ترجمة بتصرف : سارة عدلي عبد الملك تدرس
ظهر العلاج المعرفي السلوكي خلال الستينيات ونشأ في عمل الطبيب النفسي آرون بيك ، الذي لاحظ أن أنواعًا معينة من التفكير ساهمت في حدوث مشكلات عاطفية. وصف بيك هذه “الأفكار السلبية التلقائية” وطور عملية العلاج المعرفي.
حيث ركزت العلاجات السلوكية السابقة بشكل حصري تقريبًا على الارتباطات والتعزيزات والعقوبات لتعديل السلوك، تناول النهج المعرفي كيفية تأثير الأفكار والمشاعر على السلوكيات.
منذ ذلك الحين، ظهر العلاج المعرفي السلوكي كعلاج فعال للخط الأول لمجموعة واسعة من الاضطرابات والحالات.
ويعد العلاج المعرفي السلوكي أحد أكثر أنواع العلاج التي تم بحثها، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن العلاج يركز على أهداف محددة للغاية ويمكن قياس النتائج بسهولة نسبيًا. فما هو العلاج السلوكي المعرفي ؟ وما هي أنواعه، استخداماته، تأثيره، استراتيجياته و التحديات المحتملة لتطبيقه ؟ كل هذه التساؤلات سندرجها لكم إجاباتها في هذا المقال
أولاً – ما هو العلاج السلوكي المعرفي؟
العلاج السلوكي المعرفي (CBT) هو نوع من العلاج النفسي يساعد الأشخاص على تعلم كيفية تحديد وتغيير أنماط التفكير المدمرة أو المزعجة التي لها تأثير سلبي على السلوك والعواطف.
يركز العلاج السلوكي المعرفي على تغيير الأفكار السلبية التلقائية التي يمكن أن تسهم في تفاقم الصعوبات العاطفية والاكتئاب والقلق. هذه الأفكار السلبية العفوية لها تأثير ضار على الحالة المزاجية، من خلال العلاج السلوكي المعرفي يتم تحديد هذه الأفكار واستبدالها بأفكار أكثر موضوعية وواقعية.
ثانياً – أنواع العلاج السلوكي المعرفي:
يشمل العلاج المعرفي السلوكي مجموعة من التقنيات والأساليب التي تعالج الأفكار والعواطف والسلوكيات. ومن أنواع الأساليب العلاجية التي تتضمن العلاج المعرفي السلوكي:
- يركز العلاج المعرفي على تحديد وتغيير أنماط التفكير غير الدقيقة أو المشوهة والاستجابات العاطفية والسلوكيات.
- يعالج العلاج السلوكي الجدلي (DBT) الأفكار والسلوكيات مع دمج استراتيجيات مثل التنظيم العاطفي واليقظة.
- يقترح العلاج متعدد الوسائط أنه يجب معالجة القضايا النفسية من خلال معالجة سبع طرق مختلفة ولكنها مترابطة، وهي السلوك والتأثير والإحساس والتصور والإدراك والعوامل الشخصية والاعتبارات الدوائية / البيولوجية.
- علاج السلوك الانفعالي العقلاني (REBT) يتضمن تحديد المعتقدات غير المنطقية، وتحدي هذه المعتقدات بنشاط، وأخيراً تعلم التعرف على أنماط التفكير هذه وتغييرها.
بينما يتخذ كل نوع من أنواع العلاج السلوكي المعرفي منهجًا مختلفًا، تعمل جميعها على معالجة أنماط التفكير الأساسية التي تساهم في حدوث ضائقة نفسية.
ثالثاً – استخدامات العلاج السلوكي المعرفي:
يمكن استخدام العلاج السلوكي المعرفي بشكل فعال كعلاج قصير المدى يركز على مساعدة الأشخاص الذين يعانون من مشكلة محددة للغاية وتعليمهم التركيز على الأفكار والمعتقدات الحالية، يستخدم العلاج المعرفي السلوكي لعلاج مجموعة واسعة من الحالات بما في ذلك:
- الإدمان.
- قضايا الغضب.
- القلق.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الاكل.
- نوبات الذعر أو الخوف.
- تقلبات الشخصية.
- الرهاب.
العلاج السلوكي المعرفي موجه ومركّز، حيث يقوم المعالج بدور نشط للغاية من خلال العمل مع الأشخاص لتحقيق أهداف متبادلة مع شرح العملية بالتفصيل وغالبًا ما يتم إعطاء واجبات منزلية لإكمالها بين الجلسات.
رابعاً – تأثيرات العلاج السلوكي المعرفي:
المفهوم الأساسي وراء العلاج السلوكي المعرفي هو أن الأفكار والمشاعر تلعب دورًا أساسيًا في السلوك على سبيل المثال: الشخص الذي يقضي الكثير من الوقت في التفكير في حوادث الطائرات، والكوارث الجوية الأخرى قد يتجنب السفر الجوي نتيجة لذلك.
الهدف من العلاج السلوكي المعرفي هو تعليم الأفراد أنه في حين أنهم لا يستطيعون التحكم في كل جانب من جوانب العالم من حولهم ، يمكنهم التحكم في كيفية تفسيرهم والتعامل مع الأشياء في بيئتهم.
وقد أصبح العلاج السلوكي المعرفي شائعًا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة بين مستهلكي الصحة العقلية ومتخصصي العلاج، بعض أسباب ذلك تشمل:
- من خلال إدراك الأفكار السلبية وغير الواقعية في كثير من الأحيان التي تخفف من مشاعرهم وحالاتهم المزاجية، يكون الأشخاص قادرين على البدء في الانخراط في أنماط تفكير صحية.
- يمكن أن يكون العلاج المعرفي السلوكي خيارًا فعالًا للعلاج قصير المدى.
- يمكن أن يساعد الأشخاص الذين يعانون من أنواع معينة من الاضطراب العاطفي الذي لا يتطلب أدوية نفسية.
- إنه مدعوم تجريبيًا وقد ثبت أنه يساعد المرضى بشكل فعال في التغلب على مجموعة واسعة من السلوكيات غير القادرة على التكيف.
- غالبًا ما يكون قليل التكلفة أكثر من بعض أنواع العلاج الأخرى.
- تتمثل إحدى أعظم فوائد العلاج السلوكي المعرفي في أنه يساعد العملاء على تطوير مهارات التأقلم التي يمكن أن تكون مفيدة الآن وفي المستقبل.
خامساً – استراتيجيات العلاج المعرفي السلوكي:
غالبًا ما يمر الأشخاص بأفكار أو مشاعر تعزز المعتقدات الخاطئة أو تزيدها. يمكن أن تؤدي هذه المعتقدات إلى مشاكل سلوكية يمكن أن تؤثر على العديد من مجالات الحياة، بما في ذلك الأسرة والعلاقات الرومانسية والعمل والأكاديميين وفيما يلي استراتيجيات العلاج المعرفي السلوكي :
- تحديد الأفكار السلبية:
من المهم معرفة كيف يمكن للأفكار والمشاعر والمواقف أن تساهم في السلوكيات غير القادرة على التكيف قد تكون العملية صعبة، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من التأمل الذاتي، ولكنها قد تؤدي في النهاية إلى اكتشاف الذات والأفكار التي تشكل جزءًا أساسيًا من عملية العلاج.
- تدرب على مهارات جديدة:
من المهم أن تبدأ في ممارسة مهارات جديدة يمكن استخدامها بعد ذلك في مواقف العالم الحقيقي. على سبيل المثال: قد يبدأ الشخص المصاب باضطراب تعاطي المخدرات في ممارسة مهارات التأقلم الجديدة والتدرب على طرق لتجنب المواقف الاجتماعية التي قد تؤدي إلى الانتكاس أو التعامل معها.
- حدد الأهداف:
يمكن أن يكون تحديد الأهداف خطوة مهمة في التغلب على مشاكل المرضي العقليين ومساعدتهم على إجراء تغييرات لتحسين صحتهم وحياتهم. خلال العلاج المعرفي السلوكي، يمكن للمعالج أن يساعد في مهارات تحديد الأهداف من خلال تعليمك كيفية تحديد هدفك، والتمييز بين الأهداف قصيرة وطويلة المدى، وتحديد أهداف ذكية (محددة، وقابلة للقياس، ويمكن تحقيقها، وذات صلة، وقائمة على الوقت).
- حل مشكلة
يمكن أن يساعدك تعلم مهارات حل المشكلات في تحديد وحل المشكلات التي تنشأ عن ضغوط الحياة، الكبيرة والصغيرة، وتقليل الأثر السلبي للأمراض النفسية والجسدية. غالبًا ما يتضمن حل المشكلات في العلاج السلوكي المعرفي خمس خطوات: تحديد مشكلة، وإنشاء قائمة بالحلول الممكنة، وتقييم نقاط القوة والضعف لكل حل ممكن، واختيار حل للتنفيذ، وتنفيذ الحل.
- المراقبة الذاتية:
تُعرف المراقبة الذاتية أيضًا باسم عمل اليوميات، وهي جزء مهم من العلاج السلوكي المعرفي الذي يتضمن تتبع السلوكيات أو الأعراض أو التجارب بمرور الوقت ومشاركتها مع معالجك. يمكن أن تساعد المراقبة الذاتية في تزويد معالجك بالمعلومات اللازمة لتقديم أفضل حلول. على سبيل المثال، بالنسبة لاضطرابات الأكل، قد تتضمن المراقبة الذاتية تتبع عادات الأكل بالإضافة إلى أي أفكار أو مشاعر مصاحبة لتناول تلك الوجبة أو الوجبة الخفيفة.
- تقدم تدريجيًا:
في معظم الحالات، يعد العلاج السلوكي المعرفي عملية تدريجية تساعد الشخص على اتخاذ خطوات تدريجية نحو تغيير السلوك. على سبيل المثال: قد يبدأ الشخص الذي يشعر بالقلق الاجتماعي بمجرد تخيل المواقف الاجتماعية التي تثير القلق. بعد ذلك قد يبدأ في ممارسة المحادثات مع الأصدقاء والعائلة والمعارف.
من خلال العمل التدريجي نحو هدف أكبر، تبدو العملية أقل صعوبة ويسهل تحقيق الأهداف.
كيف يتم استخدام العلاج السلوكي في علم النفس
سادساُ – التحديات المحتملة:
هناك العديد من التحديات التي قد يواجها الأشخاص خلال مسار العلاج السلوكي المعرفي.
- يمكن أن يكون التغيير صعبًا:
في البداية يقترح بعض العملاء أنه بينما يدركون أن بعض الأفكار ليست عقلانية أو صحية ، فإن مجرد إدراك هذه الأفكار لا يجعل من السهل تغييرها.
- العلاج السلوكي المعرفي منظم للغاية:
لا يميل العلاج السلوكي المعرفي إلى التركيز على المقاومة اللاواقعية الكامنة للتغيير بقدر الأساليب الأخرى مثل العلاج النفسي التحليلي وغالبًا ما يكون هو الأنسب للعملاء الذين يشعرون براحة أكبر مع نهج منظم ومركّز والذي غالبًا ما يكون المعالج فيه يأخذ دورًا تعليميًا.
- يجب أن يكون الناس على استعداد للتغيير:
لكي يكون العلاج السلوكي المعرفي فعالاً يجب أن يكون الفرد جاهزًا ومستعدًا لقضاء الوقت والجهد في تحليل أفكاره ومشاعره. قد يكون هذا التحليل الذاتي والواجب المنزلي صعبًا، لكنة طريقة رائعة لمعرفة المزيد حول كيفية تأثير الحالات الداخلية على السلوك الخارجي.
وأخيرا:
يمكن أن يكون العلاج السلوكي المعرفي خيارًا علاجيًا فعالًا لمجموعة من المشكلات النفسية. إذا كنت تشعر أنك قد تستفيد من هذا النوع من العلاج، فاستشر طبيبك وتحقق من دليل المعالجين المعتمدين الذي تقدمه الجمعية الوطنية للمعالجين الإدراكيين والسلوكيين لتحديد مكان متخصص في منطقتك.
المرجع:
- مقال مترجم عن العلاج السلوكي المعرفي للدكتوراه كندرا شيري مراجعة راشيل جولدمان
- https://www.verywellmind.com/what-is-cognitive-behavior-therapy-2795747
02038330792
الامارات العربية المتحدة – الشارقة
العمل كمعلمة صف للطلاب من ذوي اضطراب طيف التوحد بمركز الشارقة للتوحد التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في إمارة الشارقة بالإمارات العربية المتحدة من سنة 2011 حتى تاريخهالعمل كمعلمة دمج بحضانة منتسوري الكندية من 2009حتى 2010، الامارات العربية المتحدة – الشارقةالعمل مع أطفال سن الحضانة وبعض الأطفال من ذوي الإعاقة (داون ساندروم واضطراب طيف التوحد).العمل كأخصائية نفسية للطلاب من ذوي الإعاقة (كف البصر-الصم والبكم –الإعاقة العقلية – الدون ساندروم واضطراب طيف التوحد) بجمعية شمس البر من 2002 حتى 2008 بجمهورية مصر العربية – القاهرةالعمل كمشرفة تربوية بجمعية شمس البر.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام منهاج منتسوري.حاصلة على تدريب وتعليم الطلاب باستخدام العلاج بالموسيقي