يعاني بعض الأطفال ضعفاً في أداء المهارات الضرورية اللازمة لعمليات التعلم أو يكون أحدهم بمستوى أقل من المتوقع له في القراءة والكتابة والحساب واستيعاب المعلومات العامة والتحصيل الدراسي، وبخاصة عندما تكون الصعوبة في إدراك اللغة المنطوقة أو المقروءة أوالتهجئة أو القراءة (ديسليكسيا) أو تكون في الكتابة (ديسغرافيا) أو تكون في الحساب (ديسكالكوليا) أو في المعلومات العامة المحيطة ببيئة الطفل.
وربما تكون الصعوبة شاملة وناجمة عن اضطراب في الإدراك العقلي والتفكير أو محدودة تتسم بالبطء في التعلم، وقد تتداخل حالات الصعوبة أو البطء في التعلم مع حالات فرط النشاط الحركي وعدم تركيز الانتباه إضافة إلى بعض الاضطرابات السلوكية كالعناد وعدم الطاعة والمشاجرة والإيذاء والغضب والأنانية والقلق والخجل والخوف والكذب والغيرة.
وتعاني الكثير من الأسر وكذلك بعض المعلمات صعوبة بالغة في تلقين أطفالهن أساسيات مبادئ القراءة والتهجئة والكتابة والحساب بسبب فقدان المعايير التي تحدد مستوى الصعوبة وعدم توافر أدوات التشخيص والقياس والتي يعود أحدثها إلى أكثر من نصف قرن رغم وجود صور عنها مصرية وأردنية وسورية، كما تكمن الصعوبة وعسرها أحياناً في عدم قدرة الطفل على التعلم بسبب حالة التأخر العقلي الناجم عن عدم قدرته على الاستقبال البصري والسمعي وخزن الأصوات الكلامية المسموعة في الذاكرة واستدعائها، وضعف استيعابه الكلمات المكتوبة المعدة للقراءة وترابطها وتحليلها وفك رموزها، إضافة إلى مشكلة تتصل بضعف السمع أو البصر وسيكون للعامل الاجتماعي أثره عند انتماء الطفل لبيئة أسرية فقيرة ثقافياً، وعدم قدرة كل من الأسرة والمدرسة على استيعاب مشكلته حين تتعامل معه سواء بالمحاباة أم بالقسوة أم بالإهمال والنبذ.
وبديهي بعد ذلك أن تنعكس مشكلة عسر القراءة على عملية الكتابة باعتبار أن الكتابة أصعب من القراءة وهي مهارة يتم اكتسابها بعد تطور الكلام والقراءة وهي نتاج للتطور العقلي والإدراك البصري أي مرحلة الانتقال والتواصل بين الإبصار وملاءمته مع التطور الحركي.
وتتجلى الصعوبة في تعلم الكتابة وعسرها بسبب تداخل القراءة في عملية الكتابة والتنسيق بين ما يراه من حروف وكلمات أو أعداد وحركة اليد، سيما وأن على الطفل قراءة ما كتبه وكذلك بوجود صعوبة شديدة في الأداء الكتابي بحيث تبدو الكتابة معدومة أو سيئة أو ضعيفة إضافة إلى إدراك مفهوم العدد، وتكمن الأسباب في الضعف العام في المهارات الحركية والخلل في التمييز البصري وعدم إدراك العلاقات المكانية للأحرف ومراعاة الفراغات بين الكلمات وعدم تذكر الانطباعات البصرية لتحويلها كمدخلات إلى مخرجات تعزز التنسيق بين الوظائف العصبية والعضلية والحركية والعقلية والبصرية والسمعية واللغوية كنظام متكامل لأداء عملية الكتابة.
الدكتور فائز شالاتي
سابقاً، عضو اللجنة العلمية للاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم