لا أبالغ عندما أقول إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية التي أتشرف برئاستها هي أول مؤسسة خدمية شبه حكومية تعمل في مجال الأشخاص ذوي الإعاقة تعد تقريراً عالمياً للاستدامة على مستوى دول الخليج والوطن العربي منذ عام 2016، في تأكيد متصل وراسخ على سعيها الثابت والحثيث لتحقيق رؤيتها في الريادة والاستدامة والوفاء بتعهداتها والتزاماتها وتوفير احتياجات الشركاء وأصحاب المصلحة كافة، والعمل في الوقت ذاته على تجاوز توقعاتهم والوصول بها دائماً إلى الأفضل، والأمل هنا معقود على الجهود التي تُبذل في تحقيق كل ذلك من خلال إدارة الاستدامة التي تتبناها المدينة في كل ممارساتها ومنهجيات أدائها، والتي توسعنا في برهنتها والدلالة عليها في كل المؤشرات والدلائل والاحصاءات والمقارنات التي تضمنها التقرير بكل تفصيل ووضوح وذلك وفقاً للمبـادرة العالميـة لإعداد التقارير (G4 GRI)، وكل ما استجد من تحديث في معايير هذه المبادرة في العام 2018، والتي تعبر عن إفصاحنا في مجال أدائنا الاجتماعي والبيئي والاقتصادي، مع استيفائنا للمتطلبات الخاصة بمؤشرات الأداء بكل شفافية.
وهذا الالتزام المتجدد في تحقيق الاستدامة بجميع أركانها وفي كافة أعمالنا من خلال توثيقها وتقديمها في تقرير شامل إلى جميع شركائنا بكل شفافية ووضوح، إنما يعزز ثقة داعمينا وشركائنا بنا ويقلل من السلبيات المفترضة والمخاطر المحتملة، وينمي في الوقت ذاته كفاءات موظفينا فيذكي روح المنافسة بينهم ويشكل دافعاً لهم للتميز والمشاركة بفاعلية في مسيرة التطوير الشاملة للمدينة وفي مختلف النواحي والمجالات وفي كل الظروف والأحوال.
واليوم ونحن نقدم تقرير الاستدامة لعام 2019 تحت شعار (خدماتنا تصنع الفرق) نؤكد أنه يمثل قيمة مضافة لنا؛ بما نقدمه من خدمات وبرامج ومنهجيات متفردة نواكب فيها أفضل وأحدث الممارسات العالمية في مجال العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة والتربية الخاصة، ونفتخر أننا حققنا من خلالها باقة من الإنجازات المتميزة وغير المسبوقة تنسجم وتتفق مع أهداف دولة الإمارات العربية المتحدة وأهداف التنمية المستدامة.
وعلى سبيل المثال لا الحصر توسعنا في تقديم الخدمات لأعداد متزايدة من الأشخاص ذوي الإعاقة، وتم تقديم الدعم والتأهيل لشركائنا من الأسر من خلال البرامج التي تمكنهم من دعم أبنائهم، كما تم دمج المستفيدين من الطلبة من ذوي القدرات والمهارات في الحضانات والمدارس النظامية دمجاً جزئياً وكاملاً، وجرى التوسع في برنامج المسح والكشف المبكر عن الإعاقة وتقديم التدخل المناسب لكافة الحالات، وكذلك إجراء الفحص الشامل والمتابعة الدورية للطلبة الملتحقين بالمدينة وللحالات التي لديها أمراض مزمنة.
وفي مجال سهولة الوصول وتهيئة البيئة المناسبة للمستفيدين تم توفير التقنيات المساندة والمعينات للحالات المحتاجة من الطلبة من مختلف الإعاقات، كما حرصنا على توفير العمل اللائق للأشخاص ذوي الإعاقة حيث جرى تطوير وتحديث سير العمل في مركز مسارات للتطوير والتمكين بهدف تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتأهيلهم لسوق العمل بعد صقل مهاراتهم وتطوير قدراتهم ومن ثم إيجاد فرص توظيف مناسبة لهم، وقد استطاعت المدينة تحقيق معدل التوطين بنسبة 19% بزيادة 5% عن العام الماضي، وبلغت نسبة الموظفين من ذوي الإعاقة 8% أو 50 موظفاً من إجمالي عدد موظفي المدينة.
وفي بعد النمو والتعلم شهدنا العديد من المبادرات وزاد من عزيمتنا ما حققناه من نمو في الشراكات والإتفاقيات المحلية والدولية التي لعبت دوراً محورياً في دعم خدماتنا وبرامجنا بشكل أكثر فعالية، حيث انتسب عدد من مدارس ومراكز المدينة لمشروع شبكة منظمة اليونسكو، وفازت المدينة وطلبتها بالعديد من الجوائز في مختلف المجالات، وجرى استحداث لجنة الصحة والسلامة وإدارة المرافق، وفرق العمل للتطوير والاستدامة، بالإضافة إلى العمل على الارتقاء بكفاءة الأداء للموارد البشرية من خلال تنفيذ عدد كبير من الدورات التدريبية والدبلومات والبرامج التخصصية والتطويرية فضلاً عن إنجاز الفريق البحثي في المدينة لثلاثة بحوث ودراسات.
