الاتصال ـ كما قيل ـ شرط من شروط بقاء الكائن البشري. وقد أصبحت كفاءة المجتمعات تقاس بمدى كفاءة اتصالاتها، بعد أن باتت هذه الشبكة بمنزلة الجهاز العصبي للمجتمع، ومن دونها تتفكك أوصاله.
أما عن شأنها الحالي، قفد أصبحت نظم الاتصال أهم عناصر البنى التحتية لإقامة مجتمع المعلومات، وأصبح مدى كفاءتها أهم مؤشر لقياس مدى جاهزية المجتمع لدخول عصر اقتصاد المعرفية، وهي تعد بمنزلة بطاقة لنادي العولمة.
وربما تفسر هذه النقلة النوعية الحادة التي شهدها العالم في الحقبة الأخيرة على الصعيد الاتصالات، بالعوامل التالية:
- ظهور الإنترنت التي أصبحت وسيط الاتصال الأول.
- التحول من السلكي إلى اللاسلكي المتمثل حالياً في الهواتف النقالة.
- استخدام الألياف الضوئية ذات السعة الهائلة لتدفق المعلومات.
إن العالم يموج حالياً بقنوات الاتصال، ما بين بحرية وأرضية وكوكبية وما فوق كوكبية، وتغلفه صوبة كثيفة من الاقمار الصناعية، بعضها يبث رسائل إعلامية، ويقيم حلقات الوصل بين أطراف المعمورة من أجل الاتصالات الهاتفية وتبادل المعلومات.
إن الطلب على الاتصالات ينمو بمعدلات متصاعدة وتتضاعف سعة شبكات الاتصالات عالمياً كل ستة أشهر وكل ما كان يجري تبادله عبر شبكة الانترنت في نهاية الثمانينيات ينقل حالياً عبر كابل واحد من الألياف الضوئية، ومن المتوقع ان يتضاعف حجم المعلومات عبر الإنترنت ثلاث مرات مع نهاية عام 2006. ويوجد الآن حوالي 5,2 مليار صفحة على الإنترنت تزداد بحوالي 3,7 مليون صفحة يومياً.
جاء في كتاب «الفجوة الرقمية ـ رؤية عربية لمجتمع المعرفة» لمؤلفيه: الدكتور نبيل علي والدكتورة نادية حجازي: لقد انتشرت تطبيقات معلوماتية في جميع انحاء العالم محلياً وإقليميا وعالمياً، ولم تعد تظم الاتصالات تنقل الرسائل والأصوات كما كانت عليه الحال في الماضي، بل أصبحت أيضاً تقوم بخدمات أخرى مثل: نقل الأموال بما يعرف بالتحويل الإلكتروني Electronic Transfer، ونقل الأسواق، ونقل الحضور حيث يمكن حالياً من خلال الإنترنت التواجد عن بعد أو ما يعرف بنقل الحضور Transmission of Presence، وذلك بفضل نظم التحكم الآلي والروبوت، وتجري حالياً إضافة تقنية ما يعرف بالرؤوس الناطقة إلى جانب نقل سلع اقتصاد المعرفة إلكترونياً، حيث يجري شحن كثير من سلع اقتصاد المعرفة ـ حالياً ـ عبر شبكات الاتصالات عن طريق ما يعرف بأسلوب تنزيل البيانات Downloading، حيث تنقل الكتب والجرائد والبرامج ونتائج البحاث العلمية وما شابه.
إنها بحق شبكات اتصالات حاضرنا التي تنقل النص والصوت والشكل…