قالت الأم في المقال المنشور في المجلة الأمريكية الشهيرة «ريدرز دايجست» «Readers Digest» عن ابنها الصغير المصاب بمرض خطير، إنها رأته وهو يقوم من سريره بصعوبة مستنداً إلى الحائط متوجهاً إلى الحمام، وأن قلبها التقط تلك الصورة حافظاً إياها من النسيان إلى الأبد.
كذلك يلتقط قلب مركز التدخل المبكر بجدرانه البيضاء وواجهاته الزجاجية العديد من الصور، كالمشاهد اليومية المتكررة للأمهات وهن يوقفن سياراتهن خارج المركز، أو يخرجن من سيارة الأجرة، وينزلن أطفالهن ويحملنهم، أو يدفعن عرباتهم عبر بوابة المركز للحصول على جلسات العلاج والتدريب، بينما معظم الآباء منشغلون في أعمالهم،.. هذه المشاهد التي تبدو بسيطة وروتينية يلتقطها قلب مركز التدخل المبكر ويحفظها من النسيان.
مشهد الجدة التي تحضر حفيدها إلى المركز بانتظام وتنتظره إلى أن ينهي جلساته دون أن يمنعها من ذلك عبء السنوات الطوال على كاهلها،.. هذه الصورة كذلك يلتقطها قلب مركز التدخل المبكر.
وهذه الطفلة الصغيرة التي ترعى أختها الرضيعة مداعبة إياها في ممرات المركز ومنتظرة في صبر وهدوء، مفرغة والدتها للاهتمام بالشقيقة الثالثة التي تتلقى جلسات العلاج،.. هذه صورة أخرى يحفظها مركز التدخل المبكر في قلبه.
وتلك الأم التي تتردد بانتظام على مكاتب الإدارة بالمركز، محاورة ومناقشة ومقدمة مقترحاتها وجهودها لدعم ومساندة الآخرين، لا تشغلها عن ذلك مسؤولياتها العديدة تجاه طفلتها الصغيرة التي تتلقى خدمات المركز،.. صورة إضافية في القلب.
والتوأمتان البديعتان اللتان تتجولان في أرجاء المركز دون كلل كفراشتين، رغم ضعف بصرهما الشديد، ووالدتهما تتابعهما في حدب محذرة تارة ومنذرة أخرى، دون أن تتخلى عن صبرها وهدوئها،.. صورة مزدوجة في قلب مركز التدخل المبكر.
وذلك المشهد للأمهات المشاركات في برنامج التدريب العملي لطلاب كلية الطب، وهن يتناقشن معهم، ويزودنهم بخبرات ومعلومات حارة وعميقة وصادقة يصعب على أي شخص آخر أن يقدمها إليهم،.. هذه صورة أخرى يلتقطها قلب مركز التدخل المبكر.
وما أكثر هذه المشاهد وهذه الصور، كم تحتاج إلى ذاكرة هائلة وقلب كبير لحفظها.
مدير ادارة الخدمات التعليمية و التأهيلية بمدينة الشارقة للخدمات الانسانية
عضو الفريق البحثي -عضو اللجنة العلمية للمؤتمر
متخرج في قسم علم النفس بجامعة عين شمس بالقاهرة
حاصل على ماجيستير علم النفس (مجال الاعاقة الذهنية) عام 2002 من نفس الجامعة .
تدرج في العديد من الوظائف في مجال الاعاقة كالتدريس و التقييم النفسي و الاشراف الفني و الادارة الفنية و تقديم الاستشارات في مؤسسات مختلفة خاصة و غير هادفة للربح .
لديه خبرة تزيد عن 25 عاما من العمل مع الاشخاص ذوي الاعاقة و أسرهم و مع فرق العمل في مؤسسات و هيئات متنوعة في كل من مصر و السعودية و الامارات.