يعتبر نموذج الاستجابة للتدخل من التوجهات الحديثة في التعرف والتحديد لذوي صعوبات التعلم والذي يعد من البدائل العلمية التي ظهرت نتيجة المشكلات المرتبطة بمحك التباين بين الذكاء والتحصيل، وهو يتضمن مدخلات تدريسية وتدخلات علمية قائمة على نتائج البحوث والدراسات التي تركز على الصعوبات النوعية، كما يتضمن التقييم والمراقبة المستمرة للأداء منطلقًا من صفوف التعليم العام (الزيات 2008، ص 293).
بنية النموذج وآلية تنفيذه:
يعتمد النموذج على تعدد الطبقات أو المستويات أو المراحل، وهناك شبه اتفاق على ثلاثية الطبقات، بمعنى أن النموذج يقوم على ثلاثة مستويات وهي على النحو التالي:
- المستوى الأول: يقوم على مدخلات تدريسية متمايزة، ودعم نفسي وسلوكي عالي الجودة، لجميع الطلاب في ظل التربية العامة النظامية، مع مراقبة وتقييم أسبوعي وشهري لمعرفة مدى التقدم.
- المستوى الثاني: يتلقى فيه الطلاب الذين ما زال أداؤهم أقل من أقرانهم تدخلًا وقائيًا وتدريسَا أكثر تخصصًا، بشكلٍ متزامنٍ مع ما يقدم لهم في الفصول العامة، وهو ليس بديلًا عنها، بواقع ثلاث إلى أربع حصص أسبوعية، وتبلغ نسبتهم ما بين 15 إلى 20% من الطلاب.
- المستوى الثالث: ينتقل إلى المستوى الثالث الطلاب الذين ما زالوا بحاجة لمزيدٍ من التدخل، فيتلقون تدريسًا فرديًا منظمًا ومكثفًا، بشكل يوميٍ، ويقدم من قِبل معلمي التربية الخاصة، كما يتضمن إجراء المزيد من الاختبارات المقننة وغير المقننة، بالإضافة إلى ما تم جمعه من معلومات في المستويين السابقين، بهدف الكشف وتحديد مستوياتهم والصعوبات التي تقف خلف عدم استجابتهم للتدخل، وتبلغ نسبتهم عادةً 5% من مجموع الطلاب (أبو نيان، 2019، ص ص 37-39).
ويكون معيار الاستجابة أو معيار التحقق الذي ينتقل على إثره الطالب عبر الطبقات بحسب معيار الاستجابة والإتقان الذي يتم تحديده من خلال الأهداف المحددة والموضوعة مسبقًا، ويتم استخدام المعلومات من مراقبة الأداء التي تمت في كل مستوى، من أجل تغيير وتكثيف وتعديل الاستراتيجيات المستخدمة من قبل المعلمين (أبو نيان، 2019، ص 39).
ومن هنا نطرح تساؤلنا الهام جدًا: هل نموذج الاستجابة للتدخل محك تعرف للكشف عن ذوي صعوبات التعلم، أم آلية تطوير للعملية التعليمية؟
يركز نموذج الاستجابة للتدخل على نوعية وكفاءة التدريس، والتقييم المستمر لمخرجات هذا التدريس، وتعديل وتكييف أساليبه، والاعتماد على الاستراتيجيات التي أثبتت الدراسات والبحوث فاعليتها، كما أن القاعدة الأساسية التي ينطلق منها النموذج هي صفوف التعليم العام ولجميع الطلاب، ويساعد في الكشف والتحديد المبكر لذوي صعوبات التعلم، وتقليص أعداد الطلاب الذين يندرجون تحت مظلة التربية الخاصة.
ومن خلال ذلك نرى أنه آلية لتطوير العملية التعليمية بالدرجة الأولى، كما لا نغفل دوره في الكشف وتحديد ذوي صعوبات التعلم؛ لأنه وإضافةً لما سبق، يساهم في رفع كفاءة التدريس لجميع الطلاب، ويتطلب التعاون والمشاركة من كافة العاملين في المدرسة من إداريين ومعلمي تعليم عام وتربية خاصة والآباء كذلك، ويساهم في تكامل الأدوار بما يحقق استمرار وفاعلية العملية التعليمية بكافة أركانها.
هذا ويوجد العديد من التوصيات، التي يجب مراعاتها عند تطبيق النموذج لضمان نجاحه وتحقيق المراد منه:
- عقد الندوات والدورات التدريبية المتخصصة لجميع العاملين في المدارس، للتعريف بالنموذج، وبيان أهم الإستراتيجيات التي أثبتت فعاليتها وتدريبهم عليها.
- عقد الندوات والدورات التدريبية للآباء والأسر حول كيفية التعامل مع الطلاب منخفضي التحصيل وذوي صعوبات التعلم، والتعريف بالنموذج وآلية عمله ودورهم فيه.
- تأهيل وابتعاث عددٍ من معلمي التعليم العام، والتربية الخاصة إلى مدارس دولية أثبتت فعاليتها في تطبيق النموذج على النحو الصحيح.
- وجود فريق عمل متكامل متعدد التخصصات، ووضع منظومة متكاملة لقياس مدى تقدم الطلاب.
- دعم البحوث والدراسات العلمية التي تتبنى هذا النموذج وتعمل على الكشف عن فاعليته.
المراجع:
- الزيات، فتحي. (2008). قضايا معاصرة في صعوبات التعلم. القاهرة، مصر: دار النشر للجامعات.
- أبو نيان، إبراهيم. (2019). صعوبات التعلم ودور معلمي التعليم العام في تقديم الخدمات. الرياض، المملكة العربية السعودية: مركز الملك سلمان لأبحاث الإعاقة.
فاطمة القحطاني
الجنسية سعودية
الاتصال 00966558580201
المؤهل الأكاديمي
- معلمة صعوبات تعلم بوزارة التعليم (من 2015 حتى الآن)
- حاصلة على شهادة بكالوريوس صعوبات تعلم من جامعة الدمام (2010 ـ 2013)
- حاصلة على ماجستير صعوبات تعلم من جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل (2019 ـ في طور)
المهارات:
- مهارات الحاسوب المتقدمة
- مهارات إدارة الوقت
- مهارات كتابة المقالات
- مهارات إدارة الفريق
الاهتمامات
- باحثة في مجال التربية الخاصة
- مهتمة بالطلبة ذوي صعوبات التعلم
- مهتمة بمجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة
زينب آل رميض
الجنسية سعودية
الاتصال 00966564511785
المؤهل الأكاديمي
- بكالوريوس تربية خاصة (إعاقة سمعية) جامعة الملك سعود بالرياض (2011)
- ماجستير صعوبات تعلم، جامعة الإمام عبد الرحنن بن فيصل (2019 ـ في طور)
الخبرات السابقة
- معلمة فصول الأمل في رياض القطيف الرائدة (المنطقة الشرقية ـ القطيف)
- معلمة نطق وتحاطب في مركز زهور المستقبل (المنطقة الشرقية ـ القطيف)
المهارات
- مهارات الحاسوب المتقدمة
- مهارات إدارة الوقت
الاهتمامات
- مهتمة بمجال الإعاقة السمعية
- مهتمة بالطلبة ذوي صعوبات التعلم
- مهتمة بمجال الخدمات المقدمة للأشخاص ذوي الإعاقة