معاً يداً بيد مع كل يد تمتد لتصنع للصم العرب المجد مجد حاضرهم ومستقبلهم الأفضل
معاً نحقق لهم الأمل الغائب القادم الذي طال انتظاره أمل الصم في أن يتكلموا أن يتعلموا أن يرتقوا بالعلم.
الأمل عمل معاً نعمل من أجل أصم عربي متعلم معاً نعمل من أجل أصم عربي متميز
أما آن للصم العرب الذين يركبون سفينة الحياة التي طال رسوها وسط بحرهم الصامت تتجاذبهم تتقاذفهم من كل الجهات لغات إشارية متعددة متفرقة الأشكال مقابل كلمة بينة المعنى محددة البيان في لغتنا بل وأن بعضها متعصب لما رسمت يداه من أشكال الإشارات قلّ منها وندر وكان له أثر في تعليمهم وارتقائهم بالعلم!
أما أن لهم أن يتحركوا نحو الشاطئ شاطئ الأمن والأمان حيث الأمل بكل ألوان الطيف في انتظارهم ترفعه أيدينا ترسمه أياديهم بلغة إشارية ترتشف من معين لغتنا العربية ما يسحر العيون حركاتها منها ينهلون ما طاب لهم من العلم وبحروفها يكتبون ما شاء لهم من طيب الكلم لغة إشارية واحدة موحدة تتدفق إلى القلوب تهز مشاعرهم كما هزت لغة الكلام قلوبنا!
الصم العرب الحاضر؟ والمستقبل إلى أين؟.
لنجعل من أسبوع الأصم العربي السادس والثلاثين الخطوة الأولى على طريق تعليمهم اللغة العربية حسب قواعدها الجميلة
ليكن شعارنا هذا العام الأمل عمل معاً نعمل من أجل أصم عربي متعلم معاً نعمل من أجل أصم عربي متميز
الأخوة والأخوات العاملون مع الصم العرب أينما كنتم وكانت مواقعكم تعلمون جميعا أننا نواجه صعوبة كبيرة في تعليم الصم لغتنا العربية حسب قواعدها وانضباط سياقها في حدود المفردة وإطار الجملة والنص وأن الصم يجدون صعوبة أكبر في تعلم لغتنا والسبب واضح وبيّن وهو ليس في العاملين معهم وإن كان بعضنا يتحمل جزءا من تلك الأسباب ولا في الصم أنفسهم ولا في المناهج التعليمية التي شملتها هذه التهم إنه في لغة الإشارة المتداولة بين أيديهم وأيدينا
واقع لغة الإشارة
لغة إشارية بشكلها الاصطلاحي الذي رُسمت به والمعنى الذي تحمله لم يرق إلى مستوى بعض معاني الكلمات التي رُسمت بالإشارة وقد مضى على تداولها عقود وعقود لم يرق بتعلمها من الصمإلا ما قل ذكره.
لغة إشارية أسماؤها معدودة وأفعالها محدودة وكثير من أنواع حروفها مفقودة ولا تحمل من مشتقات لغتنا إلاّ ما قل ذكره.
لغة إشارية انساقت على غير ما استقامت عليه لغتنا العربية الجميلة من المفردة إلى الجملة والنص.
الصم والقاموس الإشاري الموحد
لغة إشارية يطالب بعض الصم العرب ومن يعمل معهم بخصوصية وقطرية لغة إشارة كل بلد فالصم في الإمارات العربية المتحدة وفي المملكة العربية السعودية وفي البحرين وفي تجمعات بعض الدول العربية الأخرى يطالبون بلغتهم الإشارية المحلية التي اعتادوا التواصل بها يرفضون العمل بمصطلحات القاموس الإشاري العربي الموحد الذي جمع بين طياته ما يزيد عن ???? كلمة على صيغة مصطلح إشاري للصم العرب اُتفق على رسم أشكالها ومعانيها من قبل مجموعات مختارة من الصم العرب ومن العاملين أنجزوا الجزء الأول والثاني من القاموس الموحد في في السنوات الماضية بإشراف جهات عربية رسمية.
