إعداد: محمد فوزي يوسف
غيرت جائحة كورونا الكثير من ملامح العالم، وأدى ذلك إلى التأثير في جميع الأشخاص ومجريات الأحداث والأمور من حولنا.
كما أدى تفشي الوباء في أرجاء المعمورة خلال الفترة الماضية إلى ابتعادنا عن أماكن عملنا، وإلى لجوئنا لوسائل مبتكرة لاستمرارية الأعمال والمهام، في زمن تنافرت فيه أجساد البشر وامتنعت الأيدي عن المصافحة والسلام وأغلقت خلالها العديد من الأبواب والفرص.
كل هذا ترك تغييرات في شخصياتنا وفي تعاملاتنا.
وفي هذه الأيام، ونحن نعود من جديد إلى حياتنا العملية، قد تراودنا العديد من المشاعر منها: القلق، التوتر، الكسل، الشعور بالإجهاد أو الإحباط، الخوف من القادم، الإصابة بالفيروس، وغيرها من المشاعر التي تؤثر سلباً وبشكل واضح على مقدرتنا كأشخاص في الانخراط مجدداً بشكل فاعل في حياتنا العملية.
لكن، من المطمئن أنه لا داعي للقلق حيث أكدت الدراسات أن هذه المشاعر تؤثر بالكثيرين وقد تظهر عند العديد من الأشخاص فقد أجبر تفشي الوباء الكثير من بني البشر أن يتبنوا نمط حياة مختلف يتسم بالانعزالية وتقل فيه المواعيد الثابتة أو التخطيط، أو عمل الجداول لإنجاز المهام.
والخبر السار في هذه الدراسات والمتابعات هو أن الحياة ستعود إلى طبيعتها وستنجح البشرية في نهاية المطاف في تخطي هذه المحنة مكتسبة خبرة وتجربة جديدة كما فعلت آلاف المرات.
إن الخصال الشخصية للأفراد مثل الذكاء العاطفي والاجتماعي، الطموح، الجرأة، التصميم، الرغبة في التغيير، المسؤولية الاجتماعية، القدرة على التكيف مع المتغيرات، المرونة والمرونة المهنية، كل هذه الصفات وغيرها من شأنها أن تعزز من سرعة التعافي والعودة إلى نظام حياة طبيعية.
ويعوّل علماء النفس كثيراً على قدرة البشر في العودة نظراً لطبيعتهم وقدرتهم على التغيير والتكيف والاستجابة للمتغيرات والتأقلم بشكل كبير وهو ما أكدته العديد من الشواهد التاريخية حيث أثبت البشر عبر العصور قدرتهم الدائمة على التعلم، التطور، التغيير، والنمو.
قد ينتاب الكثيرين الشعور بفقدان الأمل وخصوصاً أولئك الذين عانوا من البطالة أو أجبرتهم الظروف على التوقف عن العمل خلال الجائحة، حيث أشارت الدراسات إلى شعور الأشخاص فاقدي العمل بتراجع مستوى الإحساس بالإنصاف وتقلص القدرة على الانضباط والالتزام أو الطموح، بالإضافة إلى تدني مستوى التحفيز ونمط حياة يميل الى الفوضوية.
ولكن المبشر في ظل تزايد الإقبال على التحصين الجماعي وتقليل القيود المفروضة وجود توقعات بانتعاش الاقتصاد ودوران سريع لعجلته مما يعزز من زيادة فرص الوظائف وانتعاش التعزيز المؤسسي والسعي لاستقطاب الكفاءات.
من المفاتيح المهمة في العودة إلى الحياة الطبيعية هي تعزيز روح التفاؤل وتحفيز مشاعر الفرح والرضا الداخلي ولعل أفضل التدريبات لتعزيز روح التفاؤل لدى الأشخاص وهي جديرة بالثقة نظراً لتدعيمها بالدراسات التجريبية تدريبٌ يطلق عليه اسم “أفضل تدخل ذاتي ممكن” ومفاده أن يختلي الشخص بنفسه لمدة نصف ساعة أسبوعياً متخيلاً سيناريو بشكل افتراضي حول نفسه في المستقبل إذا سارت الأمور كما يتمنى وتم إنجاز أهدافه في الحياة.
الأمر يحتم علينا خلال المرحلة الحالية ضرورة تنشيط العلاقات الاجتماعية والخروج من العزلة بشكل سريع، الضمير الحي في التعامل مع المهام الوظيفية والتحلي بالطموح والانضباط الداخلي ومساعدة الآخرين ودعم مفاهيم المرونة المهنية التي تعتبر من المفاتيح الرئيسية للعودة سريعاً، وهو ما يعتمد بشكل كبير على تنشيط الخصال الجيدة والدوافع الداخلية لدى كل فرد.
