إعداد د. سمير سمرين
ورقة عمل مقدمة في ملتقى أوتار الصم 2 ضمن فعاليات أسبوع الأصم العربي 49 ، أبريل 2024 لمدرسة وروضة الأمل للصم التابعة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
ما مشكلة تعليم الأشخاص الصم؟
نعلم جميعاً أن تعليم الأشخاص الصم في معظم أقطار الدول العربية يقتصر على مرحلة الإعدادية والثانوية العامة كحد أعلى والالتحاق بالجامعة محدود. والذين يلتحقون بالجامعات فالمستوى دون الطموح ويتخرجون دونما تمكن من اللغة العربية أو التعبير والكتابة بشكل صحيح.
دائماً نتساءل عن كيفية تحديد الآليات الناجعة لمعالجة الأخطاء والثغرات في الاستراتيجيات التعليمية المتبعة في الوطن العربي والتي إلى الآن لم تصل بهم إلا لمرحلة القراءة والكتابة “الصماء” حتى الجامعيين منهم.
إذن نحن أمام مشكلة كيفية تعليم الأشخاص الصم القراءة والكتابة “فهماً ومعنىً ومضموناً”
ولكن كيف ؟ وهذا يقودنا لسؤال، هل استطاعت الاستراتيجيات والأساليب المتبعة تعليم الأشخاص الصم القراءة والكتابة “فهماً ومعنىً ومضموناً”
السؤال الأهم: لماذا يذهب الأشخاص الأصم إلى المدرسة؟
اللغة
اللغة هي مصدر كل متعلم لاكتساب المعرفة بأنواعها وهي بالنسبة للأشخاص الصم تماماً كما للسامعين …. ومعرفة معاني الألفاظ ودلالاتها تساعد على التعرف عليها في شكلها ومضمونها ونقلها للدماغ وحفظها في ملف الذاكرة ومن ثمّ استرجاعها واستخدامها .
فأين الأشخاص الصم من هذه اللغة.. وهل يحسنون القراءة وفهم المكتوب واستخدام الكتابة كما نستخدمها ؟؟؟؟؟
بالتأكيد الجواب …. لا ….
ولكن كيف يتعلم الطفل الأصم اللغة ويتعرف على الدلالة والمعنى ؟؟؟
تسلسل التعليم اللفظي
- سمعي ، بصري ، لمسي
- عقلي ، حركي
المدخل الحسي
- الوعي : التوافق الدقيق للمدخل الحسي أثناء عمل هذا المدخل
- الإدراك
- ربط الإدراك بالوعي الإدراكي السابق ( جزء من الذاكرة )
التصور
- منطوق مكتوب مقروء
- لغة داخلية
- الرمز
- التصنيف
- التعميم
- التوصيف
- التعميم
واقع الثقافة اللغوية للأشخاص الصم من خلال صورهم الدماغية
قبل أن نبدأ بالحديث عن واقع الأشخاص الصم يجب أن نتعرف على بعض الحقائق والتي تعتبر السمة الغالبة على الأشخاص الصم في الوطن العربي وهي:
يعاني معظم الأشخاص الصم من ضعف كبير في مجال التراكيب اللغوية وصياغة المواضيع الإنشائية وهذا يعود إلى السوء بالتعبير عن أنفسهم بشكل واضح، وإلى قصور أو فجوات في نظام التعليم
ويلاحظ ذلك من خلال ما يلي:
الكثير من الأشخاص الصم يقرأون النصوص المكتوبة ولا يفهمون معانيها
عندما يكتبون، يكتبون بطريقة مبسطة وغير سليمة.
الثروة اللغوية محدودة. ما السبب ؟؟
ما الذي يحصل أثناء شرح المعلم للطلبة الصم؟
- المدرس يشرح بلغة الإشارة ويقيم بنفس اللغة (بمعنى يسأل بلغة الإشارة والطالب يجيب بلغة الإشارة ” كلاهما بلغة واحدة ”
- لم يتعرف الطالب الأصم على شكل الكلمة المنطوقة وطريقة كتابتها وإن تعرف على الشكل فمعرفته لم تحفظ في الذاكرة ولم تخزن كصورة ذهنية تحمل دلالة ومعنى.