القاموس من حيث المبدأ خطوة رائعة ومهمة لجمع الصم العرب على لغة إشارية واحدة موحدة تمكنهم من حسن التواصل فيما بينهم رغم بعد المسافات التي قربها التلفزيون وظهور مترجمي لغة الإشارة على زاويته وفي النت ظهرت منتديات للصم من مختلف البلاد العربية كل مجموعة تهتم بأعضائها ومن يميل إليهم
من حيث المنطق وقولة حق: لهم الحق، فبأيديهم وبأيدي من عمل معهم صنعوا إشارات اصطلحوا على شكلها والمعنى الذي تحمله.
إشارات اعتادوا التواصل بها ضمن بيئتهم التي تجمعهم وتعارفوا عليها مع الأهل وبها تبادلوا بعض المعارف ونقلوها فيما بينهم فمن الصعب أن تطلب منهم تركها واستخدام غيرها وقد عاشوا عليها.
وهناك مجموعة أخرى تدعو وبإصرار لاستخدام القاموس الموحد رغم بعض الانتقادات التي وجهت إليه والملاحظات على بعض مصطلحاته التي أقروها.
ثنائية اللغة أو وحدة اللغة
أمر آخر برز مؤخرا على ساحة بعض الصم العرب وفي الدول العربية التي رفضت القاموس الموحد وهو أن الصم ثنائيّو اللغة ثنائيو الثقافة وصارت الدعوة إلى ذلك على مستوى الدعاية والتدريب على ثنائية اللغة ثنائية اللغة تعني أن للصم لغتان لغة الإشارة التي يتواصلون بها واللغة العربية التي تعلموها ليقرؤوها ويكتبوا بحروفها فعليهم أن يتعلموا اللغة الإشارية حسب ما اعتادوها وركبوها على أيديهم وتعلم اللغة العربية بقواعدها وضوابطها مع العلم أن لغة الإشارة تستمد معانيها من معاني لغتنا وإن كانت ليست على نفس درجة المعني في الكلمة المقابلة لها؟ ثنائية الثقافة وتعني ثقافة الصم أنفسهم وما هم عليه من تقاليد وعادات وأعراف وغير ذلك مما يشكل من ثقافة وأعتقد انها مستمدة من ثقافة المجتمع الذي يعيشون فيه.
الدعوة إلى قُطرية كل لغة إشارية باعتبارها خصوصية محلية والدعوة إلى ثنائية اللغة والثقافة للصم العرب أمر يستحق أن نقف عنده الموقف الذي يستحقه صحيح أنهما لغتان مختلفتان في الإرسال والاستقبال لكنهما متفقتان في المعنى وإن كان المعنى لم يرتق بعد إلى مستوى مضمون معاني الكلمات في لغتنا وأن التعبير الإشاري في إطار الجملة ليس على صورة التعبير المنطوق أو المكتوب في لغتنا والذهاب بمنحى تعليم الصم لغتين كل واحدة منعزلة عن الأخرى وحسب ما اعتاده الصم من تركيب وقواعد إشارية انساقت على غير السياق اللغوي المعمول به وما حفظوه من لغتنا.