علينا أن نتدرب ونذكر أنفسنا أن جهودنا في العمل تعود علينا بالنفع وتحقق لنا الاكتفاء الذاتي وبقاؤنا في أعمالنا هو مؤشر قوي وإيجابي يقلل من فرص تعرضنا للإعياء وتشتت الانتباه وقلة التركيز.
عندما نتحدث عن مجال عملنا في التربية الخاصة وبرامج التدخل المبكر فإن أهمية العودة تصبح أكبر وبالسرعة القصوى كي لا تكون النتائج غير حميدة علينا كعاملين في المجال وعلى الأسر والأطفال الذين يتم التعامل معهم وتقديم خدماتنا لهم.
ثمة أمور عدة يمكن أن تساعدنا في العودة إلى سابق عهدنا مثل:
- التهيئة النفسية والبدنية وإجراء تعديلات في البيئة المحيطة
- التحضير والتخطيط لما نرغب القيام به في الغد
- شحذ الهمم
- الابتعاد عن الأشخاص الذين يغذون بداخلنا سلبية الشعور
- بث الطمأنينة وروح السعادة بين المحيطين
- أخذ قسط كاف من الراحة والبدء الجدي في تغيير الأنماط الحياتية السائدة
- الإقبال الى الأعمال بروح التفاؤل والتحدي والطموح والرغبة القوية في التغيير.
بينما نعد أنفسنا للعودة إلى حياة عملية سليمة صحية كما كانت في السابق علينا بناء عادات داعمة لهذا التوجه، وأن نقف دوماً وقفة صادقة مع أنفسنا ومساعدة النفس والآخرين على إعادة قدراتنا في الانضباط الذاتي وإعادة تنظيم الصفوف كما كانت قبل كورونا.
المصدر
https://www.bbc.com/worklife/article/20210608-how-to-train-your-personality-to-re-enter-the-world
- الشارقة، الإمارات العربية المتحدة
- هاتف : 00971 6 5535364 Fax: 00971 6 5665665
- هاتف متحرك : 00971 50 9763650
- البريد الإلكتروني : [email protected]
- تويتر : @mohammadfawzi
- صفحة الفيس بوك : facebook.com/pages/Mohammad-Fawzi-Yousef/132496393462718
- حساب الفيس بوك : Mohammad Fawzi Yousef
- انستغرام: mohammadfawzi1
- أنهى دراسة العلاج الطبيعي عام 1992 في الأردن وكان الأول على مستوى المملكة في مجال التخصص في ذاك العام، عمل بعدها مع الأطفال من ذوي الإعاقة ، ثم التحق بفريق عمل مركز التدخل المبكر بالشارقة كمتخصص في العلاج الطبيعي في العام 1994 ثم تسلم مسؤولية قسم العلاج الطبيعي والوظيفي التابع لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنة 1999 ثم مديراً لإدارة لعلاج الطبيعي والوظيفي في العام2008 أما في العام 2010 فإلى جانب مهامه في العلاج الطبيعي استلم مديراً ادارياً بالإنابة لمركز التدخل المبكر وحالياً هو مدير مركز التدخل المبكر الشارقة التابع للمدينة منذ عام 2014.
- أكمل مشواره التعليمي بحصوله على شهادة متخصصة في مجال التدخل المبكر من جامعة جورج تاون في واشنطن – الولايات المتحدة ودبلوم مهني في التربية الخاصة في العام 2015.
- التحق بعدد كبير من الدورات وورش العمل المتخصصة في مجال العلاج الطبيعي للأطفال والطرق العلاجية ومجالات التعامل مع الآخرين والادارة والبرمجة العصبية اللغوية والتدخل المبكر والتربية.
- عضو في عدد من الجمعيات المتخصصة في الأردن والإمارات، ومجموعات الدعم للمعاقين مثل جمعية الامارات لمتلازمة داون وجمعية الإمارات الطبية، جمعية العلاج الطبيعي الأردنية والجمعية العالمية للتدخل المبكر، مجلس الأطفال الاستثنائيين.
- له عدة كتابات متخصصة ونشرات تثقيفية منها ما نشر في مجلة المنال ومجلة عالمي ومجلة الصحة والطب ومجلة منار الاسلام وله كذلك عدة مؤلفات منشورة في مجال التخصص:
- كتاب متلازمة داون: حقائق وإرشاد
- كتيب أهمية العلاج الطبيعي في مجال التربية الخاصة
- كتاب متلازمة الشلل الدماغي
- سلسلة الإرشادات المنزلية لتنمية المهارات الحركية / وهي سلسلة مصورة مكونة من 5 أجزاء.
- حاصل على عدة جوائز محلية ودولية (جائزة الموظف المتميز للعام 2007 في حكومة الشارقة وجائزة أحسن كتاب مؤلف للعام 2008 من جامعة فيلادلفيا الاردن عن كتاب متلازمة الشلل الدماغي وحاصل على جائزة الاميرة هيا للتربية الخاصة / أخصائي العلاج الطبيعي المتميز 2010، وحصل على جائزة مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الانسانية 2010).