يتكون ميثاق حقوق الاصم من ثلاث عشرة مادة تبدأ منذ أن يكون الطفل جنيناً بتوفير الرعاية الصحية المبكرة لوقايته من الصمم ثم تتوالى لتبرز في المادة الثانية عشرة أن للطفل المعاق سمعياً الحق في التمتع بكافة الحقوق التي نصت عليها الاعلانات والتوصيات والاتفاقيات والقرارات والمواثيق العربية والدولية الخاصة بحقوق الإنسان الأصم وحقوق المعاقين وحقوق الاشخاص المصابين بضعف السمع.
ان العلم الحديث بما يشمله من تقدم وتكنو لوجيا يجب ان يؤمن للمعاقين الوسائل لتطويع عوامل الاعاقة لمساعدتهم في ممارسة الحياة الطبيعية.
ومن واقع الدراسات الميدانية واخر معطيات علم النفس التربوي واصول التربية وتطبيقاتها تتأكد اهمية الذاكرة والخيال والقوى النفسية في تنمية العلم الذهني والسلوك الإبداعي لدى الطفل الاصم لان لكل مدرك او احساس صورا فالإنسان يتصور شيئا او طعما او رائحة كان قد لمسه او راه او انفعل به فالتصور من اهم الطرق التي يستعيد بها البشر الاشياء البعيدة عن الزمان والمكان فالعلاقة تبادليه فيها اخذ وعطاء وكلما اعتنت النفوس بالصور زادت مساحة الخبال لتقوى الذاكرة وصار امام الخيال ابعاد ماضية ومستقبلية يركن اليها الانسان ويلونها وكلما زاد نشاط الذاكرة والخيال صارت القدرة على فهم هذه الصور اكبر.
ان الخيال المبدع الفعال هو الذى يساعد الاصم على تجاوز حدود اعاقته ويحفزه على التخيل والتصور لكل المدركات الحسيه مبدياً ذلك على وجهه وجسمه بشد او هدوء اعصابه وعضلاته ويجب ان يتيح المجتمع لهذا الاصم المساعدة في اجتياز حاجز الخوف والخجل والتردد وان نفتح امامه آفاقاً رحبه نحو شموله بالحنان والمحبة والصداقة التي لها اكبر الاثر في تحقيق اعظم الآمال واطيب النتائج لان الله سبحانه وتعالى عوضه بدل السمع تبصرة وعقلا وذكاء يفتقر اليه الاسوياء اننا نجد فيهم الطموح والقدرة والابداع فمنهم الموسيقار العالمي والمخترع والكاتب وغيرهم.
ولم يعد الطفل الاصم او غيرة من المعاقين ظاهرة تأخر دراسي او تخلف اجتماعي فالعلم الحديث بما يشمله من صعود للقمر واختراع اشعة الليزر والاستشعار عن بعد لا يستطيع ان يعجز عن الجديد من وسائل مساعدة المعاق من رعاية خاصة الى رعاية عامة حتى نقدم للأصم الفرص المناسبة ليتفوق في التعليم والتدريب والعمل ونساعده في الحصول على حقوقه.
وفي الختام اذكر بالمادة السادسة من ميثاق حقوق الاصم:
للمعاق سمعيا الحق في الحصول على الامن النفسي والصحي والاقتصادي وبتوفير فرص التدريب له وربطه بالتأهيل على مختلف الاعمال والمهن الملائمة لدرجة اعاقته وتامين العمل المناسب الذي يتلاءم وقدراته واستعداداته.