دار بيني وبين أخ كفيف حوار ربما لم يكن قصدي منه في البداية سوى رفع معنوياته لأنني أحسست أنها قد بدأ ت تهبط فكان النقاش التالي:
ـ سألته: كيف الحال شو الأخبار؟
ـ رد الأخ الكفيف: الحمد لله..
ـ سألته: لماذا أنت متضايق ولست كعادتك تبتسم؟
ـ رد الأخ: أنا بصراحة متضايق لأنني كنت بالأمس أريد أن أذهب إلى أحد الأماكن ولكن لم أجد أحداً يذهب معي ليدلني على الطريق ولكن أنتم المعاقين حركياً أحسن منا حالاً فلا تحتاجون لأحد يذهب معكم ليريكم الطريق؟
هنا وبصراحة استجمعت كل أفكاري في ثوانٍ لأسأل نفسي كيف أبين له أنني لست أحسن منه حالاً، فأجبته: ربما كلامك صحيح ولكن نحن لا نستطيع أن نصعد الدرج وكثير من الأماكن بها درج في مدخلها حتى لو كانت درجة واحدة فنحتاج إلى من ينزل لنا الكرسي من السيارة ونحتاج من يساعدنا على صعود الدرج ولو درجة واحدة فقط!!
رأيته هنا يبتسم.. صحيح أنها ليست ابتسامة كبيرة ولكن على الأقل كانت نوعاً من رضا نفسي أحس معه بأنه ليس الوحيد الذي يحتاج إلى مساعدة.
ابتسمت أنا أيضاً لأنني استطعت أن أزيل من عقله تلك الفكرة وأجعله يثق بنفسه.
ربما كتبت هذه الكلمات لأقول:
ليس عيباً أن نعترف لبعضنا نحن الأشخاص ذوي الإعاقة ونساعد بعضنا بعضاً في رفع معنوياتنا فنكون مصباحاً يضيء لبعض ولا داعي لأن ننتظر غيرنا ليأتي ويضيء لنا الطريق وهنا لا أقلل من جميع من يمد لنا يد العون ولولاهم ما وصلنا ولا نصل ولكن يجب أن نتعاون مع بعض.