لم يكن يوماً كغيره يمر عادياً وكأن شيئاً لم يكن، ولم تكن المناسبة شخصية أو على مستوى بضعة أفراد وحسب، ولم تكن المشاعر جياشة بالنسبة لفئة دون سواها، لقد كان يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2012 يوماً وطنياً بامتياز، كيف لا وهو اليوم الذي عادت فيه بعثة منتخب الإمارات لرياضة المعاقين إلى أرض الوطن بعد مشاركتها الرائعة في الألعاب شبه الأولمبية التي استضافتها عاصمة الضباب (لندن)، ورفعوا فيها علم البلاد خفاقاً، ليؤكدوا من جديد، وليثبتوا للجميع أنهم على قدر المسؤولية، وأنهم أشداء وقت الامتحان، وقادرون على تحقيق ما يحققه أقرانهم من غير المعاقين، وفي بعض الأحيان، ما لا يستطيعون تحقيقه.
منذ الصباح الباكر احتشد لاستقبال البعثة مسؤولون من مختلف مؤسسات الدولة ومهتمون وإعلاميون، عدا عن أهالي اللاعبين الأبطال الذين رفع أبناؤهم رؤوسهم فجاءت مشرئبة لميعاد الوصول واللقاء، وبين وجوه القادمين، الجميع ينتظر إطلالة الأبطال، وكم كانت لحظات لا تنسى تلك التي بدأوا فيها بالوصول، حيث امتزجت دموع الفرح بدموع الفخر والنصر، وهذا ما أكده جميع المسؤولين الذين حضروا لاستقبال فرسان الإرادة، أكدوا أن هؤلاء الأبطال رفعوا راية الوطن في محفل دولي من أهم المحافل ويستحقون منا كل احترام وتقدير، ويحق لهم ولنا أن نفخر بهذا الإنجاز المتميز.
وكما كان الفخر والاعتزاز بذهبية عبد الله العرياني وفضية وبرونزية محمد القايد، كان الفخر والاعتزاز بجميع أبطال المنتخب الذين قدموا أداء رائعاً في منافستهم لأبطال من مختلف دول العالم وعلى أعلى المستويات، فالجميع تألق، والجميع أبدع، وبإذن الله سيحصد الأبطال خلال المشاركة المقبلة في البرازيل مزيداً من الميداليات الملونة ليقدموها هدية كما فعلوا بعد إنجازهم في لندن إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وإلى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم إمارة الشارقة وإلى إخوانهم حكام الإمارات، ولجميع أبناء الإمارات الطيبين.
مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والتي عرفت منذ تأسيسها بمناصرتها للأشخاص من ذوي الإعاقة والاهتمام بكل أمر يتعلق بهم لم تكن لتفوت هذه المناسبة الطيبة دون أن تشارك فيها، فكان أن ذهب إلى أرض المطار لاستقبال فرسان الإرادة وفد من طلبتها وأساتذتها بتوجيهات من سعادة الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي مدير عام المدينة التي باركت للأبطال وهنأتهم بهذا الإنجاز المتميز والمتألق على الصعيد الدولي بشكل عام.
فرحة أولياء أمور فرسان الإرادة لم تكن توصف، فمشهد والد البطل محمد القايد وهو يتقلد إحدى ميداليات محمد وسط فيض المشاعر من بقية أفراد الأسرة ما زال راسخاً في أذهان من كانوا حاضرين، نعم لقد استطاع أبطال المنتخب الإمارتي للمعاقين أن يرفعوا رؤوس آبائهم ويحق لهم أن يفخروا بهم، ليس هذا وحسب، بل يحق للجميع أن يفخروا بهم، فهم أبطال قدموا إنجازهم هدية لجميع فئات المجتمع ككل.
لقد جاءت التغطية الإعلامية المتميزة لوصول فرسان الإرادة إلى أرض الوطن كما كان متوقعاً..تغطية واسعة، متميزة وعلى قدر الحدث، وهي تعبير بسيط عن الدعم الذي تقدمه الدولة لهذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع، وحرصها على تقديم صورتهم الحقيقية للجميع، بعيداً عن المبالغة والأفكار السلبية، بالإضافة إلى حرصها على تسليط الضوء على الإنجازات المتميزة التي تحققها فئة المعاقين وهي إنجازات لا تقتصر على الصعيد المحلي أو العربي بل على المستوى الدولي، وما نيل الميداليات الملونة في لندن سوى أكبر دليل على ذلك.
إن المتابع للإنجازات التي يحققها الأبطال من ذوي الإعاقة في مختلف الميادين يستطيع أن يصل إلى نتيجة مفادها أن هذه الشريحة لم تكن في يوم من الأيام إلا جزءاً مهماً من المجتمع، وقادرة كغيرها على التألق والتميز والإبداع، وتحتاج منا جميعاً أن نكون سنداً لها، ومؤمنين بها، فالأشخاص من ذوي الإعاقة ليسوا بحاجة إلى العطف والشفقة كما يظن البعض، ولا تقتصر اهتماماتهن على المساندة المادية، بل إن المساندة المعنوية تكون في كثير من الأحيان هي الطلب المنشود الذي يعطي النتائج الطيبة والمرضية للجميع.
حازم ضاحي شحادة
- بكالوريوس في الصحافة / جامعة دمشق
- صحفي في جريدة الوحدة السورية سابقاً
- صحفي منذ عام 2007 في قسم الإعلام / إدارة الاتصال المؤسسي في مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
- كاتبٌ في مجلة المنال الإلكترونية
الخبرات
- التطوع والعمل سنوياً منذ العام 2008 في مخيم الأمل الذي تنظمه مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية حيث قامَ بتحرير أخباره أولاً بأول.
- التطوع والعمل منذ العام 2008 في مهرجان الكتاب المستعمل الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2007 في ملتقى المنال الذي تنظمه المدينة بشكل دوري وتحرير أخباره.
- المشاركة في ملتقى التوحد (خارج المتاهة) الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في أبريل من العام 2015 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التدخل المبكر الذي نظمته مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في يناير من العام 2016 والمساهمة في تحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة في مؤتمر التقنيات المساندة الذي نظمته المدينة في مارس من العام 2017 وتحرير أخباره أولاً بأول.
- المشاركة منذ العام 2008 في حملة الزكاة التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية سنوياً وتحرير أخبارها أولاً بأول.
- لا بد من الإشارة إلى عشرات وعشرات الفعاليات والأنشطة والزيارات التي تنظمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية ويقوم بتحرير أخبارها أولاً بأول.
- كما لا بد من الإشارة إلى أن 80 في المائة من الأخبار المنشورة عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في مختلف الصحف والمواقع منذ منتصف العام 2007 وحتى يومنا هذا هي من تحريره.
المؤلفات
- أديبٌ سوري يكتبُ في الصحافةِ العربيةِ منذ عشرين عاماً
- صدر له حتى الآن:
- المبغى / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- اختلافٌ عميقٌ في وجهات النظر / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- أيامٌ في البدروسية / مجموعة قصصية ـ دار آس ـ سوريا
- فوق أرض الذاكرة / مجموعة قصصية. دار آس سوريا
- أوراق نساء / 2012 ـ ديوان . دار بصمات ـ سوريا
- نشرت العديد من قصصهِ في مجلات وصحف ومواقع إلكترونية سورية وعربية منها
- (مجلة الآداب اللبنانية) (مجلة قاب قوسين) الأردنية (مجلة ثقافات الأردنية) (مجلة انتلجنسيا التونسية) (جريدة الوحدة السورية)