الأخذ بثنائية اللغة وكأنهما لغتان منعزلتان منفصلتان عن بعضهما أمر يجب التفكير به جيدا إن ما أدعو إليه هو لخير الصم العرب ولصالح تواصلهم مع بعض بلغة إشارية واحدة موحدة على أسس وقواعد لغتنا الجميلة ولصالح تعلمهم لغتنا الواحدة التي نفهمها جميعا
ثنائية الثقافة أم وحدة الثقافة
ثنائية الثقافة وتعني ثقافة الصم زنفسهم وما هم عليه من تقاليد وعادات وأعراف وغير ذلك مما يشكل من ثقافة
فالصم يعيشون في وطن واحد لغته واحدة وثقافته واحدة وهم يبنون لغتهم الإشارية من معاني كلام لغتنا لغة أهلهم ومجتمعهم السامع الناطق وإن كانت لهم ثقافة خاصة كانت وستكون مستمدة ومكتسبة من ثقافة أهلهم والبيئة المحيطة ومن كل ما يشاهدونه بأعينهم ومن مواقف إنسانية أو اجتماعية أو أخلاقية يحدثها سلوك من حولهم من الأسرة إلى المجتمع الكبير ومن ثم ينقلونها فيما بينهم بلغتهم الإشارية في تجمعاتهم التي يتواجدون فيها.
الدعوة إلى لغات قُطرية محلية والدعوة إلى ثنائية اللغة والثقافة للصم العرب / من وجهة نظر خاصة / أجد فيه من الخطورة على حاضر تواصل الصم ومستقبلهم ما يجعلني أثير هذا الأمر على كل مستوى وقد عشت معاناة الصم العرب منذ ثلاثة عقود من الزمن ومن الأيام الأولى لدخولي عالم الصم في أيلول / سبتمبر عام 1979 وفي أول مؤتمر أحضره عام 1980 ولعل محاضر المؤتمر تشهد أني تقدمت بأول توصية أقترح فيها توحيد لغة الإشارة بين الصم العرب رغم قلة عدد مفرداتها في ذلك الوقت والمعنى البسيط الذي كانت تحمله تلك المفردات الإشارية عشتها بعيون الأهل الذين آلمهم التحاق ولدهم بعالم الصم؛ عالم الذين يتواصلون بلغة الإشارة ولم تقر أعينهم بأصم ارتقى بتعلمها عبر عقود كثيرة من الزمن مضت عشتها بعيون الصم وهي تنظر حائرة فيما ترى ويدور حولها من صور الحياة وأحداثها وهم يفقدون جمال التعبير عنها كما نعبر بلغتنا عشتها بعيون معلمي الصم الذين كانوا ومازالوا يبحثون عما يساعدهم في شرح درس أو توضيح نص أو إعلان خبر.
أمر مؤلم ان ترى الصم العرب تتجاذبهم تتقاذفهم لغات إشارية متفرقة ومتنوعة الحركات مقابل كلمات من لغتنا العربية التي بها يقرؤون وكثير من معانيها يجهلون وبحروفها يكتبون ما قل من كلام حفظوه
لغات إشارية لا ناظم لها ولا جامع بينها إلا ما قل ذكره في بعض المصطلحات الوصفية العامة أما المصطلحات الخاصة فقد اتفقوا عليها ضمن تجمعهم الخاص بهم لغات متفرقة جعلتهم حبيسي لغة مجموعتهم التي فيها يتواجدون وإن قل عددهم أو كثر.
ظاهرة صناعة المصطلحات الإشارية
لغات إشارية عجزت عن إكساب الصم العلم عن طريق التعلم كما تفعل اللغات عجزها لغة الإشارة وقصور أبجدية لم تعوضهم ما فقدوه من لغة كما تفعل الأبجديات. أدى إلى ظهور ظاهرة صناعة المصطلحات الإشارية على أيدي كل من عمل مع الصم لتعويض النقص في مفرداتها الإشارية وتوفير المفردات الإشارية التي يحتاجونها في عملية نقل المعرفة من أصولها في الكتب إلى الصم وفي استكمال عملية التواصل بينهما بصورة أفضل.
