الأطفال نعمة وهبنا الله عز وجل إياها ويمثلون الثروة الحقيقية لأي مجتمع يجب الحفاظ عليها وذلك لضمان نمو جيل معافى قادر على العطاء.
وفي هذا المجال فإن جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية تحرص على وضع الأسس الكفيلة بتطبيق شعارها: (ندعم اختيارك الطبيعي) لمنح كل طفل بداية سليمة من أجل مستقبل صحي ومشرق.
وعلى الرغم من أنّ الرضاعة الطبيعية هي من الممارسات الطبيعية، فإنّها تمثّل أيضاً سلوكاً يُكتسب بالتعلّم. وهي بحاجة إلى دعم دائم من قبل أفراد ومؤسسات المجتمع، فالأم المرضع تحتاج الى دعم نفسي من داخل الأسرة وخاصة الزوج، ومن المجتمع كالمؤسسات الداعمة للرضاعة الطبيعية، وهي بحاجة إلى المعلومات الصحيحة مع إشعارها بالأهمية البالغة للرضاعة الطبيعية وأثرها الإيجابي الكبير على صحتها وصحة ونمو طفلها وتطوير قدراته الفكرية والجسدية.
ومن أجل تحقيق هذا الهدف لابد من إقامة دورات لتوعية الأمهات الحوامل بأهمية الرضاعة الطبيعية وكيفية التغلب على معوقات الرضاعة، وأن يكون ذلك بشكل دوري في جميع المستشفيات والمراكز الصحية ووسائل الإعلام المختلفة.
وبالفعل فقد حرصت جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية على تطبيق ذلك عملياً، فكان من ضمن أهدافها إعداد مرشدات متطوعات يتم تدريبهن لمساندة وتشجيع وحماية الرضاعة الطبيعية في المجتمع والوصول إلى لأمهات على مستوى إمارة الشارقة وكذلك باقي إمارات الدولة لتوعيتهن بأهمية الرضاعة الطبيعية ودعمهن وتشجيعهن عليها.
وتم استحداث خط الدعم الهاتفي الذي يعمل يومياً على مدار الأسبوع باللغات العربية والإنجليزية والأوردو حيث تقوم المرشدات بالرد على الاستفسارات وتزويد الراغبات بمعلومات حديثة خاصة بالرضاعة بطريقة ودية وبسرية تامة.
وكانت للجمعية ومضات مضيئة في المجتمع من أجل تيسير ودعم الرضاعة الطبيعية من خلال المساهمة في دعم البرامج والأنشطة المتعلقة بالأمهات المرضعات وتشجيع العمل التطوعي لدعم هذه البرامج والأنشطة، فضلاً عن توفير وحدات الرضاعة في مراكز ومستشفيات إمارة الشارقة لدعم وتشجيع الأمهات على إرضاع أطفالهن رضاعة طبيعية عن طريق توفير بيئة مناسبة لهن في كل أماكن تواجدهن، وفي الوقت ذاته تعليمهن وتدريبهن على كيفية الرضاعة والوضعيات الصحيحة.
وهنا لا بد من الإشادة بقرار صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة والخاص برفع مدة إجازة الوضع للأم العاملة من 60 إلى 90 يوماً ما سيؤدي إلى الاستقرار النفسي والعاطفي المتبادل بين الأم والطفل، وكذلك دعم رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي الرئيسة الفخرية للجمعية بأن تكون الشارقة إمارة صديقة للطفل، فكلما زادت فرصة الرضاعة الطبيعية للطفل في هذه المرحلة العمرية عاد عليه ذلك بالصحة الجسدية والنفسية له ولأمه أيضاً.
(*) مرشدة في جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية بإدارة التثقيف الصحي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة