14 نوفمبر / تشرين الثاني
تحتفل منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الاتحاد العالمي لداء السكري في 14 نوفمبر / تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي لداء السكري، وتقام فيه الندوات وحملات التوعية المختلفة من أجل تحفيز جميع قطاعات المجتمع للعمل على مواجهة هذا الداء الخطير وعدم إهماله. وقد اختير هذا اليوم (وهو تاريخ ميلاد فريدريك بانتنج) تكريماً لهذا العالم الذي اكتشف مع (تشارلز بست) هرمون الأنسولين المستعمل في علاج داء السكري والذي أسهم ويسهم في إنقاذ حياة الملايين من المرضى.
يشارك في فعاليات هذه المناسبة العديد من المنظمات الحكومية والأهلية العاملة في ميادين الصحة والخدمات الاجتماعية وغيرها، كما تلعب وسائل الإعلام المختلفة دوراً مهماً وحيوياً من أجل ايصال الرسائل الصحية المناسبة حول هذا المرض الذي أخذ يدق ناقوس الخطر في كل مجتمعات العالم.
يزيد عدد المصابين بداء السكري في العالم عن 120 مليون إنسان، وتفيد الدراسات الإحصائية أيضاً أن هذا الرقم قد يصل إلى 200 مليون بحلول العام 2010، وتختلف نسبة انتشار داء السكري بين مجتمع وآخر، ففي بعض المجتمعات قد تصل النسبة إلى حواي 50% من أفراد المجتمع البالغين، بينما تصل في مجتمعات أخرى إلى أقل من 1% من نفس المجموعة.
لقد بيّنت الدراسات الإحصائية أن معدل حدوث الداء السكري في البلدان العربية وبلدان الشرق الأوسط هو أكثر من مثيله في البلدان الغربية، ومما لا شك فيه أن هذه المعطيات تحمل في طياتها مخاطر جسيمة صحية واجتماعية واقتصادية ينبغي التصدي لها وعدم تجاهلها، فمن المعروف لدينا جميعاً أن داء السكري ـ نتيجة ما يحدثه من مضاعفات ـ يعد من أكثر الأسباب إحداثاً للعمى وحالات البتر في الساقين وبعض أمراض الكلية والقلب وتصلب الشرايين. ويبلغ ما ينفقه مجتمع ما لعلاج حالات داء السكري بين أبنائه نحو 10% من مجمل موازنته الصحية الأمر الذي يبيّن حجم الأعباء الثقيلة التي يلقيها هذا الرض على كاهل الفرد والأسرة والمجتمع.
تهتم دول العالم بتزويد العاملين الصحيين والاجتماعيين في القطاعين الحكومي والأهلي بالمعرفة اللازمة حول هذا المرض الخطير يمكنهم من تقديم المساعدة والإرشاد اللازمين لكل من الأشخاص المصابين بداء السكري وأفراد أسرهم ونشر الوعي الصحي في صفوف المجتمع والذي يعد جزءاً لا يتجزأ من مواجهة هذا المرض المزمن والوقاية من الكثير من المضاعفات والأمراض التي قد يسببها.
ولابد لنا في هذا المجال أن نؤكد على أن الفحص الدوري لسكر الدم، هو من أهم طرق الكشف المبكر لداء السكري، وبشكل خاص عند الأشخاص فوق 30 سنة من العمر، والأشخاص البدينين، والذين ظهر داء السكري لدى أفراد عائلاتهم، وكما هو معروف يحتاج علاج هذا المرض إلى مشاركة فعالة من قبل المريض المصاب فلا يمكن لأي علاج أن يحقق النجاح المنشود دون تفهم المريض ومشاركته لأن علاج وتدبير داء السكري، يستمر مدى الحياة ويعتمد على نقاط أساسية من أهمها الحمية الغذائية المناسبة، ممارسة التمارين الرياضية الخاصة، الأدوية المختلفة بالإضافة إلى اتباع الإرشادات الصحية الخاصة بكل مريض على حدة.
لابد لي في هذه المناسبة من الإشارة إلى بعض التجارب الناجحة في مجالات التوعية ومن ضمنها تجربة رائدة ربما تكون الأولى من نوعها في الوطن العربي، وهي المخيم السوري الأول للأطفال المصابين بالداء السكري الذي أقيم لمدة أسبوع في منتصف آب 2000 في السويداء (جنوب دمشق) وكذلك الندوة المميزة التي عقدت في ريف دمشق بمدينة الجديدة قبل عدة أشهر وشارك في تقديمها الأطباء إلى جانب الإعلاميين ومرضى السكري أنفسهم، ومن الضروري في هذا المجال أن نؤكد على أهمية تعميم هذه التجارب.
