في كل عام، يتعرض 130 مليون شخص لخطر الزلازل، ونحو 200 مليون لكوارث الفيضانات، وأكثر من 220 مليون شخص لأخطار حالات الجفاف، في حين لقي أكثر من مليون ونصف مليون شخص حتفهم خلال العقدين الماضيين نتيجة الكوارث الطبيعية.
إن نظرة سريعة إلى جاهزية مجتمعاتنا العربية لمواجهة الكوارث والحد منها تؤكد أنها لا تزال بعيدة عن مواجهة التحديات التي تتربص بها كتغيرات المناخ والكوارث المحلية من حرائق وفيضانات وزلازل وذلك رغم تأسيس المكتب الإقليمي في عام 2007 لدعم الدول والمجتمعات العربية لبناء قدرتها على مجابهة الكوارث، نعم، لا زلنا بحاجة إلى تعزيز الجاهزية، واستكمال بنيتها التحتية، المادية والمعرفية والتنظيمية.
يعد المؤتمر الدولي الثالث للحد من مخاطر الكوارث الذي تعقده الأمم المتحدة في سينداي Sendai باليابان محطة مركزية لمراجعة ما تم إنجازه من خطة هيجو Hyogo Framework for Action 2005 – 2015، والدروس الدولية المستفادة، بالإضافة إلى اعتماد الخطة العالمية لما بعد العام 2015، وسبل التعاون الدولي لتنفيذها.
محطات في الطريق إلى سينداي
خلال السنوات الأخيرة، شهدت بلادنا العربية محطات بارزة عالمية في جهود الحد من الكوارث، منها:
- إنجاز التقييم العالمي بشأن الحد من مخاطر الكوارث الصادر بالمنامة في أيار / مايو 2009.
- وضع الاستراتيجية العربية من قبل مجلس الوزراء العرب المسؤولين عن شؤون البيئة للحد من مخاطر الكوارث في 2010.
- عقد المؤتمر العربي الأول للحد من مخاطر الكوارث في العقبة بالأردن، خلال الفترة 19 ـ 21 آذار / مارس 2013.
- عقد مؤخراُ المؤتمر العربى الثاني للحد من مخاطر الكوارث في شرم الشيخ، من 14 حتى 16 أيلول / سبتمبر 2014، ويعد المؤتمر اجتماعاً تحضيرياً للمؤتمر الدولي الثالث للحد من الكوارث، الذي سيعقد فى مارس / آذار 2015 بمدينة سينداي باليابان Sendai, Japan .
سينداي.. ماذا أعددنا لها؟
- ينبغي أن تعكس ملفاتنا العربية إلى سينداي ما يجري في بلادنا نتيجة العديد من النزاعات المسلحة التي دمرت البنية التحتية الضرورية لبناء الجاهزية للكوارث وسبل المعافاة منها، كما أدت إلى تشريد الملايين داخل وخارج بلادهم. إن هؤلاء الملايين من اللاجئين والنازحين على امتداد المدن والقرى والمخيمات بحاجة ماسة، وأكثر من غيرهم، إلى خدمات الإغاثة وخدمات الحد من الكوارث بكل أشكالها وأنواعها.
- ينبغي إرساء ثقافة مجتمعية احتوائية للحد من الكوارث ومواجهة مخاطرها، لاسيما على صعد المجتمعات المحلية والأحياء والجمعيات الأهلية والمدارس والمراكز التجارية والسياحية والرياضية وغيرها. يمكن تعزيز هذه الجاهزية، واختبارها، من خلال برامج تدريبية خاصة، ومن خلال مناسبات مجتمعية دورية منتظمة كأسبوع الحريق، والكوارث الطبيعية، تشارك فيها عادة المدارس، والجامعات، وإدارات الإسعاف والشرطة والجمعيات الأهلية والإغاثية، وجمعيات الأشخاص ذوي الإعاقة، ودور كبار السن وغيرها. وهكذا لا بد من إعداد خطة مدروسة احتوائية تشارك فيها فئات المجتمع لمواجهة حالات الطوارئ كالحريق والفيضان والزلزال.
