تجرى كل يوم عشرات الآلاف من عمليات استئصال اللوزتين في مختلف أنحاء العالم، ومعظم المرضى من الأطفال، فما المقصود باللوزتين؟ وما هو دورهما؟ وما هي الحمى الرثوية التي قد تنجم عن التهاب اللوزتين المتكرر؟ وكيف تهدد صحة المصابين بها؟ يستطيع المعلّم إذا ما أٌحسن إعداده، أن يسهم وبشكل ملحوظ في نشر الوعي بهذه الحالة المرضية الشائعة، وحماية طلابه الأطفال من أخطارها. اللوزتان جزء من الجهاز الليمفاوي، والجهاز الليمفاوي ـ كما هو معروف ـ منتشر في مناطق كثيرة وله وظائف عديدة تتعلق بالنظام المناعي لدى الإنسان كالتصدي للجراثيم والفيروسات وإتلاف السموم، وإطلاق الخلايا الليمفاوية التي تقوم بمهمة الدفاع عن الجسم وحمايته من الأعداء. تصاب اللوزتان عادة بالإنتان المتكرر لا سيما في مراحل الطفولة، حيث تكثر النزلات والعدوى بالجراثيم والفيروسات، ومع مرور الزمن تتناقص الهجمات الالتهابية، وتأخذ اللوزتان بالضمور مع تقدم العمر.
ما هو التهاب اللوزات الحاد؟
يقصد به الهجمة الحادة من الالتهاب، حيث يحدث احمرار وتقيح في اللوزتان مع زيادة في الحجم، ويشعر المريض بصعوبة في البلع مع ارتفاع درجة الحرارة، وقد يحدث تعب وإرهاق في الجسم. وقد تتضخم العقد الليمفاوية الموجودة في الرقبة عند الأطفال أثناء الالتهاب الحاد. ينجم هذا الالتهاب الحاد عن النزلات الأنفية والبلعومية، ويكثر عند تناول الأطعمة المثلجة أو الأطعمة المخرشة للفم والبلعوم سيما الأطعمة السريعة والمقلية وكثيرة التوابل وقد أضحت شائعة بين الأطفال دون حسيب أو رقيب، وعند إهمال صحة الفم والأسنان، كما أن هناك استعداد وراثي خاص عند بعض العائلات للإصابة بالتهاب اللوزات المتكرر.
يجب معالجة التهاب اللوزات بشكل جيد وبعد استشارة الطبيب، وأكثر المضادات الحيوية المستخدمة في معالجة التهاب اللوزات الحاد، ويجب أن يستمر العلاج لمدة أسبوع وبشكل متواصل حسب تعليمات الطبيب المعالج. إن العلاج الناقص لمدة يوم أو يومين يؤدي إلى شفاء ناقص، الأمر الذي يساعد على تكرار الإصابة، ومن ثم حدوث الالتهاب المزمن، لذلك يؤكد الأطباء، وفي أكثر من مناسبة ضرورة استعمال العلاج حتى نهايته أي لمدة أسبوع تقريباُ، وعدم الاكتفاء بالعلاج لفترة قصيرة والانقطاع عند تحسن حالة المريض، وانخفاض الحرارة المرتفعة.
ما هو التهاب اللوزات المزمن؟
ويقصد به حدوث تكرار في التهاب اللوزات الحاد عدة مرات في السنة، مع زيادة مقاومة هذا الالتهاب للعلاج الدوائي، يشاهد الطبيب الفاحص في هذه الحالة حدوث ضخامة في اللوزتين وتشكل أجربه على سطح اللوزة وهي عبارة عن احتفارات عميقة، يتجمع داخلها مفرزات ومواد جبنية بيضاء، وفي هذه الحالة أي عندما تتكرر الهجمات الالتهابية رغم المعالجة، وتشكل أجربه عديدة على سطح اللوزتين (التهاب اللوزتين الجرابي المزمن)، يُنصح باستئصالهما للتخلّص من هذا الالتهاب المتكرر ولتجنب المضاعفات الممكن حدوثها
ما هي أهم المضاعفات الممكن حدوثها من جراء التهاب اللوزات المتكرر؟
يمكن أن تحدث الكثير من المضاعفات كالتهاب الكلية الحاد، وخراج حول اللوزة، وخراجات البلعوم، والتهابات الأذن الوسطى وغيرها، غير أن أهم هذه المضاعفات هي الحمى الرثوية، وتعرف بالعامية بروماتيزم اللوزتين ويرجع السبب فيها إلى السموم (الذيفانات) التي تفرزها بعض أنواع الجراثيم و هي من سلالات المكورات العقدية التي تصيب اللوزتين بالالتهاب فتنتشر بالدم ثم تقوم بتخريب أقسام من العضلة القلبية و الأوعية الصغيرة و ينجم عن ذلك في بعض الأحيان حدوث إصابات جزئية أو كاملة، وفي صمام أو أكثر من صمامات القلب، لذلك ينظر الأطباء إلى الحمى الرثوية على أنها من ألد أعداء القلب عند الأطفال، ورغم أنها وكما ذكرنا تكثر عند الأطفال، فإن فرصة حدوثها تقل مع تقدم العمر، هذا وينبغي أن نشير هنا إلى أن هذه الحمى الرثوية يمكن أن تنجم أيضا عن أي التهاب بهذا النوع من الجراثيم قد يقع في اللوزتين أو البلعوم أو الجلد، لذلك يخطئ الكثير من الناس، عندما يظنون أن التهاب اللوزتين هو السبب الوحيد لحدوث الحمى الرثوية، وأن استئصال اللوزتين يعني زوال كل احتمال للإصابة بها. و من هنا ينبغي أن نؤكد في هذه المناسبة ألا يسعى الأهل لاستئصال اللوزتين خوفا من حدوث الحمى الرثوية، إذ أن ذلك لا يمنع حدوث الحمى الرثوية من جهة، و من جهة أخرى فإن هناك حالات واضحة يقررها الطبيب الاختصاصي لاستئصال اللوزتين في حال وجود التهاب اللوزتين المزمن من ضمنها حدوث التهاب لوزات حاد يتكرر أكثر من 5 مرات بالسنة رغم المعالجة الكاملة، أو حدوث خراج حول اللوزة، وعند الضخامة الشديدة في حجم اللوزات التي تؤثر على التنفس وحالات أخرى يقررها الطبيب المختص، فالطبيب المختص هو وحده القادر على تقرير متى تكون هناك حاجة أو ضرورة ملحة لاستئصال اللوزتين والوصول بالمريض إلى شاطئ الصحة والأمان.
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/