فكثر صنّاعها بين العاملين مع الصم، في كل بلد عربي، في كل مدرسة، في كل جمعية، في كل ناد للصم أو مركز، حتى الأهل الذين لا يجدون ما يحتاجونه من إشارات في لغة من سبقهم يبتكرون إشارات ويتفقون على معناها مع طفلهم الأصم أكثر من ذلك هناك من لا تعجبه بعض الإشارات ويرى أن ما أنجزته يداه هو أفضل مما أنجزه غيره، ويتحدى بها كل من عمل مع الصم من قريب أو بعيد. ويناضل من أجل بقائها على أيدي من يتعامل معهم من الصم أعتقد أن ظاهرة صناعة الإشارات أدت إلى ظاهرة المطالبة بخصوصيتها والانفراد بها ضمن تجمع معين أو ربما في بلد معين.
صناعة الإشارات أوجدتها الضرورة ليس في أمرها سوء، ولكن السوء في اختلاف الإشارات التي يصنعون وتعدد أشكالها التي يرسمون مقابل كلمة واحدة موجودة في لغتنا الواحدة.
لغة إشارية كثر صُنّاعها فكثرت إشاراتهم فاختلفت فاختلفوا فاختلف معهم الصم على مستوى الوطن العربي!!
صناعة ستنتهي عندما نجد النظام الإشاري الموافق والمطابق لنظام لغتنا الذي يحمل مورثاتها ذاتها في البناء والتركيب والتحليل في الاشتقاق والتصريف ويوفر للصم وللعاملين معهم كل ما يحتاجونه من مفردات إشارية للتواصل بها فيما بين الصم وبين ما هو مكتوب على صفحات الكتب.
صناعة الإشارات وتعدد اللغات الإشارية بين الصم العرب باعتبارها لهجة خصوصية محلية فيها من الخطورة على مستقبل تواصلهم ما لا تحمد عقباه
وكما تجمعنا اللغة العربية المنطوقة؛ الفصحى والمكتوبة بحروف لغتنا الواحدة يجب أن يجتمع الصم العرب على لغة إشارية فصحى بها يتواصلون وبها ينقلون المعارف فيما بينهم ويكتبون كما نكتب فالكتابة هي القاسم المشترك الأعظم بيننا وبينهم.
جاء في المحاضرة التي ألقاها الدكتور عائض القرني على قناة الجزيرة مباشر إعادة تسجيل يوم الجمعة 22 تشرين الأول / أكتوبر 2009 الساعة الثالثة بعد الظهر بعنوان أمانة التعليم: أن مفردات لغتنا الجميلة البيان 40 مليون مفردة تصور معي من حيث الكم مليون مفردة على شكل مصطلح صحيح نحن لا نستخدم منها إلا ما نحتاجه في تواصلنا وتعلمنا ولكن نفهم أكثر ما نقرأ أو نسمع وإن وردت مفردة جديدة أو غريبة نسترجع معناها من المعجم.
// أزمة ستستمر ما دام هناك حاجة لصنّاعة المصطلحات الإشارية مقابل ملايين من مفردات لغتنا // من حق الصم العرب أن تكون لهم لغة إشارية فصحى واحدة مبنية على أسس وقواعد وضوابط لغتنا
تساؤلات هامة
أسئلة كثيرة أكبر من أن تكون استفسارية فقط بل هي حاجة ملحة لأجوبة صريحة وواضحة من كل مهتم بالصم على مستوى الوطن العربي.
أسئلة مهمة يفرضها واقع الصم الذي يعيشون لعل الإجابة عليها تساعد في وضع الحل الذي ينتظره الصم منا لحل مشكلة معاناتهم في التعلم واكتساب المعرفة.
هل هي في الصم أنفسهم؟ هل هم السبب في عدم التعلم واكتساب المعرفة؟
- من وجهة نظر علمية صحيح أن الصم غير قادرين على حل مشكلة تعلمهم لأن فاقد الشيء لا يعطيه هل تتفق مع هذا القول أم لا؟
- هل هي في لغة الإشارة الدارجة على أيديهم وبها يتواصلون هل هي السبب ولماذا؟ معذرة لأني سأجيب باختصار عن هذه الأسئلة.
