من الأمور الهامة التي بدأت تستقطب الاهتمام ما يتعلق برضا الطلبة وارتياحهم داخل أروقة الجامعات وهو أمر بديهي لأسباب عديدة لأن المواد الدراسية التي تطرحها الجامعات تهدف في المقام الأول إلى تعليم الطلبة وتشجيعهم وتزويدهم بالمعلومات وتطوير قابلياتهم، لذا فإن استطلاع آرائهم حول مدى فاعلية مثل هذه الأهداف أمر هام دون شك.
في بريطانيا يبدو ذلك جلياً في (استطلاع رأي الطلبة الوطني) National Student Survey (NSS) الذي يطلب منهم مباشرة: (هذه فرصتكم المتاحة للأدلاء بآرائكم حول الجوانب التي راقت لكم أثناء دراستكم في الجامعة أو ما يتعلق بالمواد الدراسية فضلاً عن الأمور الأخرى التي ترون أن بمقدور الجامعة تحسينها). وتنشر نتائج هذا الاستطلاع سنوياً.
كما أبدت المؤسسات الجامعية اهتماماً بقضية ما يشعر به الطلبة الجامعيون من رضا وارتياح في ضوء الأجور الدراسية التي يدفعونها لأنه في أعقاب ارتفاع تلك الأجور في عدد من البلدان طرحت تساؤلات حول ما إذا كانت مثل هذه الزيادة قد شكلت ضغطا إضافياً على المؤسسات التعليمية كي تتخذ بعض الإجراءات التي من شأنها أرضاء الطلبة.
ولربما يبدو مثل هذا الأمر حسناً ومناسباً غير أن البروفيسور ريتشارد أروم Richard Arum (أمريكي) أشار مؤخراً في معرض حديثه عن هذه القضية إلى أن إحدى النتائج المترتبة على ذلك أن الطلبة (يفتقدون إلى التفكير النقدي والمهارات اللازمة لحل المشاكل المعقدة والقدرة على الكتابة وهي أمور هامة لدى تحقيق أي نجاح في مجال الأعمال الذي يستحث التفكير) لأن أعضاء هيئة التدريس في الجامعة يبدون اهتماماً واضحاً لإسعاد الطلبة وارضائهم وعليه يترددون حين يقتضي الأمر تحدي الطلبة.
وتساءل أيضاً ما إذا كان الأساتذة الجامعيون (يضخمون) الدرجات التي يعطونها للطلبة في مسعى منهم للحصول على تغذية راجعة feedback وتقييمات من جانب الطلبة.
تجدر الإشارة إلى أن رضا الطلبة هو على الأرجح أمر هام للمؤسسات الجامعية التي تعمد إلى تشغيل الطلبة في أنظمة التعليم العالي الحرة حيث يكون لرضا الطلبة تأثير مباشر على العائدات المالية للمؤسسة.
ولربما نطرح السؤال بشكل أعم وأوسع: هل بدأت الجامعات تتردد حيال وضع المعايير والمحافظة عليها؟ وهل أن مثل هذا الأمر يحصل لأن الطلبة يضغطون على الجامعات لتبني منهج أكثر اعتدالا؟!
ومع تغير مناهج التعليم وتيسر تعلم التكنولوجيا تظل مثل هذه الأسئلة بحاجة إلى التعاطي الجاد.
المصدر:
www.universitydiary.wordpress.com
(*) البروفيسور فيرديناند فون بروندزنسكي رئيس جامعة (روبرت غوردون)، أبردين – أسكوتلندا
Robert Gordon University
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.