أعدته: الاختصاصية الاجتماعية: سلامه الكتبي
ينظر علم الاجتماع إلى الإعاقة ليس فقط كحالة طبية أو بيولوجية، ولكن من منظور اجتماعي ثقافي. ويركز النهج الاجتماعي على فهم كيفية تأثير المجتمع والثقافة على الأشخاص ذوي الإعاقة وكيفية تفاعلهم مع البيئة الاجتماعية المحيطة بهم. توجد عدة نقاط رئيسية حول كيفية رؤية علم الاجتماع للإعاقة، مثل: النموذج الاجتماعي للإعاقة، الذي يشير إلى أن الإعاقة ليست مجرد مسألة تتعلق بالشخص، بل هي مسألة كيفية تنظيم المجتمع للعالم من حوله.
اقرا ايضا: دور الاختصاصي الاجتماعي في التعامل مع الحالات الخاصة بالمدرسة
يمكن للمجتمع، من خلال قوانينه ومعاييره وممارساته وتصميمه البيئي، أن يسهم في التسبّب بالإعاقة أو تضخيمها. على سبيل المثال، يمكن أن تؤدي تهيئة بيئة أقل سهولة للأشخاص ذوي الإعاقة إلى جعلهم أكثر عزلة مع مواجهة الصعوبات في التواصل الاجتماعي. التصنيف الاجتماعي أيضاً له دور في تناول علم الاجتماع كيفية تصنيف الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن المجتمع.
أحياناً، يُوصَمُ الأشخاص من ذوي الإعاقة ويُصنّفون على أنهم “مختلفون” أو “غير قادرين”، مما يؤدي إلى التهميش الاجتماعي والاقتصادي. يمكن أن يسهم هذا التصنيف في بناء هويات اجتماعية تؤثر على حياة الأفراد.
كما يسهم التفاعل الاجتماعي أيضاً في طريقة نظر علماء الاجتماع إلى تفاعل الأشخاص ذوي الإعاقة مع الآخرين وكيف تؤثر هذه التفاعلات على حياتهم اليومية. قد تلحق الوصمة الاجتماعية بالأشخاص ذوي الإعاقة وتؤثر على فرصهم في العمل والتعليم والعلاقات الاجتماعية.
نود التركيز على أن المشاركة المجتمعية تحظى باهتمام علم الاجتماع أيضاً من خلال فرص المشاركة المتساوية في المجتمع.
يواجه الأشخاص ذوو الإعاقة تحديات في الوصول إلى التعليم والتوظيف والترفيه بسبب القيود الاجتماعية والهيكلية، وتتم معالجة هذه القضايا من خلال منظور العدالة الاجتماعية.
ختاماً، نتناول مفهوم إعادة بناء الفهم الثقافي للإعاقة، حيث يقوم علماء الاجتماع بتشجيع التغييرات في طريقة فهم المجتمع للإعاقة. وتهدف هذه المناصرة إلى الانتقال من النظر إلى الإعاقة على أنها قيد أو عاهة إلى نظرة تعترف بالتنوع البشري والاحتياجات الخاصة.
في علم الاجتماع، الإعاقة هي أكثر من مجرد حالة فردية؛ فهي نتيجة للتفاعل بين الفرد والمجتمع وتتأثر بالعوامل الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تحدد كيفية النظر إلى الأشخاص ذوي الإعاقة ومعاملتهم. حيث يتم النظر إليها من خلال منظور اجتماعي يعكس تأثير البيئة والمجتمع في تشكيل تجارب الأفراد ذوي الإعاقة.
ويميز هذا المنظور بين نموذج الإعاقة الطبي، الذي يركز على إعاقة الفرد أو ضعفه، ونموذج الإعاقة الاجتماعية الذي يركز على الكيفية التي يمكن أن تؤدي بها الحواجز الاجتماعية والهيكلية إلى تهميش الأشخاص ذوي الإعاقة.
إذاً ينظر علم الاجتماع إلى الإعاقة على أنها قضية اجتماعية تتجاوز الإعاقة البيولوجية أو الجسدية وتتعلق بتوفير تكافؤ الفرص، وتفكيك الحواجز الهيكلية وتغيير المواقف الاجتماعية والثقافية تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.
المراجع:
- كيف ينظر علم الاجتماع إلى الإعاقة، للكاتب فنينش وسيم، المجلة الجزائرية للأمن الإنساني / العدد 2 ص 257، 2022م.
- إسهام علم الاجتماع في مجال ذوي الإعاقة في المجتمع القطري (دراسة تحليل مضمون)، د. فاطمة علي الكبيسي أستاذ مساعد لعلم الاجتماع – جامعة قطر، مجلة الآداب/ العدد 129، 2019م.