تطرح البروفيسورة سالي في هذه المقالة تساؤلات عن جدوى التحاق الطلبة بالكليات والجامعات بسبب وجود معظم الكتب والدوريات العلمية على شبكة الإنترنت ولأن ملفات المعلومات التفاعلية توفر لنا النصوص والصوت والصور الإيضاحية. وبمقدور أي شخص أن يحصل على المعلومات في أي وقت يشاء من خلال المصادر والقنوات الإخبارية أو البريد الإلكتروني. وتجيب البروفيسورة سالي على تساؤلاتها: (يواصل الطلبة التسجيل في الجامعات بسبب وجود الأساتذة فيها).
ويمارس أعضاء هيئة التدريس في الجامعة مهام عملهم باعتبارهم نماذج يحتذى بها وأصحاب مشورة مخلصين يوجهون طلبتهم عبر رحلة طويلة مدى الحياة قوامها النمو والتعلم. إن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة لابد أن يتحلوا بالصفات الأربعة الآتي ذكرها لضمان أداء دور فعال ومؤثر:
- أولاً، ينبغي أن يكون المدرسون كفوئين من خلال مواكبة طرق التدريس المستخدمة والمادة الدراسية التي يدرسونها للطلبة. وإذا أطلقنا على المدرس المقتدر صفة (المتعلم الخبير) فإنه يمكن النظر إلى الطلبة باعتبارهم متعلمين (ناشئين). وبفضل الجهد الذي يبذله المدرس المتمكن يمكن للطلبة أن يكونوا مهنيين بالمعنى الواسع لهذا التعبير من خلال إشراكهم بنشاطات متنوعة في المجالات الحرفية والقانونية والأخلاقية والسياسية ذات الصلة بالموضوع الذي يدرسونه. ونقصد بمفردة (محترفون) هنا أولئك الأشخاص الذين يواصلون الإهتمام بموضوع إختصاصهم حتى بعد انتهاء الفترة الزمنية المحددة لدراستهم. والمدرسون الناجحون يشجعون طلبتهم على مواصلة التعلم الفعال لأن المشاريع الفعالة خارج إطار المحاضرات تزرع الحماس والدافعية لدى الطلبة لمواصلة عملية التعلم خارج حدود الصف الدراسي.
- ثانياً، لابد أن يكون المدرسون الناجحون مبدعين. ورغم أن وسائل الإعلام استقطبت إهتمام معظم الطلبة إلا أنهم أصبحوا مبدعين في استخدام التكنولوجيا. والمدرسون أنفسهم يمكنهم تطويرعملهم من خلال الحماسة والإبداع فعلى سبيل المثال ينبغي تدريس أية مادة دراسية بشكل مغاير تماماً عن تدريسها في السنة السابقة. ولابد من ايلاء اهتمام خاص للتعليم التبادلي reciprocal learning حيث يتحمل الطلبة مسؤولية شخصية عن تعلمهم. وتعتبر دراسات الحالة case studies من الوسائل الناجحة لإعانة كل من المدرسين والطلبة بالإبتعاد عن التعليم السلبي. وفي العلوم ذات الصلة بالإشعاع النووي تمثل مثل هذه الدراسات أداة تعليم ممتازة تتراوح بين جلسات فحص الأفلام وتحليلها وتقديم العروض الفخمة التي تشكل جزءاً من جلسات حل المشاكل السريرية. أضف إلى ذلك يعمل المدرس المبدع على تشجيع توسيع آفاق التفكير ففي حقل تقني مثل الرعاية الصحية لابد أن ينصب اهتمام المدرسين على أمور تتجاوز آفاق معرفة الطلبة فعليهم الإهتمام بمعتقدات الطلبة والقيم التي يؤمنون بها وكذلك علاقاتهم. ولابد من التنويه إلى ضرورة جلب كتب وأفلام ومقالات تتناول الرعاية الصحية إلى قاعة الدرس ليتسنى للطلبة التفكير في مجالات أخرى ذات صلة بالجوانب الطبيعية للدواء وكذلك دراسة الجوانب الإنسانية الأوسع.
