الحياة مدرسة كبرى، وهي مسيرة طويلة، مليئة بالصعاب والتحديات والأماني التي نود ونجتهد لتحقيقها في مختلف مراحل حياتنا.
في هذه المسيرة، من الكفاح والعمل المتفاوت في القدرات والإمكانات، نظل نتعلم منها منذ الصغر وحتى الكبر، ورحلة التعلم واكتساب الخبرات الحياتية، لا تتوقف. فمنذ الصغر نبدأ نتعلم ونكتسبُ معارفنا وخبراتنا البسيطة الأساسية، عن طريق والديَّنا اللذين يؤسسان فيها بداية رحلة حياتنا التي ننطلق فيها بسلاح التربية التي قوامها الأخلاق والقيم الفاضلة.
ما أجمل الحياة، إذا كان قوامها الأخلاق الفاضلة، فبها تستقيم الحياة، ثم ننطلق بعد ذلك في مشوار الحياة، نتلقى شتى المعارف، ونكتسب الخبرات المتنوعة بين حالات النجاح والفشل.
هذه التجارب بين النجاح والفشل، وما تُمثله من مؤثرات بين الإيجاب والسلب، هي مدرسة، نتعلم منها أسمى القيم الإنسانية المفيدة والمحفزة، للأمل، الصبر، الإرادة، والعزيمة التي لا تعرف الكلل، بل على العكس من ذلك، نتعلم في حالة الفشل في تحقيق هدف ما، كيفية المواجهة الحقيقية في التعامل مع الناس والأشياء بعقلانية واعية، وبحسن التصرف الإيجابي.
فبهذه العوامل وغيرها، لها نستطيع مواصلة مسيرة النجاح، مهما كانت العقبات. الحياة كلها تحديات، ولا بد من مواجهتها بعزيمة وكفاح، يخلق النجاح، والإنسان إذا فقد الإرادة، فهو غالباً ما يقع في مطبات الإخفاق في تحقيق أمانيه وأهدافه.
الحياة تتطلب منا الشعور بالوعي والمسؤولية تجاه نفوسنا ومجتمعنا، فلا يمكن تحقيق مختلف الأماني والأهداف من دون تحمل هذه المسؤولية، بإيمان قوي، وثقة بأنفسنا وقدراتنا الذاتية. ولكي نكون من الناجحين في حياتنا، يتوجب علينا إدراك هذه المسؤولية وأداؤها بكل محبة واطمئنان في تعاملنا مع شتى مظاهر الحياة، بمختلف أبعادها ومؤثراتها. والحياة في مجملها جميلة، ولكن بقدر شعورنا وتفاعلنا مع مظاهرها وأحداثها بإيجابية، بقدر ما سنشعر في أعماقنا بأننا قادرون على تجاوز الصعاب، وتحقيق الكثير من الطموحات.
وهكذا هي الحياة، كفاح مستمر، فيها دروسٌ وعبر لنا، ويبقى التوفيق من رب العالمين، وما علينا سوى العمل بإخلاص وتفانٍ، لنبني حياة ملؤها الأمل والتقدم والازدهار.
همسة قصيرة:
تحديد الأهداف من عوامل النجاح
صالح بن سالم اليعربي رجل عصامي قَدِمَ من عمان إلى إمارة أبوظبي عام 1975، وعلى الرغم من تعرضه للشلل في العشرين من عمره، نتج عن حركة رياضية، لكن هذه المحنة لم تزده إلا إقبالاً على الحياة، وبعد أن انقطع عن الدراسة ما يقارب 27 سنة، ولم يكن في حوزته وقتها إلا الشهادة الابتدائية، والكثير من العزيمة والإصرار على الدراسة وحفظ القرآن ما قوى لغته وإرادته، وأثمرت جهوده مقالات ومؤلفات ومحاضرات لامست القلوب والعقول وأوقدت جذوة التحدي والتغلب على المصاعب لدى الكثيرين في المجتمع.
واصل تعليمه وحصل على شهادة الثانوية العامة من عمان مسقط رأسه، ثم عاد إلى مقر إقامته في أبوظبي مرة ثانية، ليسير على خطى النجاح فانتسب إلى جامعة الحصن وحصل على بكالوريوس إدارة نظم المعلومات بدرجة امتياز، ثم ماجستير إدارة أعمال، وتوج مسيرة كفاحه بفوزه بجائزة أبوظبي للإبداع 2010 (في دورتها الخامسة).
له عدة إصدارات:
- لا إعاقة بل إرادة وانطلاقة
- خواطر وقراءات (من إصدارات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية)
- فيض المشاعر (من إصدارات مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية)
- إشراقة وانطلاقة
- رحلتي مع الصبر
- إعجاز وإنجاز
وأحدثها كتابه: صدى المشاعر