- هل هي في أبجدية الأصابع التي لم تعوضهم ما فقدوه من لغة كما تفعل الأبجديات.؟
أبجدية الأصابع التي يستخدمون:
بشفافية وتجرد وقد مضى على تداولها أكثر من عقدين ونصف من الزمن! هل عوضت الصم ما فقدوه من لغة كما تفعل الأبجديات البشرية عامة؟ هل هي التي يحتاجون؟
هل هي في المعلمين العاملين مع الصم؟ هل هم السبب كما يدعي أكثر الصم لعدم معرفتهم بلغة الإشارة؟ بعض المعلمين يتحمل جزءا من المسؤولية ( الذين ينطبق عليهم قوله تعالى: {إنّا وجدنا آباءنا على أمّة وإنّا على آثارهم مقتدون مهتدون».
هل تعتقد أن الصم كثيرو النسيان كما ورد على ألسنة بعض العاملين معهم ؟
أكثرنا يشاهد القنوات العربية التلفزيونية الكثيرة ويشاهد على زاوية كل تلفاز ومع كل نشرة أخبار مترجماً للغة الإشارة يؤدي حركات اصطلاحية تقابل كلمات وردت في نص النشرة يقوم المترجم بترجمتها إلى لغة الإشارة.
ترى لو أتينا ببعض الصم من البلد ذاته الذي يقوم بالترجمة إلى لغة الإشارة؟ هل يفهم كل واحد منهم كل ما يترجمه المترجم وبدرجة الفهم ذاتها!؟
لو طلبنا من بعض الصم المتعلمين التعبير بالكتابة عما يشير إليه المترجم
ترى هل يحسنون التعبير الكتابي عن ذلك؟؟
ترى لو كانوا من غير بلد القناة التي تقوم بالترجمة إلى لغة الإشارة!؟
هل يفهم كل واحد منهم كل ما يترجمه مترجم لغة الإشارة؟
تساؤل آخر:
لماذا يحتاج الصم العرب إلى مترجمين لنشرة الأخبار وللتواصل مع آخرين من ذوي السمع والكلام!؟
ترى لو كان الصم العرب على مستوى من التعلم هل هم بحاجة لمترجمين!
ألا يكفي أن يقرأ الأصم ما كتب على شريط الأخبار!؟
ألا يكفي أن يستخدم الصم الكتابة في التعبير عن حاجياتهم في أكثر المواقف التي يتعرضون لها!؟
ترى لو كانت لغتهم الإشارية على صورة واحد من لغتنا من حيث التركيب والمعنىهل يتهم الصم بعد ذلك بأنهم السبب في تخلف تعلمهم أو غير ذلك من التهم التي تلقى عليهم؟
ترى هل تتهم المناهج المدرسية أنها السبب في ذلك التخلف الذي هم عليه وتدني تعلمهم لأنها لا تتناسب وحاجاتهم الخاصة في التعلم واكتساب المعرفة !؟
هل بعد ذلك يتهم معلمو الصم أنهم السبب في تدني تعلمهم لأنهم لا يعرفون لغة الإشارة ولا يتقنونها وأنهم غير قادرين على توصيل المعرفة إلى الصم؟
أعتقد ومن وجهة نظري لا إلاّ إذا كان المعلم القائم على تعليم الصم غير مؤهل تربويا معذرة لأني أجبت على هذا السؤال.
اللغة الإشارة التي يحتاجها الصم العرب
سؤال مهم من بين أسئلة كثيرة أهم ما هي اللغة الإشارية التي يحتاجها الصم للتعلم واكتساب العلوم المتنوعة وتؤدي للتواصل الصحيح والسليم فيما بينهم؟
اللغة الإشارية التي يحتاجها الصم هي اللغة التي يطابق نظامها نظام قواعد وضوابط لغة المجتمع الذي يعيشون فيه، لأنها مصدرهم للتعلم واكتساب المعرفة بأنواعها إن اختلفت في الإرسال والاستقبال عن لغة مجتمعهم اتفقت في المضمون وهو المعنى الذي يحتاجه الصم لفهم الكلام المنطوق والمكتوب في لغة مجتمعهم في شتى الفروع المعرفية.
