تنجح مساعدة الناس للمرضى في التخفيف من مشاعرهم المزعجة، فيستطيع المرضى الاستفادة نسبياً، إذا لبيت احتياجاتهم النفسية، مثلما تلبى احتياجاتهم الجسمية. وتعتبر السلوى التي يقدمها الطبيب أو الممرضة للمرضى المكتئبين خطوة متقدمة نحو الرعاية الإنسانية.
ومن المؤسف أن أسلوب ممارسة الطب هذه الأيام يفتقد غالباً الرعاية النفسية ويشكل ذلك نقصاً خطيراً في الطب المعاصر. وعلى الرغم من تزايد المعلومات عن الفائدة العلاجية للاهتمام بالاحتياجات العاطفية للمرضى، فضلاً عن الدلائل التي تؤيد الروابط بين مركز المخ العاطفي وجهاز المناعة، على الرغم من هذا ما زال الأطباء لا يثقون في أهمية العناية بعواطف المرضى اكلينيكياً ويرفضون الشواهد على ذلك، بزعم أنها شواهد قصصية تافهة، أو ما هو أسوأ من ذلك مثل مبالغات قلة من الناس.
وعلى الرغم من أن عدداً مضطرد الزيادة من المرضى ينشدون طباً أكثر إنسانية، فإن هذا الطب معرض للخطر.. مع ذلك فمن الطبيعي أن يكون هناك استثناءات بوجود ممرضات وأطباء يتفانون في عملهم ويقدمون لمرضاهم رعاية رقيقة حساسة.
ومن المؤسف أن ثقافة الطب نفسها قد تغيرت، مما زاد من صعوبة وجود مثل هذه الرعاية الطبية الإنسانية بعد أن أصبح الطب أكثر اتجاهاً لأن يكون تجارة.
ولكن من ناحية أخرى، قد تكون للطب الإنساني فائدة في توفير الأموال نتيجة لعلاج المرضى من محنهم العاطفية التي توحي بها الشواهد المبكرة، بل قد يمنع هذا العلاج المبكر بداية مرض ما، أو يساعد على تأجيله، أو على سرعة شفاء المريض.
لا شك أن مثل هذه الرعاية الإنسانية تجعل المرضى أكثر رضا عن أطبائهم والعلاج الطبي. كما أن المرضى سيكون لهم غالباً حرية الاختيار في السوق الطبي الناشئ بين الخطط الصحية المتنافسة، حيث سيدخل مستوى الرضا عن هذه الخطط معادلة اتخاذ القرارات الشخصية جداً، إذ يمكن أن تقود تجارب معاملة المرضى القاسية إلى البحث عن مكان آخر للعلاج، بينما تترجم التجارب السارة إلى شعور بالولاء والانتماء للمكان.
أخصائى الأمراض النفسية والعصبية بمستشفى آل سليمان وشركة كهرباء مصر
طبيب جمعية ومركز التأهيل الشامل للمعاقين بمحافظة بورسعيد
مستشار إعاقات الطفولة لجمعية نور الرحمن
صاحب مدونة ( إطلالة على التوحد ),
كاتب ومؤلف بمجلة وكتاب المنال الصادر عن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
كاتب بمجلة أكاديمية التربية الخاصة السعودية