يحتاج المعلمون والمدرسون، مثل الطلبة، إلى التدريب المتواصل المنتظم أثناء الخدمة الطويلة، فهم يجدون أنفسهم، سنة بعد أخرى، أمام تقنيات جديدة تستخدم لأغراض التعليم داخل القاعة الدراسية لتساعدهم في التعامل مع مناهجهم الدراسية.
لقد أصبحت أجهزة الكمبيوتر والوسائل السمعية والبصرية، وغيرها من الوسائل التقنية الحديثة، من الوسائل الداعمة المألوفة في المدارس في وقتنا الحاضر، غير أن عدداً من المعلمين والمدرسين في تلك المدارس لا يعرفون كيفية استخدام تلك الوسائل بشكل صحيح. والأمر، في الواقع، لا يقتصر على التقدم التكنولوجي فحسب، فالنظريات ذاتها تتغير بين الفينة والأخرى ويتم استبدال الكتب المنهجية القديمة بأخرى حديثة، كما أن العلم والتاريخ يتغيران بسرعة كبيرة، فما يصلح من أجهزة ومناهج دراسية لسنة دراسية ما ربما لا يصلح في السنة التالية! كما أن المزيد من المدارس في وقتنا الحاضر تطرح برامجها وتقدم خدماتها التربوية عبر الأنترنت. من هنا يجد المعلمون أنفسهم أمام طرق مختلفة يمكن الاستعانة بها بهدف استثمار تلك التغيرات لمصلحتهم وليكونوا على تواصل مع مثل هذه العملية المتغيرة.
ولا شك أن المعلمين والمدرسين الذين تقدم بهم العمر نوعا ما يواجهون صعوبة بالغة في التكيف مع الوسائل التكنولوجية الحديثة خاصة إذا تطلب الأمر استخدامها داخل قاعة الدرس، فكلنا على سبيل المثال يتذكر حيرة أحد المعلمين أو المدرسين وهو يحاول جاهدا استخدام جهاز عرض رأسي لعرض الشرائح بشكل صحيح لكن دون جدوى! وقد تفاقم هذا الحال في عصرنا الرقمي الحالي الذي نشهده اليوم حيث يحتاج المعلمون والمدرسون إلى عرض الأفلام باستخدام أجهزة العرض الرقمية أو استخدام أجهزة الكمبيوتر في تقديم العروض للطلبة Presentations.
ولحسن الطالع توجد هناك الكثير من البرامج المعدة لتدريب المعلمين، فالكثير من المدارس توفر تدريبا مجانيا لمدرسيها، وتصر بعض المدارس على أن يكون مثل هذا التدريب أمرا ملزما. وفي وقتنا الحاضر يحضر الكثير من المعلمين والمدرسين جلسات تدريبية مصغّرة ومجانية تستمر لفترة أسبوعين ألى أربعة أسابيع في كل سنة دراسية يتلقون فيها معلومات عن كل ما قامت المدرسة بشرائه واقتنائه من معدات ومستلزمات دراسية. وإذا لم يتمكن المعلم أو المدرس من حضور مثل هذه الورش التدريبية فإن لديه الفرصة لتلقي التدريب والمعلومات عبر الصفوف الإلكترونية.
ولأن التاريخ والعلم في تغير متواصل فإن بعض المعلمين والمدرسين ممن حصلوا على مؤهلاتهم العلمية قبل نحو 20 عاما يتعرضون للإحراج في حال تصحيح بعض معلوماتهم من جانب طلبتهم لأنهم ما يزالون متمسكين بالمعطيات والمعلومات التي تلقوها في السابق والتي لم تعد منسجمة مع مجريات الأمور في أيامنا هذه. لذا فإن التدريب السنوي أثناء العمل التربوي أمر جوهري للمعلم والمدرس، لكنه ربما يتعرض للاهمال بسبب القيود المالية التي تضعها إدارة المدرسة. في مثل هذه الحالة لابد أن يتحمل المعلم ذاته نفقات التدريب لضمان ديمومة التواصل مع التطورات الجارية، وهو أمر ينطبق على المaهن الأخرى أيضاً.
ولأن غالبية المعلمين والمدرسين يتخصصون في حقل معرفي ما فإنه يسهل عليهم، إلى حد ما، مسايرة المعلومات الجديدة التي تخص اختصاصهم، فبمقدورهم حضور الورش التدريبية Workshops والصفوف المزودة بالوسائل التقنية الحديثة التي يدرس فيها الطلبة الكتب المنهجية الحديثة إضافة إلى المواد الدراسية الداعمة. غير أن الأمر يبدو أكثر صعوبة وتعقيدا للمعلمين والمدرسين البدلاء الذين يتعين عليهم التعلّم بشكل أوسع وأشمل ليتسنى لهم ملء الشواغر لصفوف متنوعة وكثيرة.
ولأن المعلمين والمدرسين، عموما، يعشقون المعرفة فإنهم تواقون في العادة للتعلم والتواصل المعرفي تستحثهم الأوضاع المتغيرة والتقدم العلمي الملموس إلى تقديم كل ما هو جديد لطلبتهم سواء تعلق الأمر بالمناهج الدراسية أو طرق التدريس.
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.