أما على صعيد عملياتنا الداخلية فقد أولت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية إهتماماً بالغاً بمواكبة أفضل الممارسات العالمية في عملياتها الإدارية، وتم تصميم وتنفيذ الخدمات والبرامج التي تهدف إلى الإرتقاء بمختلف مجالات العمل بما يلبي الاحتياجات والتطلعات والتوقعات المتزايدة من جانب المتعاملين، ومن أهم الإنجازات المحققة في هذا المجال دليل الموظف الشامل، وتطوير وتحسين البنية التحتية والتقنية والعديد من العمليات والبرامج والسياسات والإجراءات المنسجمة مع أهداف التنمية المستدامة حتى عام 2030، وكان واضحاً حرصنا على كفاءة استخدام مواردنا والحد من الانبعاثات الكربونية، وخفض بصمتنا البيئية والتأكيد على الإلتزام بالحفاظ على مواردنا البيئية وضمان بيئة صحية نظيفة وآمنة.
وقد مثل هدف (الاستدامة المالية) والنمو المستمر أحد الغايات الاستراتيجية للمدينة وجزءاً جوهرياً من خطة عملها، وذلك عن طريق زيادة المشاريع الاستثمارية وخفض التكاليف وتعزيز مواردنا المالية وتحقيق أعلى معايير الكفاءة المالية واستثمارها في البرامج والخدمات المقدمة للمستفيدين، حيث تخضع مصروفاتنا كافة للتدقيق داخلياً من قبل فريق العمل وخارجياً من قبل دائرة الرقابة المالية في حكومة الشارقة والشركة العالمية للتدقيق والمحاسبة طلال أبو غزالة وشركاه الدولية. ونحن هنا نقدر تقديراً كبيراً جهود الشركاء والداعمين من المؤسسات الحكومية والخاصة لإسهاماتهم التي تمكننا من الإستدامة في تقديم خدماتنا وبرامجنا للمجتمع عامة وللأشخاص من ذوي الإعاقة وأسرهم على وجه الخصوص.
في الختام أود أن أنوه إلى أن تقرير الاستدامة الرابع الذي نحن بصدده الآن لا يغطي الفترة الحالية التي شهدناها وما زلنا بسبب جائحة كورونا (كوفيد 19) والتي استوجبت العديد من التحديات استطاعت المدينة التعامل معها بكل ايجابية وبأقل الخسائر الممكنة حيث استمرت عمليات التعليم والعمل عن بعد بكل كفاءة واقتدار وتم خلالها الالتزام بكل التعاليم والاجراءات الاحترازية التي اتبعتها دولة الإمارات العربية المتحدة لتجاوز هذه الأزمة والخروج منها أقوى مما كنا وأكثر خبرة وكفاءة في التعامل مع الأزمات بشكل عام.
وهنا أرى من واجبي أن أتوجه بجزيل شكري وتقديري لجميع العاملين في المدينة على جهودهم وتفانيهم لضمان إستدامة خدماتنا وعملياتنا في كل الظروف والأحوال المتوقعة وغير المتوقعة، والسعي لتحقيق رؤيتنا لنكون رائدين في عملنا على مستوى المنطقة، والشكر موصول لشركائنا الإستراتيجيين والداعمين وأفراد المجتمع كافة، ولكل من عمل وقدم جهوده مهما كانت صغيرة، فعملنا لا يكتمل إلا من خلال تعاوننا جميعاً، وقد تمكّنا معهم من مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص نجاح وتميز متبنين أعلى قدر من الإحساس بالمسؤولية من أجل تحقيق رسالتنا، وما زال أمامنا الكثير من العمل لتقديم المزيد ونعاهد أنفسنا أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ستبقى حريصة على تحقيق إنجازات تحسب لها وللمستفيدين منها، كما ستحافظ على الشفافية والمصداقية التي تبنّتها، من منطلق إدراكها العميق لحجم المسؤولية المناطة بها تجاه متعامليها وشركائها، وسنظل دائماً ملتزمين بشعارنا أن (خدماتنا تصنع الفرق).
جميلة بنت محمد القاسمي
مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
للمزيد يمكن الاطلاع على:
النسخة العربية من التقرير المنشور على موقع مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية على الرابط التالي:
https://www.schs.ae/storage/app/media/SCHS%20sustainability%20report%202019%20-%20Arabic.pdf
النسخة الإنجليزية من التقرير على الرابط التالي:
https://database.globalreporting.org/organizations/13442/
نستقبل آراءكم ومقترحاتكم حول التقرير على الايميل التالي:
سيرة مختصرة لسعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي
رئيس مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية منذ 2002 حتى تاريخه
رئيس تحرير المنال
الاسم: جميلة بنت محمد بن سلطان القاسمي.
المؤهل الدراسي:
- ماجستير تنفيذي في إدارة الأعمال من الجامعة الأمريكية بالشارقة (يونيو 2004)
- بكالوريوس في علم النفس من جامعة ولاية كاليفورنيا (ديسمبر 1982).
