الوفاء… عملة صعبة لا تجدها إلا عند النادر من الناس وفي القليل من الأوقات وفي أضيق الأزمنة والأمكنة، كلمة تعني جملاً مفيدة كثيرة لا تعد ولا تحصى رغم أن الكلمة لا يمكن أن تكون جملة!
تعالوا أحبتي لننظر من الثقب الذي أحدثه الناس في جدار الزمن الصامد؛ الجدار الذي تسلقه الكثير الكثير ممن يعرفون فن وفنون التسلق حيث أن التسلق على هذا الجدار أصبح دراسة بحد ذاته ولعبة لا يلعبها إلا الكبار من الناس ..!!
سوف نجد أننا من خلال هذا الثقب سوف نرى حفرة تسمى شرعاً: قبراً، وبجانب القبر كفن، وبداخل الكفن ميت اكتشف الجدار المثقوب أنه ما زال حياً لم يمت، لذلك دافع عنه ولم يعط فرصة للذين يريدون الإجهاز على هذا الميت الحي.
وإذا دققنا النظر وأمعنا في جوانب الكفن وواجهته الممزقة لعرفنا من هو الميت الحي، أو بالأصح المغدور بطعنات المتسلقين الذين جزموا بأن طعناتهم أدت لقتل غريمهم، لذلك ظل الجدار يدافع عن هذا الحي المفعم بالحيوية رغم الطعنات الغادرة، فيا للمساكين اعتقدوا واهمين أنهم قادرون وما هم إلا عاجزون، عاجزون، وسرعان ما يكتشفون ذلك.
أقول وبصدق، أقول إنكم لن تستطيعوا أن تحدثوا ثقباً آخر، لن تستطيعوا حفر قبر آخر، لن تستطيعوا حصاد ما حفرت أدوات تسلقكم في جدار الزمن، أعرفتم لماذا؟ لأن هناك صفاً كبيراً من المجندين في الخدمة والدفاع باستماتة عن هذا (الميت الحي) يؤمنون بقضيتهم وينكرون ذواتهم وهم مسلحون بشتى أنواع الأسلحة الإنسانية التي لا تملكونها حيث أنها من عند (رب الأرباب سبحانه وتعالى)، زرعها في عباد من عباده وحرمها آخرين، أناس يعملون بدافع حب الميت الحي والدفاع عنه والإخلاص له، والأمثلة كثيرة.
أما أنتم فلن تستطيعوا كشف سر المخلصين لعدم وجودهم معكم على خط سير تسلقكم، إنهم صامدون أمام جدار الزمن يحاربون من أجل بقائه ومنعكم من التسلق مرة أخرى.
وها أنا أقولها بصراحة: نحن نرحب بكل من أراد أن ينضم إلى المناضلين تحت جدار الزمن ضد المتسلقين، وها نحن نفتح باب التوبة للذين استطاعوا أن ينفذوا شيئاً من خطة تسلقهم ليعودوا إلى رشدهم وينضموا لقافلة المدافعين المكافحين المناضلين دون انتظار المقابل، وإلا فإن مصيرهم سوف يكون كمصير من سبقوهم.
هل عرفتم سر هذا الثقب الذي أخذتكم للنظر من خلاله، الخلاصة أحبتي (الميت الحي ـ هو الوفاء) وجنوده معروفون والذين ظنوا أنهم قتلوه هم المتسلقون.. المتسلقون.. المتسلقون.