- كما ينبغي أن تضم مشاريعنا إلى سينداي كل ما يتعلق بإدراج تقنيات المعلومات الحديثة الخاصة بالكوارث (تكنولوجيا خدمات الكوارث)، هذا بالإضافة إلى مشاريع الشراكة مع وسائل الإعلام من أجل بناء بيئة مجتمعية ممكنة لمواجهة الكوارث والحد من مخاطرها.
نعم لا بد من العمل على بناء هذه الثقافة وتعزيزها في إطار الاستراتيجية الوطنية لإدارة الكوارث ومكافحتها، ودمجها في الخطط الوطنية والإقليمية، والخطط الإنمائية طويلة الأجل، كوسيلة ضرورية لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
هذا ما يجب أن تحمله ملفاتنا لدمج أولوياتنا في خطة سينداي لما بعد 2015، بالإضافة إلى مشاريع بناء الشراكات مع الجهات المشاركة إقليمياً وعالمياً، ليس فقط على طريق بناء ثقافة مجتمعية ممكنّة لمواجهة الكوارث بكل أنواعها وأبعادها، والحد من مخاطرها، بل لتعزيز قدرات مجتمعاتنا على التعافي منها والنهوض من جديد.
طبيب بشري حائز على شهادة الماجستير في طب الأذن والأنف والحنجرة وجراحتها، والبورد السوري، بالإضافة إلى الدراسات العليا من جامعة برمنجهام في المملكة المتحدةBirmingham, UK، وهو من الناشطين في المجتمع المدني العربي والدولي، له إسهامات طبية وثقافية وإنسانية عديدة، إلى جانب الكتابة باللغتين العربية والإنجليزية.
له عدة إصدارات في مجال الإعاقة السمعية، والبصرية، كما نشر المئات من المقالات والأبحاث في الصحة، والإعاقة، والعمل الإنساني والحقوقي وجوانب ثقافية متعددة.
شارك في تأسيس وإدارة وعضوية (الهيئة الفلسطينية للمعوقين)، (الرابطة السورية للمعلوماتية الطبية)، (الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم)، اللجنة العلمية لنقابة أطباء دمشق، وهيئة تحرير (المجلة الطبية العربي)، ولجنة الإعاقة بولاية كارولينا الشمالية للسلامة العامة، قسم إدارة الطوارئ، وعضو جمعية نقص السمع في منطقة ويك، ولاية كارولينا الشمالية، وعضو لجنة العضوية في تحالف الأطباء الأمريكي، ومستشار مؤقت لمنظمة الصحة العالمية إقليم المتوسط في القاهرة للمؤتمر الإقليمي (أفضل الممارسات في خدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للأشخاص المعوقين)، القاهرة، مصر (نوفمبر 2007)، كما شارك في كتاب (مواضيع الشيخوخة والإعاقة)، منظور عالمي، إصدار لجنة الأمم المتحدة غير الحكومية للشيخوخة، نيويورك 2009.
(http://www.ngocoa-ny.org/issues-of-ageing-and-disabi.html)
وقد حاز الدكتور غسان شحرور خلال مسيرته على:
- درع الاتحاد العربي للهيئات العاملة مع الصم، 2000.
- جائزة الإمارات العالمية التي يرعاها الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعمل الطبي الإنساني عام 2002.
- درع الأولمبياد الخاص، بمناسبة تشكيل الأولمبياد الخاص الإقليمي، 1993.
- براءات التقدير والشكر من منظمات الإعاقة والتأهيل في مصر، الإمارات، قطر، تونس، والكويت وغيرها.
- منظم ومدرب (مهارات التقديم المتطورة للعاملين الصحيين والأطباء)، رابطة المعلوماتية 2006.
- جائزة نجم الأمل العالمية، للإنجازات في مجال الإعاقة، مؤتمر الأمم المتحدة لمراجعة اتفاقية أوتاوا، كارتاجنا، كولومبيا 32 ديسمبر / كانون الأول 2009.
- أختير ضمن رواد المعلوماتية الطبية في العالم وفق موسوعة (ليكسيكون) الدولية 2015،
Biographical Lexicon of Medical Informatics ،
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC4584086/