هناك عشر صفات حيوية تعين على تحقيق النجاح في التعليم تأتي في مقدمتها رغبة المدرس في الإرتقاء بمهنته من خلال تحقيقه النجاح في مختلف جوانب العملية التعليمية، وهو في ذلك يشبه الطلبة المثابرين الذين يبذلون الجهد ليكونوا طلبة متميزين. والصفة الثانية هي السعي لتجريب طرق تعليمية جديدة. وأورد مثالاً على ذلك أحد الأساتذة الجامعيين السابقين الذي عمل في جامعتنا والذي أطلق عليه الطلبة لقب (دكتور الأوراق الصفراء) Dr. Yellow notes فقد درج هذا الأستاذ على الإعتماد على المادة الدراسية المستقاة من الأوراق ذاتها لسنوات عديدة حتى تحول لون تلك الأوراق إلى اللون الأصفر وتوجب عليه وضعها في أغلفة من النايلون للحفاظ عليها من الاهتراء! ومن الطبيعي أن لا يحظى مثل هذا الأستاذ باحترام الطلبة لأنه ظل متمسكاً بالنهج ذاته ولم ينشد التغيير. وعلى خلاف ذلك تماما عمد أستاذ آخر في أحد الفصول الدراسية إلى تدريس الطلبة مادة (الكتابة) writing دون الإستعانة بأي كتاب منهجي وطالب طلبته بأن (يؤلفوا) كتابهم المنهجي عن الكتابة بأنفسهم. وقد أدرك الطلبة (المجازفة) التي اختارها أستاذهم البروفيسور بيدلر لذا عملوا بكل جد ومثابرة لكي يحققوا النجاح بالتعاون مع أستاذهم.
والصفة الثالثة تتعلق بموقف المدرسين الإيجابي فالمدرس الذي يقع في مصيدة النفعية cynicism لن يكون له موقف إيجابي حيال التعليم حيث أن المدرسين الكفوئين يواجهون التحديات كافة بموقف إيجابي. ورابعاً يشعر المدرسون المقتدرون أن الوقت لا يسعفهم أبدا ويتعذر عليهم إنجاز أعمالهم. مع ذلك لا تراهم يتذمرون أو يشتكون من تمضية ساعات طويلة في أداء مهامهم لكونهم يحبون التعليم.
وخامساً ينظر المدرسون الناجحون إلى التعليم باعتباره تنشئة أبوية فهم يلجأون إلى استخدام مبادىء التربية والتنشئة الصحيحة في الكثير من المواقف منها الإهتمام بكل ما هو في صالح طلبتهم واتخاذ الموقف الصارم المناسب أحياناً واللين في أحيان أخرى الذي ربما يصل حد الإعتذار عند الضرورة. والمدرسون المقتدرون مثل أولياء الأمور الناجحين يعرفون الكثير عن مشاكل الطلبة وكذلك مصادر قلقهم وقدراتهم. والميزة السادسة تتعلق بمنح المدرسين ثقتهم لطلابهم فهم يدركون أن ما يتعلمه الطلبة يقل أهمية عن العملية التعليمية ذاتها حيث أن التعليم يرسخ الثقة.
والصفة السابعة تتعلق بقدرة المدرس على الحفاظ على مستوى طلبته الدراسي وضمان عدم انحداره فالطلبة الذين لا يطلبون المزيد من المعرفة هم من الطلبة الذين يشعرون بالملل، لذا يتعين على المدرسين العمل على تشجيع الطلبة ودعمهم من خلال تجربة أساليب تعليمية جديدة.
وثامناً لا بد أن يعمل المدرسون المتميزون على تحفيز الطلبة فهم يعرفون ما يرغب به الطلبة وما لا يرغبون به ويعلمون بطبيعة المشاكل التي يواجهها الطلبة والشؤون الشخصية لذا تراهم أقدر من غيرهم على خلق الدافعية لدى الطلبة للتعلم. ولما كان لكل مجموعة من الطلبة سماتها الخاصة ونظام التحفيز الخاص بها فإن المدرس الكفء يظل على اطلاع على تلك التوجهات ويعمد إلى استخدام مثل هذه المعلومات لتعديل الأساليب التحفيزية.
ويبدو للوهلة الأولى أن الصفتين التاسعة والعاشرة للتعليم المثمر تقفان على طرفي نقيض فالصفة التاسعة بحسب بيدلر تنص على الآتي: (عليك أن لا تثق بتقييمات الطلبة بشأن تدريساتك) في حين تنص الصفة العاشرة (أصغ إلى طلبتك). على أن بيدلر يبين أوجه الإختلاف بين الصفتين التاسعة والعاشرة فهو يرى أن تقييمات الطلبة ربما تكون (مضللة) فالمدرسون الناجحون لا يميلون إلى تصديق التقييمات الإيجابية ويتأثرون بالتقييمات المعتدلة حيث يسعون على الدوام لتحسين تدريساتهم. أما المدرسون متوسطو المستوى فيعملون خلاف ذلك فهم يثقون بالتقييمات الإيجابية جداً ويتجاهلون التقييمات السلبية. أضف إلى ذلك، أن أفضل المدرسين يصغون إلى ما يقوله طلبتهم عن التعليم الناجح بشكل عام وليس عن أي مدرس من المدرسين بعينه فالطلبة يشيرون في إستطلاعات الرأي، على العموم تقريباً، إلى أن أفضل المدرسين هم الحاضرون دوماً الذين يمكن التواصل معهم والأهم من ذلك الإعجاب بالمادة الدراسية التي يطرحها ذلك المدرس، كما أن المدرس الذي يجعل أسلوبه التدريسي متماشياً مع رغبات الطلبة وتوجهاتهم لا بد أن يكون مربياً ناجحاً.
بقلم: البروفيسور بيتر بيدلر Prof. Peter Beidler
المصدر: C:\Users\alshaarqa\Desktop\Quali of good teachers.mht
عراقي الجنسية
1951مواليد عام
حاصل على ماجستير لغة انكليزية
أستاذ مساعد في قسم الترجمة ـ كلية الآداب ـ جامعة البصرة ـ جمهورية العراق
المنصب الحالي مدير مركز اللغات الحية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة
الخبرة المهنية:
تدريس اللغة الانجليزية، لغة وأدبا وترجمة، في قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب ـ جامعة البصرة منذ عام 1981 ومن ثم التدريس بكليتي التربية والآداب بجامعة الفاتح في ليبيا منذ عام 1998 وبعدها بكليتي اللغات الأجنبية والترجمة والإعلام بجامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا بدولة الإمارات العربية المتحدة اعتبارا من عام 2004. ويشمل التدريس الدراسات الأولية (البكالوريوس) والدراسات العليا (الماجستير) حيث أشرفت على عدة طلبة ماجستير فيما كنت أحد أعضاء لجان المناقشة لطلبة آخرين ، كما نشرت العديد من البحوث في مجلات علمية محكّمة.
الخبرة العملية:
العمل في ميدان الترجمة حيث نشرت أربعة كتب مترجمة إلى اللغة العربية كما نشرت المئات من المقالات والقطع والنصوص الأدبية المترجمة في العديد من الصحف والمجلات العراقية والعربية ومنها مجلة المنال. كما عملت في مجال الصحافة والإعلام والعلاقات العامة وكذلك الترجمة في مراكز البحوث والدراسات في العراق وليبيا ودولة الإمارات العربية المتحدة.