عشنا ولا نزال روح الاتحاد في قلوب شعب أبيّ معطاء. مرت علينا أيام في احتفالات ونحن نذكر المؤسسين ومن ضحى بروحه ودمه من أجل هذا الوطن. عشنا روح العطاء في أم الشهيد وعشنا الإباء في أبناء الشهداء.
كل هذه الملاحم الحقيقية التي جسدتها كلمات ومعان في تظاهرة شعب صامد حر وفخور بقادته ومنهجهم.
التظاهرة ليست من أروقة الكتاب والأدباء أو في قصائد الشعراء، بل تتجلى بيننا جميعاً في حقيقة الاتحاد الذي نعرفه ويتأصل فينا عاماً بعد عام.
لا ننكر أن ما مررنا به في العامين الأخيرين تجربة جديدة علينا، خاصة بعد أن فقدنا عدداً من الشهداء، لكنها أيضاً التجربة التي ترسخ فينا أهمية القيم والمبادئ التي أقرها الاتحاد ومؤسسوه وفي مقدمتها أن هذا الوطن غال ومهما أعطيناه لن نوفيه بعضاً من حقه علينا.
الإمارات هي مشاعر وهي أمنياتنا التي تتحقق بدعم من قادتنا وعزيمة قلوبنا.
نحن نرتبط بهذه الأرض ارتباطاً لا يعرفه إلا من عاش عليها وفهم قصة زايد وراشد والآباء الأوائل حين أدركوا أننا لن ننهض إلا بالوحدة والتآلف. هذه القصة ستتردد وتتكرر في كل مكان وزمان لأنها قاعدة وأصل الأشياء.
الدرس المستخلص منها أنه لن يكون هناك ازدهار أو تقدم في أي مجال كان إذا كانت القلوب متفرقة وفيها من الأنانية ما فيها.
لتكن أرواحنا هي استمرارية لأرواح آبائنا الذين لم يترددوا ولنكن نحن بكل ما لدينا نموذجاً لغيرنا.
لنعط بلا ثمن. لنقدم دونما انتظار. وليكن اسم هذه الدولة في كل ما نعمله أمام أعيننا وأسماء وصور شهدائنا تحركنا، فهم أيضاً يستحقون منا أن نخدم هذا الوطن ونحافظ عليه من أجل أبنائهم.
أقسمنا كلنا في دواخلنا قبل أيام أن نصون هذه الأرض فهي الأم وهي كل ما نعرفه. هي من أعطانا العز والفخر وهي من جعلنا في مصاف دول العالم اليوم معروفين على الخريطة المحلية والدولية.
الإمارات هي أمي وأبي، وهي أنت وأنا في ملحمة شعبية تفرض علينا جميعاً ألا نتردد يوماً ولا نبخل… هي تعليمنا وهي صحتنا. هي الأمن والأمان في حلنا وترحالنا. هي الصوت الذي يسبقنا في كل المحافل. هي المبادرات والنجدة. هي الإنسانية وروح العطاء.
لن تكتفي يوماً وستعطينا الكثير الكثير وليكن منا نحن العهد الأول بأن نبقى متوحدين متحابين.
هي تستحق ونحن شعب محب. وكل عام وأنتم بخير.