ولابد أيضاً من التأكيد في هذه المناسبة العالمية أن القطاع الأهلي من المجتمع يلعب دوراً كبيراً مكملاً لدور القطاع الحكومي في التصدي لهذا الداء، وإذا نظرنا إلى المجتمعات المتقدمة والتي حققت نجاحاً ملموساً في علاج وتدبير داء السكري لوجدنا فيها دوراً فاعلاً للقطاع الأهلي من خلال مجموعات المتطوعين من مختلف الاختصاصات ومن خلال مجموعات أهالي مرضى السكري ومجموعات المرضى أنفسهم، يساهمون جميعاً وجنباً إلى جنب في العمل من أجل كشف داء السكري وعلاجه وتوعية كافة شرائح المجتمع، وتقوم هذه المجموعات الأهلية بعقد الندوات والمحاضرات وإصدار النشرات والدوريات حول هذا المرض، كما تقوم بإنشاء مراكز مختلفة صحية واجتماعية وغيرها.
في هذا اليوم العالمي، نجد أمام جمعياتنا الأهلية والمهنية والمنظمات الشعبية أدواراً كبيرة في مجالات التوعية الصحية والاجتماعية ينبغي أن تقوم بها لمواجهة هذاء الداء الخطير الذي يحتاج إلى جهود الجميع.
وكان الاتحاد الدّولي للسّكري نشر على موقعه الرسمي إحصاءً عن المصابين بمرض السكري في العالم، حيث بلغ عددهم حتى الآن 382 مليون مصاب، أكثر من 34 مليوناً منهم في منطقة الشرق الأوسط سيرتفع عددهم إلى 67 مليوناً بحلول العام 2035. فيما أوضح أن عدد المصابين في السعودية عام 2013 بلغ 3.6 مليون مصاب.
وقد احتلت السعودية المرتبة الأولى على مستوى دول العالم في عدد المصابين بمرض السكر، بحسب مجلة الأيكونومست البريطانية، التي نشرت على موقعها الإلكتروني تقريراً عن انتشار المرض، موضحة أن ربع السعوديين يعانون من مرض السكري.
واحتلت خمس من دول مجلس التعاون الخليجي ـ بحسب التقرير ـ المراتب الأولى في التصنيف الدّولي لعدد مرضى السكري. وجاءت السعودية في المركز الأول في التصنيف، فيما حلّت الكويت ثانياً، وقطر ثالثاً، والإمارات في الرابع، ومصر في الخامس، ولبنان في السادس، وتركيا في السابع. فيما حلت سلطنة عمان في المركز التاسع. وتذيّلت اليابان والمملكة المتحدة والسويد سُلّم الترتيب.
وأشارت المجلة في تقريرها إلى أن أعداد المصابين بمرض السكري في السعودية في تصاعد مستمر، بعد أن قفز انتشار المرض بين البالغين من نحو واحد من 10 أشخاص إلى نحو ربع السكان، عازية ذلك إلى سوء التغذية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية. وأوضحت أن تدفق أموال النفط على المملكة أسهم في انتشار محال الوجبات السريعة، التي أسهمت بدورها في انتشار السمنة المفرطة بين أفراد المجتمع السعودي، حتى وصلت إلى 35 في المئة. فيما أشارت إلى أن الأمر ذاته ينطبق على دول عربية أخرى.
وأوضحت الأيكونومست أن الأمر يبدو خطراً، لافتة إلى أن عدد الوفيات المقدّرة حتى الآن بلغ خمسة ملايين شخص، وفقاً للاتحاد الدولي للسّكري، معتبرة السكري أكثر الأمراض فتكاً، حتى من الإيدز بثلاث مرات. وربّما يتسبب السكري في الكثير من المضاعفات، مثل بتر الساق وتعطل الأجهزة الحيوية، وغيرها. وطالبت بضرورة أن تبادر الجهات المسؤولة في السعودية إلى تحفيز المجتمع على ممارسة الرياضة، والتخلص من السمنة، وعدم الاقتصار على الرفاهية في معيشتهم اليومية.
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/