة طبيعية تحدث لجميع البشر ولكنه قد يكون مرضياً عند الإصابة ببعض الأمراض مثل ألزهايمر أو عقب إصابة دماغية أو صدمة انفعالية
النوم والذاكرة
اتضح أن الدماغ يعمل أثناء النوم بنشاط. وكما يقول الدكتور يان بورن من جامعة لوبيك بألمانيا:” خلال النهار يقوم الدماغ بحفظ المعلومات في مخزن مؤقت، ثم يبدأ في تفصيلها وتجهيزها أثناء النوم لإيداعها في الذاكرة الطويلة. وفي الذاكرة الطويلة تنسّق المعلومات وتُربط مع معلومات أخرى سابقة. ويفرغ المخزن المؤقت معلوماته ويستطيع بذلك تخزين معلومات جديدة أثناء الصحيان عبارة عن معلومات وتأثيرات تتوالى عليه بسرعة كبيرة. ثم تأتي عملية تنسيق المعلومات والانطباعات في الذاكرة الطويلة التي يقوم بها الدماغ أثناء النوم تكون أحسن ما يمكن أثناء النوم العميق.
كما يستطيع الدماغ إظهار حل لمشكلة أثناء النوم أو حتى حل لمسألة رياضية لم تخطر على بال صاحبها وهو مستيقظ. ولكن يكون الحل مبنياً هو الآخر على ما سبق وأن تعلمه الشخص أثناء اليقظة أي أن لا شيء يُنتج من لا شيء.
النسيان
يفرق المختصون بين نوعين من النسيان: نوع تختفي معه المعلومات. وفي النوع الثاني لا تكون المعلومات قد اختفت كلياً وإنما يصعب الوصول إليها بسبب تراكم معلومات جديدة. والمهم في ذلك أن تكون المعلومات قد انتقلت من الذاكرة المؤقتة القصيرة إلى الذاكرة الطويلة، إذ أن كل الانطباعات والمعلومات تخزن أولاً في الذاكرة القصيرة المؤقتة حيث ينشط تبادل إشارات كهربية بين نحو 100 مليار من الخلايا العصبية. وينشط كل انطباع مجموعة معينة من النيرونات. إلا أن الذاكرة القصيرة لها سعة محدودة كي تحتفظ بالمعلومات لأنها تأخذ معلومات جديدة مكان المعلومات التي قبلها مثل السبورة التي يكتب عليها ويمسح ما كتب ثم يكتب عليها من جديد. ويصل جزء قليل من تلك المعلومات والانطباعات إلى الذاكرة الطويلة، بينما يضيع الجزء الآخر ويُنسى. تخزن المعلومات والانطباعات فعلاً في الذاكرة الطويلة وتترك أثراً مادياً في خلايا الدماغ. تنشأ ارتباطات جديدة بين الخلايا العصبية، ويزداد عدد الارتباطات في شبكة النويرونات أما النسيان الرُّجُوْعِيُّ فيكون بسبب المخدرات، أو تناول بعض الأدوية وهو يختلف عن النسيان الشامل العابر في أنه انتقائي من أحداث الماضي، أي أنه ينتقي الأحداث المتزامنة في وقت واحد ووقعت في الماضي، وله علاقة بالمخدرات والأدوية.
إرشادات ونصائح لتنشيط الذاكرة وتجنب النسيان
- اجعل الأنشطة البدنية جزءًا من روتينك اليومي فالنشاط البدني يزيد من تدفق الدم إلى الجسم كله، بما في ذلك الدماغ.
- المداومة على النشاط العقلي.
- التفاعل الاجتماعي بانتظام.
- التنظيم.
- نم جيدًا.
- اتباع نظام غذائي مفيد لصحتك.
- إدارة الأمراض المزمنة.
في الختام متى تطلب المساعدة للتغلب على فقدان الذاكرة؟
إذا كنت قلقًا بشأن فقدان الذاكرة – خاصة إذا كان فقدان الذاكرة يؤثر في قدرتك على إنجاز الأنشطة اليومية المعتادة أو إذا لاحظت أن ذاكرتك تزداد سوءًا، فاستشر طبيبك. فربما يُجري لك فحصًا بدنيًا، ويتحقق كذلك من الذاكرة ومهارات حل المشكلات.
المراجع
ذاكرة – ويكيبيديا (wikipedia.org)