عند النظر إلى هذا الكم الكبير من الرحلات التي تحمل في طياتها الظاهرة المشاركة في عدد من المؤتمرات والدورات العربية والإقليمية ـ ونادرة هي الدولية ـ والتي تحمل شعارات وعبارات يفتقر من ابتعث أو ذهب للمشاركة فيها أدنى معرفة أو دراية بمضمونها.
والغريب في الأمر أن هذه الرحلات ـ وليعذرني القارئ الكريم لقولي رحلات ـ لأن صفة المشاركة لم تتحقق لما تم ذكره انفاً.
وأقول إن الغريب في الأمر أن قائمة أسماء المشاركين غالباً ما تكون لنفس الأشخاص أو هكذا يبدو أنه من غير الجائز تغييرهم لأنهم من قادة ذوي الإعاقة أو لأنه كان لهم شرف سبق التواصل مع الجهة المنظمة. ومع خالص تقديري للجميع فالجرم ليس جرمهم طالما (الأمور طيبة) والأمر الجدير ذكره هنا أن من يتم إرسالهم أشخاص قد تكون معارفهم ومعلوماتهم قاصرة وبسيطة تحد من فعالية مشاركتهم التي ذهبوا من أجلها ودعونا نقدم العذر هنا ونقول إن من المحتمل أن من يتم ابتعاثهم للمشاركة يكون الهدف الأسمى من مشاركتهم تنمية معارفهم وتطوير معلوماتهم حتى يفيدوا الآخرين لتعم الفائدة والمعرفة للجميع.
ولكن من العجب العجاب أن من يذهبون للمشاركة في مثل هذه المؤتمرات أو الدورات أو….. يعودون كما ذهبوا ربما لأن فاقد الشيء لا يعطيه أو لأن من يذهب إلى تلك المشاركة يذهب حتى يقال إن فلاناً سافر إلى دولة كذا… أو ربما لأن من يذهب للمشاركة يكون انشغاله الدائم وتركيزه على أمور شخصية وترفيهية حتى يكاد المرء يظن أن المذكور في عالم آخر عن الحاضرين!!
لكم تمنيت أن يكون لهؤلاء المبتعثين حضور فاعل في هذه المؤتمرات التي تٌعنى بشؤون ذوي الإعاقة بدلاً من الاستماع أو النوم أحياناً أثناء الجلسات!! وأن تكون مشاركتهم بأوراق عمل يستطيع من خلالها أن ينقل صورة واضحة عن تجاربنا في تأهيل الأشخاص من ذوي الإعاقة، ويعكس صورة مشرفة عن القليل في معرفة الآخرين وعن شخصيته هو كمشارك!! وكم أتمنى أن يكون لهولاء المشاركين القليل من الجرأة ولو بطرح الأسئلة والمداخلات من أجل أن يشعر الذي من حوله أن هناك مشاركاً يمثل بلده حقيقة!! لأنه قد ينتهي المؤتمر ولا يدرك الحاضرون ـ باستثناء المنظمين ـ أن هناك مشاركين من هذا البلد.
حبذا لو تكون هناك آليات وضوابط لمن يتم إرسالهم للمشاركة من أجل أن ننقل للآخرين من حولنا أن ثقتنا بأنفسنا متأصلة ورائدة في رعاية وتأهيل ذوي الإعاقة، وأن من يشارك يمثل حقيقة كل الأشخاص من ذوي الإعاقة في اليمن.
آمل أن تكون مشاركاتنا في المؤتمرات والندوات والدورات وغيرها مشاركة فاعلة من أجل غاية تطوير مفهوم الرعاية والتأهيل وترسيخ الحقوق للأشخاص من ذوي الإعاقة في وطننا الغالي