إعداد عبير شوقي الحلفاوي
اختصاصية اجتماعية بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية
التمييز والمقارنة بين الأبناء من أسوء أنواع التقييم الذي يضعه الوالدان للتأكد من أداء أطفالهم، لكنهم لا ينتبهون إلى أن مقارنة الأطفال بغيرهم ليست طريقة للتحفيز، بل هي أساس التفرقة بين الأبناء، وتعد طريقة غير مباشرة لتدمير نفسيته وإشعاره بالعجز وقلة الثقة بالنفس.
اقرأ ايضا: من منا يحتاج لتعديل سلوك ؟
هناك مجموعة من المواقف والتي يمكن من خلالها معرفة هل تفرقين بين أبنائك أم أنك تقعين في هذا الأمر دون أن تدري وبشكل عفوي وغير مقصود.
المقارنة هي بداية التفرقة بين الأبناء، وبالتأكيد لن يكون كل أبنائك بالشخصية نفسها، وعندما تُخضعين سلوكياتهم لمعاييرك الشخصية ستجدين النتيجة الأكيدة طفلًا جيدًا وآخر غير جيد، (بالطبع من وجهة نظرك) . هذا الانطباع وحده كاف للتمييز بين أبنائك، وتنشأ تفرقة غير مقصودة بينهم.
كيف تشترين الألعاب لأبنائك؟ إذا كنت تهتمين بمكافأة الطفل الجيد من وجهة نظرك أكثر من طفلك الآخر، فأنت بالتأكيد تفرقين بين أطفالك، لأن تقييمك للطفل تبعاً لسلوكياته فقط هو تفرقة واضحة تظلم أحدهما على حساب الآخر.
من هو الطفل المتفوق دراسياً؟ إذا حصرت إجابتك عن هذا السؤال باسم واحد من أطفالك فقط، فأنت للأسف تفرقين بينهم، فكل طفل يمتلك من المواهب والقدرات ما تتخطى حدود الدراسة والعلامات الدراسية الكاملة والتفوق الأكاديمي فهناك طفل متفوق دراسياً وطفل متفوق مهارياً وهناك طفل متفوق رياضياً أوفي الموسيقى.. الشعر.. وغيرها من مختلف الهوايات وعندما تتحدثين عن أبنائك اذكري جميع نقاط القوة في كل واحد منهم على حدة، دون التمييز بينهم أو المقارنة بينهم في إحدى المهارات.
من هو الطفل الأجمل؟ إذا كنت تحبين طفل أكثر من الآخر فسترينه أجمل بالطبع، فالعين مرآة للقلب، لا مانع من أن يميل القلب لأحد الأبناء، لكن التصريح بذلك والمعاملة على أساسه هو تفرقة وظلم لن تستطيعي تحمل نتائجها فيما بعد.
كيف ترين مستقبل أطفالك؟ هذا السؤال على الرغم من أنه يحمل قدر كبير من الحب فإنه غير منصف وظالم، إذا أجبتِ عنه ستضعين خطوطًاً للتفرقة بين أطفالك، يمكنك أن تنظري إلى واحد من أطفالك وتتخيلي مستقبلًا مبهرًا على عكس الطفل الآخر، وهذا عين التمييز.
هل بين أطفالك أناني؟ الأطفال أنانيون بالفطرة، فإن وجدتِ نفسك تميلين لأحد أبنائك عند الإجابة عن هذا السؤال، فأنت في الغالب تفرقين في المعاملة بينهم، أحياناً ترى الأم الطلب نفسه أنانية من طفل واحتياج من طفل آخر، الحقيقة أن جميعها احتياجات لطفلك وتختلف أولوياتها حسب شخصيته.
هل تشعرين أسرع بالغضب مع أحد أبنائك؟ كذلك تبرر بعض الأمهات التصرفات الخاطئة لأحد أبنائها فلا تعاقبه، بينما لا تجد في نفسها تبريرًا لابنها الآخر فتعاقبه، وهذا نوع من التفرقة في مبدأ الثواب والعقاب.
هل يكره الطفل إخوته؟ إذا كانت هناك تفرقة بين أحد أطفالك والبقية ستجدين مشاعر الغيرة هي المسيطرة عليه، عندها يمكنك أن تشعري بأنه يكرههم والحقيقة أنه غاضباً من التفرقة فقط.
هل طفلك يشبهك؟ إذا كنت تميلين لأن تذكري دائمًا أن أحد أبنائك يشبهك أكثر من الآخرين، فأنت تحبينه أكثر، حتى وإن رأيت ذلك فلا تقوليه بلسانك.
هل طفلك انطوائي؟ إذا شعرت بأن أحد أبنائك انطوائي بعكس طبيعته، فمن الممكن أن تكون التفرقة بينه وبين إخوته هي السبب الذي يدفعه للابتعاد، وربما يتعرض لأي شكل من أشكال التنمر
من آثار التمييز بين الأبناء:
- شعور طفلك المستمر بالتعب والإرهاق من المجهود الذي يبذله لإرضائك وأنتِ لا ترين ذلك.
- ضعف ثقته بنفسه على الرغم من أنه شخصية متميزة، فلا يوجد طفل غير مميز.
- تقليله لنفسه بين أصدقائه والمجتمع المحيط، فلا يعطي لنفسه القيمة التي يستحقها.
- السلوك الانطوائي خوفًا من ارتكاب الأخطاء.
- دفن مواهبه، فهو يواجه مشكلة كبيرة في إرضائك، فيجد كل مواهبه الجميلة مجرد أشياء تافهة يدفنها داخله لأنه لا يرى لها قيمة.
- الافتقاد للأمان الذي يجده في المنزل، ومن المحتمل أن يبحث عنه في مكان آخر، وهو أمر شديد الخطورة وخصوصًا في مرحلة المراهقة.
- الغيرة والتنافس بين الإخوة، التي توصل أحيانًا لمشاعر الكره والبغض.
من أهم الأمور: المساواة والعدل بين الأبناء على مختلف الجوانب وفي كل شيء بالمشاعر والمعاملة وبردود الأفعال وحتى في حالات العقاب والانتباه على ما يصدر عنا من ردود الأفعال ولتعامل صحي سليم ولأجواء أسرية وعائلية مريحة للأبناء مليئة بالحب والاحتواء والدعم.
وختاما تحياتي
المراجع:
- كتاب تربية الطفل فنون ومهارات – أ د / ياسر محمود.
- كتاب تأسيس عقلية الطفل – أ د / عبد الكريم بكار.