شهدت رياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة في الفترة الأخيرة نشاطاً ملحوظاً تجلى في عدد كبير من المشاركات والمسابقات والمنافسات العربية والدولية وأصبح لهؤلاء الأبطال وجود مميز لا من أجل الحضور واثبات الذات فقط! بل من أجل المشاركة الفاعلة والمنافسة القوية.. لا بل والفوز وتحقيق أفضل النتائج.. كل هذا إيمانا من أفراد هذه الفئة بضرورة المشاركة والمنافسة على الرغم من الإمكانيات المحدودة والمتواضعة.
وتزخر الساحة اليمنية بالعديد من نجوم الرياضة لفئة ذوي الإعاقة مثلهم مثل غيرهم وهناك انجازات عديدة يعرفها الجميع تحققت وأتى بها هؤلاء الإبطال في الوقت الذي عجز فيه غيرهم ممن يتلقون الدعم اللامحدود من وزارة الشباب والرياضة التي ـ كما أعتقد ـ أنها وزارة لكل أبناء الوطن وليست لفئة دون غيرها وأن كل أصحاب الانجازات لهم الحق في الدعم والاهتمام… لكن أن تكون هناك قياسات مفصلة سابقاً ومحاباة مبيتة فهذا مالا يقبله أحد.
لا أقول ذلك جزافا أو تحاملاً على أحد وإلا فما معنى أحجام وزارة الشباب عن تمويل مشاركات الأبطال من ذوي الإعاقة في أغلب المنافسات الخارجية بحجة أن هناك صندوق للمعاقين معني بتمويلهم!! وما معنى أنه من النادر جداً أن يكرم أبطال من ذوي الإعاقة ومن أصحاب الانجازات المشرفة كغيرهم!! وإن حدث ذلك فإنما يأتي بعد المطالبات والضغوطات ورفع المذكرات المطالبة بالتكريم.
إن اهتمام وزارة الشباب والرياضة برياضة الأشخاص ذوي الإعاقة شبة معدوم ولا نلمسه بتاتاً على أرض الواقع.. والمصيبة الكبرى أن ما تسميه الوزارة بالاتحاد العام لرياضة الأشخاص ذوي الاعاقة أو الأولمبياد الخاص أو الاتحاد اليمني لرياضة الصم وما تم الاعلان عنه مؤخرا تحت مسمى اللجنة البارالمبية إنما هو تطييب خاطر وربما إبراء للذمة!! فاتحادات ومسميات بهذا الحجم والكم الهائل من الألعاب التي يتم تبنيها ولعدد من فئات ذوي الإعاقة الحركية والسمعية والبصرية والذهنية وغيرها تتلقى دعماً من وزارة الشباب والرياضة ربما يغطى نفقات ايجار المقار!! في الوقت الذي تُدفع فيه الأموال الطائلة لأحد النوادي فقط من أجل تأثيثه أو تعشيبه!!
إن رياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة تحتاج إلى تكييف الألعاب التي تم اعتمادها لمواءمة نوع الإعاقة وما يستلزم ذلك من قوانين ومدربين تناسب كل إعاقة… والطموحات كبيرة ولن تتحقق إلا من خلال التوجه الصادق من الجميع وتوفير الإمكانات والبني التحتية والوسائل المعينة التي تحتاج إليها رياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة.
ونتمنى من كل القائمين من مسؤولي الصف الأول بهذه الوزارة الرياضية أن يسخروا ولو الجزء اليسير من وقتهم ويعطوا الاهتمام والرعاية اللازمين لرياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة وأن يستمعوا إلى ملاحظاتهم وآرائهم حتى وإن
كانت رياضة الأشخاص من ذوي الإعاقة ليست ضمن الخارطة الرياضية للوزارة…
المهم أن نشعر ولو بقليل من الاهتمام والأماني موصولة إلى كل مسؤولي هذه الاتحادات أن يستشعروا المسؤولية الملقاة على عاتقهم وأن يعملوا من أجل الرقي برياضة الاشخاص من ذوي الاعاقة .