لا نزال نعيش مشاعر الحزن، ولا تزال قلوبنا تختلط فيها أيضاً مشاعر الفخر والعرفان بشهدائنا الذين ندعو الله أن يجزيهم عنا خيراً ويتقبلهم عنده من الأبرار.
ما زال بعض من جرحانا يعالج، ونتابعهم وندعو لهم، لا تزال خيم العزاء منتشرة في أنحاد الدولة، هي كلها أحاسيس ومشاعر تمر علينا فتزيدنا التحاماً.
أثرت فينا القصص، وأثرت فينا دموع الجرحى، ورغبتهم الصادقة في العودة، ومشاعرهم السامية بأن يعودوا ليكملوا رحلة الدفاع عن الدين والوطن.
نحن اليوم نعيش رغبة صادقة من الكل بأن يفدي هذه الأرض، ويعطيها من كل شيء: وقته، ودمه، وإحساسه، ودعاءه.
لسنا نبالغ، إن قلنا: إننا محظوظون، وبعد توفيق من الله، بأن يكون قادتنا آباءنا، ذلك الإحساس الصادق والالتحام الذي يجعلنا كلنا نحس بكم وهبنا الله نعمة كبيرة بأن يتواضع حكامنا ويعيشوا معنا أفراحنا وأحزاننا، وأن يتلاحموا معنا، ويخففوا عن كل من فقد عزيزاً، ويكونوا هم أهله وسنده.
هم جزء منا، وبما يقدمون يعززون فينا الرغبة الصادقة الحقيقية من دون تكلف أو ادعاء بأن نقدم كل غالٍ ونفيس لديننا وأرضنا وقادتنا.
شاهد العالم من خلال المواقع الإخبارية والاجتماعية والإعلام المقروء والمسموع، وكل أوجه الاتصال، كل القصص عن شهدائنا وجنودنا البواسل، وعن تواصل قادتنا ومواقفهم الإنسانية مع الآباء والأمهات، ومع الأطفال والكبار.
ليس الوقت وقتاً، لأي ادعاء أو محاولة البعض تشويه الصورة الجميلة وليس الوقت لأن يدعي أحد بغير الحقيقة الجميلة التي نراها، فلابد من الالتحام، وأن ننسى جميع الأمور الأخرى، كلنا أبناء زايد، وأبناء الوطن وندين بدين واحد هو دين الحق ورسالة الحق والسلام.
ليكن ما نمر به صفحة من أقوى صفحات الاتحاد وأجملها رغم الحزن الذي يغلفها، فمن أعطى روحه وعمره وفارق أهله يستحق منا أن نكمل عنه الحب لهذه الأرض، والإخلاص لهذا الدين والوفاء لمن وحّدنا ويخاف علينا.
نحن اليوم وقادتنا قلب واحد وروح واحدة وسنبقى كذلك دائماً، لنغلق الأبواب على كل من سيحاول أن يشكك في وحدتنا وحبنا لديننا وأرضنا. لنحارب من يحاول أن يسلبنا جمال التحامنا، ولنكن جميعاً إخوة، ديننا الإسلام وأمنا الإمارات، لأن من رحل يستحق منا ألّا نبخل عليه بأن تبقى هذه الأرض في خير وأمان وتطور، وأن نكون كلنا في مكان واحد..
في كل صلواتنا نرفع أيادينا جميعاً وندعو لهم بأن يكونوا مع الأبرار والصديقين والشهداء، لأنهم أحبونا.
رحم الله كل شهدائنا، وجزاهم الله عنا خير الجزاء