- الصفة الثالثة للمدرس الناجح هي قدرته على التعاون مع الطلبة والتعامل معهم باعتبارهم شركاء. ويتوقع المتعلمون تعامل مدرسيهم معهم باعتبارهم أشخاصا ناضجين؛ وحين يتعاملون مع الموظفين أو أصحاب المصارف أو العاملين الآخرين معهم فأنهم يتوقعون أيضاً علاقة متبادلة تستند إلى المدرسين والمتعلمين الذين يرتبطون بشراكة يستفيدون من بيئة التعليم التشاركي. وتشمل الأساليب التعاونية في البيئة التعليمية مايأتي:
- تطوير (عقود تعليمية) تضمن وجود حصة للطلبة في تطوير المادة الدراسية.
- تقرير طرق التدريس التي تعزز عملية تعلم الطالب.
- أستخدام العصف الذهني في تناول طرق التقييم.
- تأسيس اتفاق متبادل حول السلوك والتوقعات لكل من الطلبة والمدرس.
- وتعتبر الصفة الرابعة الأكثر أهمية وتتعلق بالإهتمام الذي يوليه المدرس لطلبته حيث أن أية علاقة إنسانية سواء كانت بين الزوج والزوجة أو العامل والمشرف على العمل أو المريض ومن يتولى تقديم الرعاية الصحية أو المدرس والطالب تتطلب تفاعلات إجتماعية تنم عن الإهتمام. وفي ظل غياب مثل تلك التفاعلات فإن الطلبة سوف يسعون لإبتداعها. لذا فإن التعلم لايمكن أن يحقق أهدافه الا نادراً ما لم يبدي المدرس اهتمامه ورعايته بصرف النظر عن كفاءته وإبداعه وتعاونه. والإهتمام في جزء منه يتمثل في زرع الثقة والحفاظ عليها. وتبنى هذه الثقة في إحدى مظاهرها من خلال إتاحة الفرصة أمام الطلبة لمعرفة مدرسيهم. في هذا الشأن يسعى المدرسون لتبادل الأفكار مع الطلبة مما يتاح لهم إيصال خبراتهم ومعرفتهم إلى الطلبة. كما أن عملية التفاعل وإتاحة الفرص أمام الطلبة داخل قاعة الدرس تعتبر وسيلة فعالة تجعلهم يدركون بأنهم مقيّمون ومحترمون ومحط ثقة أساتذتهم. والوسيلة الأخرى التي تعبر عن الإهتمام وتحسن التفاعلات داخل قاعة الدرس تتمثل في التواصل مع المهنيين أو الخبراء عبر شبكة الإنترنت حيث يعمل المدرسون على تعريف طلبتهم بالخبراء وتشجيعهم على المشاركة في المنتديات والفعاليات المهنية وكذلك دفعهم على التواصل فيما بينهم.
لقد كان الطلبة حتى فترة قريبة يحصلون على المعلومات من خلال المدرسين أو إحدى مؤسسات التعليم العالي، غير أن الوضع تغير في وقتنا الحالي حيث ساعدت الحاسبات الآلية على فتح الآفاق للجميع وبشكل مذهل أدى إلى تغيير وظيفة المدرس وأن مهمة المدرس اليوم ينبغي أن تتجسد في مساعدة الطلبة وتوجيههم في ضوء سعيهم الشخصي لإكتشاف المعلومات وتركيبها. وبهدف بلوغ مثل هذه الغاية يتعين على المدرسين التقيد بالخطوات الأربعة التي نوهنا إليها آنفاً.
بقلم: البروفيسورة سالي فيليبس Prof Sally Phillips (جامعة كولورادو الأمريكية)
المصدر: http://jan.ucc.nau.edu/~slm/AdjCI/Teaching/Teacher.html
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.