في الحقيقة مع التطور الهائل حاليا في مجال التلفزيون وانتشار القنوات الفضائية الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى ومع انحسار الراديو الذي يعتمد في الأصل على الاستماع فقط وكان بمثابة الناقل والشارح لما ينقله عن طريق رسم خيال بصري حتى يتخيل المستمع ما يقال بصريا حتى أن بعض الإذاعات كان يستخدم عبارة مثل “استمع وكأنك ترى”.
هناك بعض الصعوبات التي تواجه المكفوفين أمثالي حين يشاهدون التلفزيون وهذه الصعوبة هي اعتماد أغلب البرامج على صور سواء صور مباشرة أثناء النقل خارجيا أو صور فوتوغرافية يتم عرضها وحين استمع أجد أغلب المذيعين ومقدمي البرامج لا يراعون نقطة أن هناك بين مستمعيهم مكفوفون ولا يراعون الاحتياجات المستمع للكفيف أو متطلباته وحقه في أن يعرف ما يدور حوله من خلال ما يعرض من صور على الشاشة وعدم تفهم أن هناك جزءاً كبيراً مفقوداً من الخيال البصري نتيجة لعدم معرفة محتوى ما يعرض من صور على الشاشة وبالتالي لا نستطيع فهم الإطار العام للحوار الذي يدور.. ومهم جدا أن يدرك المذيعون والإعلاميون أن هناك بين من يشاهدهم أشخاص يعتمدون فقط على حاسة السمع.. وأقصد بالطبع المكفوفين الذين من حقهم معرفة ما يعرض وبالكامل خصوصاً أن من يسمي نفسه إعلاماً عليه مراعاة هذه النقطة التي تشعر كثيراً من المكفوفين أنهم قليلو الحيلة أو أنهم لم يستوعبوا شيئاً مما يعرض على الشاشة.
وإذا نظرنا إلى الموضوع من منظور حقوقي سنجد أن من حق الكفيف الوصول إلى المعلومات بشكل يضمن له الاستقلالية والانتفاع بالمعلومات التي قد تطرح من خلال ما تحتويه الصور.
وما هو الحل أو كيف يتم تفعيل ذلك؟
يمكن تفعيل هذا بشكل مبسط جدا ولا يستغرق سوى ثوان قليلة جدا فعند عرض صورة على سبيل المثال للقاء شخصيات ما فيقال “ويظهر في الصورة فلان وفلان”.
وإذا نظرنا لها منطقيا سنجد أنها لبت لي احتياجي في معرفة محتوى الصور وأنها قد أشبعت متطلباتي وحقي في الإتاحة المعلوماتية بالكامل.
أتمنى أن يدعم جميع الإعلاميين حقنا في الإتاحة المعلوماتية بالكامل في شرح ما يعرضونه من صور وتفهم متطلبات إعاقة كف البصر التي أستعيض بدلا عنها بالسمع والسمع كفيل وحده أن يجعلني قادراً على تكوين صورة تخيلية لما يطرح من خلال الشرح المقدم من الإعلاميين على الشاشة.
مدرب كمبيوتر بمركز نور البصيرة لرعاية المكفوفين وضعاف البصر بجامعة سوهاج