اللغة الإشارية التي يحتاجها الصم تتفق وحاجاتهم لمحاكاة الكلام وتقليد استخدامه في التواصل مع الأهل والمجتمع وفهم قراءة الكلام من شفاه الناس تتفق مع ما اتفق فيها، وتختلف مع ما اختلف منها. بدءاً من الحروف ودلالتها على الأصوات، من حيث هي حروف مبنى وحروف معنى تفقد لغة الإشارة دلالاتها ويجهل الصم الكثير من معاني مواقعها في الكلام كفهم دلالة حروف المعاني ومعاني حروف الضمائر كتاء الفاعل وكاف الخطاب وهاء الغائب وغيرها مما في لغتنا وانتهاءً بالكلمات من حيث هي ألفاظ منطوقة تدل عليها دلالة مكتوبة مقروءة تسمت بها الأشياء في الوجود الحسي والمعنوي وما تختص به كل كلمة اسماً كانت أو فعلاً حرفا من معنى منفرد في ذاتها، أو في إطار الجملة والنصوص المختلفة في صدور الكتب وبطونها وما تحتويه من معارف وعلوم في مناهج الكتب المدرسية ومراحل التعلم. تماماً كما تعلّم كل واحد منا من البيت إلى ما انتهى إليه تعلمه.
أخي المهتم بتعليم الصم
معلما كنت أم مترجماً وقفة تأمل موضوعية وشجاعة مجردة عن الذات نبحث فيها عن الأسباب التي حالت دوننا وتوصيل المعلومة إلى الصم وأدت إلى ضعفهم في اكتساب المعرفة بأنواعها وقفة شجاعة هي الآن أفضل وقبل أن يطول الزمن وتبعد المسافة بين الأصم وتعلمه.
لغة إشارية واحدة موحدة على صورة لغتنا هي القادرة على حل مشكلة المعلم والمتعلم من الصم وهي القادرة على الارتقاء بالصم باكتساب العلم عن طريق التعلم كغيرهم ممن تعلم وارتقى بالعلم بل وتكافح أميّة من هم بحاجة لمكافحة جهلهم.
لغة إشارة فصحى على صورتنا العربية
هنا يكمن السؤال الأهم والأكبر: كيف نرقى بلغة الإشارة المستخدمة على أيدي الصم العرب إلى مستوى لغتنا العربية الجميلة التي بها يقرؤون فيقطفون من معانيها ما طاب لهم من حسن الكلام وبحروفها يكتبون أجمل البيان.
وهو ما تمّ إنجازه وتحقيقه في نظام المطابقة بين لغة الإشارة ولغتنا العربية في التركيب والمعنى
نظام المطابقة
ونعني بنظام المطابقة: جعل لغة الإشارة لغة إشارية فصحى على صورة واحدة ومطابقة لنظام لغتنا العربية في تركيب المفردات والمعنى الذي تحمله بدءا من الحروف من حيث هي حروف مبنى ومعنى وانتهاء بتركيب الكلمات من حيث هي ألفاظ منطوقة دلت عليها كلمات مكتوبة.
اعتماد الأبجدية الإشارية الدالة على الأصوات المنطوقة التي يستخدمها المعلمون في تعليم الصم نطق الأصوات وتقليد الكلام ومحاكاته لأنها أول ما يقرأ الأصم من وجوه الأهل والناس وأول ما يتعلم من نطق وأول ما نربط بينه بدلالته المكتوبة. وهي معروفة من قبل كل من يعمل في تعليم الصم النطق.
