أثرت العولمة كثيراً على نمط حياة البشر فقد أصبح التعاطي مع التكنولوجيا أمرا ميسورا وحقق كل من التواصل والإبداع تقدماً بيناً كما أسهمت إلى حد كبير في تقارب الثقافات المختلفة وفتحت قنوات لا حصر لها للتطور. مع ذلك أدت العولمة إلى إثارة قلق الناس في جوانب عديدة لعل أبرزها تأثيرها على البيئة. إن مثل هذا الأمر يستقطب الكثير من الإهتمام في الحوارات التي تتناول الحفاظ على البيئة، إضافة إلى جهود النشطاء الخضر الذين يسلطون الضوء كثيرا على تداعيات العولمة والآثار التي تتركها على البيئة.
وقد أشار نشطاء في مجال البيئة إلى أن العولمة أدت إلى حصول زيادة في استهلاك المنتجات مما أثر على الدورة البيئية وأن زيادة الاستهلاك تؤدي إلى تعاظم انتاج السلع والبضائع وهذا يؤدي بدوره إلى الضغط على البيئة.
كذلك أدت العولمة إلى حصول توسع كبير في عملية نقل المواد الأولية والأطعمة من مكان إلى آخر. وفيما مضى اعتاد الناس على تناول الأطعمة التي يتم انتاجها محليا غير أن العولمة جعلت الناس يتناولون المنتجات المستوردة من البلدان الأجنبية. ثم أن كمية الوقود التي يتم استهلاكها أثناء نقل تلك المنتجات قد أدى إلى حصول زيادة في مستويات التلوث البيئي وإلى بروز أوجه قلق أخرى مثل التلوث الصوتي والتعدي على البيئة.
بدوره أدى النقل إلى المزيد من الضغط على مصادر الطاقة غير المتجددة مثل البنزين. وتسببت الغازات المنبعثة من الطائرات في استنزاف طبقة الأوزون بمنأى عن زيادة تأثير غازات الدفيئة. كما أن المخلفات الصناعية الناتجة عن عملية الانتاج تجد طريقها إلى المحيطات بفعل عملية الطمر الأمر الذي أدى إلى قتل الكثير من الأحياء الموجودة في الأعماق فضلا عن ترسب الكثير من المواد الكيمياوية الضارة في المحيط. ولعل أحد الأمثلة البارزة حول تأثير العولمة على البيئة ما لحق النظام البيئي من أضرار من جراء تدفق النفط من إحدى الناقلات البريطانية في عام 2010.
وأدت كل من العولمة والتصنيع إلى إلقاء عناصر كيمياوية مختلفة في التربة مما تسبب في نمو الكثير من النباتات والأعشاب الضارة السامة وهذا أدى بدوره إلى إلحاق الأضرار الجسيمة بالنباتات من خلال التدخل في بنيتها الوراثية، وهكذا بدأت الموارد الحياتية تتعرض للمزيد من الضغوطات. وبدأنا نشهد في أماكن مختلفة من العالم شق الجبال لإنشاء الأنفاق أو الطرق السريعة وبدأ الأنسان يتعدى على أراض قاحلة شاسعة المساحة لإنشاء مبان جديدة.
ورغم أن الناس يبتهجون لمثل هذه الأمور فإنهم لا يلتفتون إلى الآثار الضارة بعيدة المدى على البيئة. وقد وجدت دراسات مختلفة استغرقت سنوات طوال أن مادة البلاستيك واحدة من أكثرالملوثات سمية لأنها منتوج غير قابل للتحلل، مع ذلك يستخدم في مجالات واسعة في رزم البضائع المعدة للتصدير والحفاظ عليها. وقد أدى ذلك إلى تزايد الطلب كثيرا على هذه المادة مما تسبب في انتشار التلوث البيئي.
لقد أحدثت العولمة تغييرات جمة في حياتنا بحيث أصبح التصدي لها أمراً متعذراً أما الحل فيتمثل في تطوير آليات فاعلة يمكن أن تحد من مدى تأثير العولمة على البيئة حيث يرى باحثون أن الإجابة عن مثل هذه المسألة تقع في إطار المسألة ذاتها بمعنى أن العولمة نفسها يمكن أن تقدم العون لبناء بنية أفضل تتسم بكونها عملية من الناحية الاقتصادية وصديقة للبيئة. ولأن العولمة تتمحور حول المنافسة فإن تبني بعض شركات القطاع الخاص مبدأ صداقة البيئة سوف يشجع الآخرين على تبني مثل هذا التوجه.
تأسيساً على ذلك لابد من بذل الجهد اللازم لمراعاة البيئة لأن ديمومة البشر على هذه الأرض يعتمد على البيئة إلى الحد الذي لا يمكن بموجبه تجاهل ما نقوم به من أفعال. ورغم وجود الكثير من الجدل والحوارات حول هذا الأمر فإننا بحاجة ماسة إلى تبني سياسات فاعلة قابلة للتنفيذ منها العمل على تقليل تأثير العولمة على البيئة في خطوة للحيلولة لاحقا دون حصول تأثيرات ضارة.
المصدر:
www.enviroment.co.za/environmental-issues/globalization-and-its-impact-on-the-environmrnt.html
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.