الوظيفة:
- مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بدرجة رئيس دائرة (من 2 يوليو 2015 إلى اليوم).
- مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (من 1995 إلى 1 يوليو 2015).
- مؤسس ورئيس تحرير مجلة المنال (من مايو 1987إلى اليوم).
- مدير مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية (من فبراير 1983 إلى 1995).
العضويات
- رئيس مجلس البارا تايكوندو وعضو الاتحاد الدولي للتايكوندو.
- عضو فخري في منظمة التحالف العالمي لتسهيل الوصول للبيئات والتقنيات.
- الرئيس الفخري لمنظمة الاحتواء الشامل وإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- عضو مجلس إدارة منظمة الاحتواء الشامل الدولية Inclusion International كممثل لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- عضو في الإتحاد الدولي للدمجِ والسياحة والترويح للجميع
الخبرات العملية:
من فبراير 1983 إلى اليوم: العمل في إدارة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. وخلال هذه السنوات تم استحداث خدمات جديدة وتأسيس أقسام مختلفة تحت مظلة المدينة وأحدثها مركز مدينة الشارقة للسمعيات ومركز التقنيات المساندة ومركز الفن للجميع (فلج) ومركز الشارقة للصعوبات التعلم.
ساهمت في:
- تأسيس مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي.
- تأسيس جمعية أولياء أمور المعاقين بالإمارات.
- تأسيس نادي الثقة للمعاقين بالشارقة.
- تأسيس اللجنة العربية لرياضات الصم.
- الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم.
- منظمة الاحتواء الشامل لإقليم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
- تأسيس الرابطة الخليجية للتوحد.
- تأسيس الشبكة العربية للتوحد.
- تأسيس الاتحاد العربي الدولي لتنمية القدرات من خلال الترويح.
- تأسيس مركز الموارد لذوي الإعاقة في جامعة الشارقة.
- تأسيس مركز الشارقة لصعوبات التعلم
- تأسيس مركز الفن للجميع (فلج)
ساهمت في تنظيم العديد من المؤتمرات والملتقيات والاجتماعات
شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات والبرامج التدريبية وورش العمل
الجوائز والتكريمات:
- شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب الإنسانية من كلية بيكن بولاية فلوريدا الأمريكية (مايو 2018)
- فازت بجائزة أوائل الإمارات (نوفمبر 2017)
- فازت بجائزة الشيخة شمسة بنت سهيل للنساء المبدعات (نوفمبر 2014).
- فازت بجائزة العمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي للعام 2014
- منحها جائزة الخريج المتميز في جامعة ولاية كاليفورنيا – تشيكو في عام 2010
- حصولها على جائزة المرأة العربية المتميزة من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة ـ الشارقة، مايو 2009.
- منحها الجائزة التقديرية كأول عضو فخري في منظمة التحالف العالمي لتسهيل الوصول للبيئات والتقنيات GAATES في نوفمبر 2008.
- اختيارها كرائدة للعمل التطوعي من قبل منطقة رأس الخيمية التعليمية في ابريل 2008.
- حصول سعادتها على لقب رائدة العمل التطوعي خلال المهرجان الخليجي الأول للعمل الاجتماعي في مارس 2008.
- تكريم بتقليدها شارة المكتب العالمي للمرشدات – جمعية أولاف بادين باول في فبراير 2008.
- حاصلة على جائزة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساهماتها المتميزة في المجال الإنساني في يناير 2005.
- حاصلة على لقب الشخصية الثقافية الاجتماعية من دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة خلال معرض الشارقة الدولي للكتاب في ديسمبر 2004.
- حاصلة على وسام العمل التطوعي في الدورة الثانية لجائزة الشارقة للعمل التطوعي في ديسمبر 2004.
- حاصلة على جائزة سيدة العام من شركة داتاماتكس الوطنية.
- حاصلة على جائزة الشارقة للتميز التربوي في المجال الإداري في إبريل 2001.
- حاصلة على جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للبر في إبريل 2001.
- حاصلة على وسام التميز في مارس 2001 من قبل سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي حرم صاحب السمو حاكم الشارقة ورئيسة المجلس الأعلى للأسرة.
- حاصلة على جائزة استحقاق درع الهلال الأحمر للجهود المبذولة في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة على المستويين المحلي والإقليمي في نوفمبر 1999م.
- حاصلة على ميدالية الدفاع الاجتماعي من قبل سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى لاتحاد الإمارات حاكم الشارقة خلال الاحتفال بيوم الشرطة في ديسمبر من عام 1996 م.
- تم اختيارها كأهم شخصية نسائية عربية في المجال الاجتماعي لعام 1990م في الاستفتاء الذي أقامه المركز الدولي للنشر والإعلام في جمهورية مصر العربية.
- تم تكريمها ضمن رواد العمل الاجتماعي في الأسبوع العربي الخليجي الثاني للعمل الاجتماعي الذي انعقد في دولة الإمارات في عام 1987م.