نظام التركيب الأبجدي الإشاري بحركة اليدين الذي يطابق تركيب الكلمة المنطوقة بدلالتها المكتوبة بطريقة علمية مدروسة توافق تركيب الكلمات حسب أوزان الأفعال في لغتنا.
نظام مطابقة المصطلحات الإشارية المستخدمة على أيدي مختلف الصم العرب اسما كانت أو فعلا أو حرفا إشارياً.
في الأسماء كتحويل بعض الأسماء من المذكر إلى المؤنث بالتاء المربوطة ومن المفرد إلى المثنى بالألف والنون أو الياء والنون من إلى الجمع السالم بالواو والنون أو الياء والنون وجمع التكسير.
في الأفعال كتصريف الفعل الإشاري في الماضي والمضارع والأمر ومع كل الضمائر في المعلوم والمجهول.
وكذلك في الحروف الإشارية وما يتصل من ضمائر.
مواليد: صفد ـ فلسطين عام 1940
الجنسية عربية فلسطينية.. كندية
الخبرات السابقة:
- عملت معلم صف ضمن البعثة التعليمية السورية في الجزائر من عام 1967 وحتى 1973 (6 سنوات).
- عملت معلم صف في مدارس وزارة التربية بدمشق من عام 1973 لغاية شهر أيلول / سبتمبر 1979. (6 سنوات).
- ندبت للعمل من وزارة التربية إلى وزارة العمل و الشؤون الاجتماعية معلم صف في معهد التربية الخاصة للصم البكم بدمشق بداية شهر تشرين أول / اكتوبر عام 1979. (7 سنوات).
- عملت موجهاُ إدارياُ في ثانوية بسام بكورة بدمشق 1987 لغاية 1995 (9 سنوات)
- 28 سنة مجموع خدماتي في التعليم العام والخاص.
الاهتمامات والنشاطات:
- 1980 شاركت في أول مؤتمر للصم بدمشق وتقدمت بأول توصية أقترح فيها توحيد لغة الإشارة للصم العرب.
- 1982 و 1984 شاركت لجنة الخبراء العرب في مناقشة وإعداد أبجدية الأصابع الموحدة للصم العرب بعد أن سجلت ملاحظاتي عليها.
- في نفس الفترة شغلت منصب أمين الصندوق في الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم ممثلاً عن فلسطين.
- تقدمت للاتحاد العربي بمشروع الأبجدية الدالة على الأصوات كبديل طبيعي عن أبجدية الأصابع.
- علمت طفلة صماء نطق العربية إلى جانب لفظ الإنجليزية والعدّ من 1 إلى 10 بالفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية كبرهان على ما قدمت.
- ــالدول العربية عن طريق منظمة التحرير الفلسطينية… تعذر عليّ الاستمرار بالدراسة بسبب عدم تأمين المنحة المالية المقررة من قبل جامعة الدول العربية.
- تقدمت للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم بمشروع أبجدية الكف للتواصل مع الصم المكفوفين مزدوجي الإعاقة و تواصل الصم «العاديين» مع المكفوفين «العاديين».
- عرضت على الشاشة الصغيرة (التلفزيون) تجربة تواصل الصم مع المكفوفين والتواصل مع الصم المكفوفين مزدوجي الإعاقة كما نُشر ذلك في إحدى الصحف المحلية.. حيث لم يشهد التاريخ أن لقاء قد تمّ بينهما من قبل وعرضت تجربة فاعلة في الندوة العلمية الرابعة التي عقدت بدمشق عام 1988 م.
- أنجزت نظام المطابقة بين لغة الإشارة لغة المصطلحات الإشارية الدارجة على أيدي الصم وبين لغتنا وحسب قواعدها وضوابطها.. الذي جعل لغتين مختلفتين متفقتين في المعنى الواحد.