- الطالب الأصم يحاصر المعلم بالثقافة اللغوية الخاصة به، دون أن يتمكن المعلم من الخروج به إلى ثقافته اللغوية ( المنقذ والغريق )
- المعلم يقنع نفسه بأن الطالب فهم المعنى والمضمون، وهذا صحيح، ولكن لو طُلب من الطالب أن يكتب ما فهمه لن يستطيع
الدوامة
المنقذ و الغريق
المنقذ ( المعلم ) يغوص في الماء لينقذ الغريق ( الأصم ) ولم يكن هدفه السباحة
على المنقذ ( المعلم ) سحب الغريق إلى اليابسة بشتى الطرق المتاحة دون أذى ( المقصود باليابسة العالم اللغوي للمجتمع المحيط )
الهدف هو الإنقاذ بغض النظر عن الوسيلة !!!!والهدف الأساس من العملية التعليمية هو تعليم القراءة والكتابة فهماً ومضموناً بكافة الوسائل المتاحة
تقوقع الأشخاص الصم والمعلمون داخل ثقافة لغوية واحدة (وهي لغة الإشارة) علماً بأن لغة الإشارة ليست الهدف التعليمي، ولا تتعدى كونها وسيلة من وسائل التواصل وإيصال العلم والمعرفة.
ولكن ما سبب هذه النتيجة؟
يتساءل البعض عن سبب ضعف الأشخاص الصم التعبيري كذلك عن سبب عدم قدرة المعلمين على إيصال المعلومة ودائماً ما يدور جدل عقيم عند محاولة الإجابة أو التبرير وعادة ما تبقى إجابات الأسئلة معلقة وتبقى التساؤلات تتمحور حول الآتي:
- هل السبب ضعف قدرات وإمكانات الطالب الأصم؟
- هل السبب ضعف المعلم وقلة تأهيليه ؟
- الأشخاص الصم في العادة يحملون المدرسين مسؤولية ضعفهم وترى الفريق الآخر يحمل الأشخاص الصم المسؤولية ويبقى الجدل دائراً!!
باختصار السبب يعود إلى:
- عدم معرفة المعلم بآليات التقريب والمواءمة بين اللغة المنطوقة ولغة الإشارة
- عدم معرفته بالثقافة اللغوية للأشخاص الصم والتي تمكنه من إيجاد نقاط القوة والضعف
توظيف لغة الإشارة في الحصة الصفية
التوظيف الإشاري هو : استثمار مقومات لغة الإشارة ، وإيجاد ما هو مفقود منها ، مما هو موجود في اللغة المنطوقة (اللغة العربية) ، والوصول بالمدرس لمرحلة تأشير اللغة.
هرم سمرين التعليمي
- القراءة والكتابة
- تأشير اللغة
- اختزال إشاري
- الترميز ( ترميز الكلمات بما يقابلها بلغة الإشارة)
- الشرح بلغة الإشارة ( مفاهيم عامة)
منهجية ثنائي اللغة ثنائي الثقافة
لماذا لا يصبح كل معلمينا ثنائيي الثقافة واللغة … حتى يتمكن الأشخاص الصم أن يصبحوا كذلك
الحلقة المفقودة
ليتحقق ذلك يجب أن نعرف كيف نوظف لغة الإشارة ولا نتقوقع فيها … وندخل بداخلها دون أن نعود بالشخص الأصم إلى لغة مجتمعه.
لا يوجد صعوبات تعلم .. لكن يوجد اختلاف في طريقة تعليمك، قد لا تتوافق مع أسلوب تفكير الطالب
(أُذن وعين في عين )
التوصيــات
دائماً هنالك مساحة معينة نتشارك بها …
- العمل على إكساب الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية ثقافة لغوية ومفاهيم حياتية تعينهم على الاستمرار قدماً في حياتهم العلمية والعملية والاجتماعية.
- إعادة النظر في برامج ومناهج التأهيل المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة السمعية من قبل الحكومات للارتقاء بهم إلى مستويات تعليمية متقدمة.
- إعادة النظر بتأهيل المدرسين والقائمين على العملية التربوية لهذه الفئة وتكثيف الدورات ذات الاختصاص، واطلاعهم على كافة المستجدات ضمن هذا المجال.
- إجراء المزيد من البحوث والدراسات على الأشخاص ذوي الإعاقة السمعية لوضع الخطط الملائمة لتنمية وإعداد الشخصية الإنسانية لنتمكن من توثيق طرق الاتصال والتعرف على هذه الفئة على حقيقتها .
- إدخال مادة لغة الإشارة في مناهج التعليم العام بوزارة التربية والتعليم من خلال تضمين المناهج بعضاً من أساسيات لغة الإشارة وفق خطة وبرنامج يتوافقان مع الفئات العمرية والمستوى الدراسي.
- تدريب وتأهيل الطلبة المتخصصين في التربية الخاصة على تعلم لغة الإشارة واستخدامها كلغة تواصلية (على اعتبار أنهم مدرسو المستقبل القادم للأشخاص الصم) .