إلى كل إنسان في هذا العالم يؤمن بمبادئ العدل وحقوق الإنسان في الحرية الكاملة والعيش الكريم.
إلى كل فرد في المجتمع يحمل بين جنبيه قلباً مؤمناً، وعاطفة صادقة، وإلى كل أم وأب يشعران بالحنان والواجب تجاه أبنائهما.
إلى كل من يحب الحياة الحرة الكريمة وينشدها لغيره من أفراد البشر والإنسانية جمعاء، وإلى كل المسؤولين على اختلاف مواقعهم ودرجات مسؤولياتهم في كافة في مؤسسات المجتمع.
إلى كل من يؤمن بالله ويبحث عن السعادة النفسية.
إليك يا أخي، ويا أختي، ويا أبي، ويا أمي.
إليك يا جاري ويا صديقي، وإلى كل من أعرفه ولا أعرفه، إليكم جميعاً أوجه ندائي هذا، نداء الأخوة والمحبة، نداء الحق والعدل والمساواة. أم لعلي أوجه صرخاتي من حرقتي منكم، واستيائي من تفكيركم بالنسبة لنا نحن الذين أصبنا بإعاقة أياً كان نوعها، بسبب خارج عن إرادتنا.
لكم جميعاً أفتح قلبي، وأشكو لكم أمري، وأبوح لكم بما في خاطري، عسى أن أجد عندكم آذناً صاغية، واستجابة صادقة، ومشاركة جادة، وتعاوناً مثمراً يشفي غليل أنفاسنا نحن المعاقين ويزيل همومنا.
إخواني، وأخواتي، من انا؟ أنا واحد منكم، لكن قدري أني تعرضت لحادث أو مرض، أعاقني عن تأدية بعض الأعمال التي تقومون بها فأصبحت كما تحبون أن تطلقوا علي اسم المعاق، لكن لماذا تصرون على النظر إلي كإنسان أدنى منكم درجة؟ وتعاملوني هكذا، وبالطبع أنا لا أقصدكم كلكم، ولكن البعض منكم يقومون بذلك.
أنكم تقتلونا بنظراتكم الساخرة أحياناً، فهي كالخناجر الحادة تصوبونها نحو آبائنا وأمهاتنا، فارحموا أسرنا ومرافقينا، واحترموا مشاعرهم وأرفقوا بهم، ولا تقسوا عليهم بتصرفاتكم هذه.
يا أخواني وأحبائي عابري الطريق، ويا متسوقي المراكز التجارية، مدوا أيدكم إينا، صافحونا، ولا تؤاخذونا إذا لم نستطع مصافحتكم باليد اليمين لأنها معاقة، فهذه هي إرادة الله سبحانه وتعالى.
إننا نرجوكم ألّا تشعرونا بالضعف عندما تنظرون إلينا، ولا تشعرونا بالعجز حين تترددون في مصافحتنا باليد اليسرى، فنحن نتألم كثيراً إذا لم تبادلونا مشاعر الحب والحنان، لا مشاعر الشفقة والرثاء.
السيد إبراهيم (مجلس الآباء)