- عرضت تجربة فاعلة أمام المشاركين في الندوة العلمية الخامسة التي عقدها الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم بدمشق عام 1993 م. (انظر ما كتب عنها فقط في مجلة المنال الصادرة في الشارقة العدد 72 يناير 1994).
- في عام 1995 دعيت من قبل الجمعية القومية السودانية لرعاية الصم للمشاركة في أسبوع الطفل الأصم في السودان.
- في عام 1997م شاركت في الدورة التدريبية السادسة الموحدة لمعلمي الصم في السودان في الفترة ما بين 22 فبراير إلى 2 مارس 1997.
- في عام 1997 شاركت في الندوة العلمية السادسة التي عقدها الاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم في الاسكندرية في جمهورية مصر العربية بإرسال ورقة عمل حول التواصل والتخاطب و تنميته في المجالين الإشاري والنطقي لدى الصم كافة.. لعدم تمكني من المشاركة الشخصية.
- في عام 1997 التقيت على هامش الدورة التدريبية لمعلمي الصم العرب من 13 دولة التي عقدت بدمشق والذين وجدوا فيما عرضته عليهم من نظام المطابقة ضالتهم التي ينشدون.
- أتيحت لي فرصة السفر إلى تونس والمغرب والسودان كما أتيح لي لقاء العاملين الذين يستخدمون الإشارات الدالة على الأصوات في عملية تعليم الصم النطق إن اختلف بعضها بالشكل اتفقت بالمضمون وهو الصوت فزادني ذلك ثقة بما أقوم به.
- أدخلت على الكمبيوتر رموز الأبجدية الإشارية المرتبطة بمخارج الأصوات فأصبح بالإمكان استخدام الكمبيوتر بلغة الصم التي أنجزت تماماً كما نستخدمه في لغتنا في تسمية الأشياء بنظام التركيب الأبجدي الذي وفر كل المفردات التي يحتاجها الصم في تعلمهم.
- شاركت في كل المؤتمرات والندوات العلمية للاتحاد العربي للهيئات العاملة في رعاية الصم التي عقدت بدمشق منذ عام 1980 وعرضت خلالها كل أعمالي التي أنجزت لخير حاضر الصم العرب ومستقبلهم.
- علّمت مجموعة من الصم متفاوتي الأعمار من خلال نظام المطابقة والأبجدية الدالة على الأصوات أس هذا النظام عدداً من سور القرآن الكريم القصيرة من جزء عـمَّ. منهم من أحسن حفظها غيباً كما نحفظ و منهم من أحسن قراءتها كما نقرأ ولكن بلغة يديه موضوع جهدنا. كما تم تعليمهم بعض المتطابقات الرياضية للتعرف على استيعابهم للمجردات الرياضية واستخدامها من قبل النظام.
- 2001 و 200 و 200 شاركت في معرض الباسل للإبداع والاختراع بدمشق بمشروع / لغة العلم والتعلم الإشارية للصم العرب / نال هذا النظام ميداليتين ذهبيتين عن عام 2001 و 2002 وثالثة برونزية عن عام 2003 م.
- درس هذا النظام من قبل لجنة مختصة في كلية التربية جامعة دمشق وصدر عنها قرار رقم 768 تاريخ 15 أغسطس / آب 2004 لتوفر عنصر الجدة والابتكار فيه.
- نال هذا المشروع في 12 مايو / أيار 2005 بقرار رقم 798 الصادر عن وزارة الثقافة في الجمهورية العربية السورية مديرية حماية حقوق المؤلف.. حق الحماية الفكرية.
- راسلت أصحاب الخبرة والاختصاص في السويد وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا وألمانيا وأميركا للوقوف على آرائهم فيما قدمت وقمت به.. تلقيت ردودا مؤيدة ومشجعة.
- شاركت فريق صنّاع الحياة.. فريق د. عمرو خالد (أكاديمية تطوير الذات) في التدريب على نظام المطابقة في تعليم الصم.
- مقيم حاليا في كندا مع عائلتي.